من الجدير بالذكر أن القراءة في زمن العولمة تواجه تحديات عديدة فبجانب الإذاعة والتليفزيون والمسرح والسينما التي كانت تشغل الناس زادت بالإضافة إلى الانترنت والقنوات الفضائية العديدة التي تتفنن في جذب المشاهدين وكل هذا يملأ أوقات الناس فلا يوجد لديهمن وقت فراغ لهواية القراءة .
ومن التحديات التي تواجهها القراءة عدم اهتمام الوالدين بتشجيع الأبناء على القراءة ولا يغرسون حب القراءة في الأطفال منذ الصغر وهذا بالإضافة إلى أن المدرسة لا تنمى حب القراءة فكل توجيهها محصور إلى مناهجها التي بين يدي طلابها لا أكثر ولا أقل .
ومن التحديات التي تواجهها القراءة هي عدم وجود المال اللازم لشراء الكتب وخاصة مع ارتفاع أسعارها بدرجة عالية تحول دون شراء الكثير فيحرمون من قراءتها
ومن ناحية أخرى عدم وجود مادة للقراءة نافعة تحمل زخماً مفيداً من الثقافة والمعرفة وأكثرها يتمثل في الأعمال التافهة ، والأعمال التي تثير الغرائز .
وقديماً كان الاستعمار هو السبب في كراهية الثقافة التي تؤدى إلى الأذهان الفاهمة الواعية ، وهذا ما يحدث الآن فبرغم سهولة الحصول على المعلومات بنشر العديد من الكتب عبر شبكة الانترنت .
ويوماً بعد يوم يقل عدد القراء ويقل جمهور الكتاب والسؤال بعد عرض تحديات القراءة في زمن العولمة كيف نحبب الناس في القراءة في زمن العولمة ؟
وأول من نوجه إليه القيام بهذا الدور هم الوالدين فلابد من اهتمام الأب والأم بالكتب ، وغرس هواية القراءة في قلوب الأبناء بقصص وحكايات ثم بكتب مناسبة لأعمارهم .

وثاني الأدوار تكون للمدرسة ومناهجها التي تنمى قيمة القراءة ومحبتها من خلال عدة نقاط نذكر منها :
- عمل المسابقات في إطار الأنشطة اللاصفية لتلخيص مجموعة من الكتب سواء في العام الدراسي أو أثناء الأجازة الصيفية ويكون تقيمها داخل المجموع فضلاً عن الجوائز المادية .
- عدم اعتماد كتاب واحد مقرر في القصة وان تكون هناك عدة قصص مختلفة يختار منها الطالب ما يناسبه وهذا بدوره سوف يجعل الفصل الواحد يختار عدد من القصص قد يقرأها الطلاب من بعضهم البعض .
- مكافأة الطلاب المتميزين بهدايا تتمثل في أحدث الكتب بدلاً من الأموال ففي ذلك إعلاء من شأن الكتاب ، ومن ناحية أخرى سيكون ذلك مبعث لزملائهم الذين لم يحصلوا على هذه الكتب اى شرائها .
- الاستعانة بالمكتبة المدرسية التي تقوم بإعارة الكتب للطلاب طوال العام الدراسي بل و في الأجازة الصيفية .
- تفعيل دور مهرجان القراءة بأن يكون للطالب بطاقة يسجل فيها كل الكتب التي استعارها طوال العام ويتم ربط هذا بدرجات النشاط مما يزيد من إقبال الطلاب على المكتبات .
وثالث الأدوار هو دور الدولة الذي نعقد عليه الكثير من الآمال فبرغم قيامها بعمل مهرجان القراءة للجميع " واقرأ لطفلك " وتوفير العديد من المكتبات العامة والمكتبات المتنقلة وعمل طبعات مخفضة من مكتبة الأسرة بأسعار رمزية ولكن نطلب منها المزيد لأن الدولة بامكانتها العديدة بمكنها خلق شعب قارئ وخاصة في زمن العولمة الذي باتت العقول مهددة بما يهيمن عليها ويقودها إلى الارتباط به ، وقد يحدث للعقول عملية اختراق يمكن أن تنقلب على الدولة نفسها ومن هنا فالقراءة تكون سلاح تستطيع به الدولة أن تصد محاولات الغزو الثقافي والاستعمار الفكري .
ورابع الأدوار هي دور المؤلفين والكتاب والناشرين ان يحرصوا على الارتقاء بالمستوى الثقافي كما و كيفا و لا مانع من عمل تشجيع القراءة بعمل كتب للجيب رخيصة الثمن حيث يكون سعرها زهيد في متناول الجميع .
وأخيراً لابد من تكاتف المجتمع ككل حكومة وشعب ونورد هنا فكرة جعل الكتب هدايا لجميع المناسبات تعبير عن المحبة وأظن أنها هنا ستكون أرخص من اى نوع آخر من الهدايا .

المصدر: دكتور / ناصر على
  • Currently 175/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
57 تصويتات / 1383 مشاهدة
نشرت فى 7 يناير 2010 بواسطة Drnasser

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

109,310