تحديد مواعيد جمع الثمار:

     يجب أن نحدد بالضبط مواعيد جمع الثمار و المخاريط من على الأشجار فمن المعروف أن  كل نوع له ميعاد معين يجب أن تجمع فيه الثمار  وفى مصر كل نوع له موعد معين يتم فيه إجراء عمليات جمع البذور حيث تثمر غالبية الأنواع مرة واحدة فى السنة وذلك بإستثناء  الكازوارينا حيث  تنفرد بأنها  تثمر مرتين أحدهما  في الربيع والأخرى فى الخريف  . ويجب أن تتم عملية  جمع الثمار أو المخاريط  من على الأشجار قبل تمام النضج وذلك عن طريق جمعها من على الأشجار حيث أن العديد من الأنواع الشجرية عندما تصل إلى مرحلة النضج   قد تتساقط  ثمارها على الأرض ولا نستطيع جمعها و خصوصا فى حالة الانواع  ذات البذور الصغيرة مثل الكافور Eucalyptus sp والكازوارينا Casuarina sp والسرو Cupressus sp والتويا Thuia sp وفرشاة الزجاج Callistemon viminalis  وغير ذلك من الأنواع والأجناس الشجرية وعلى ذلك  فإن معرفة وتحديد جمع الثمار  لكل نوع شجري يعتبر مهم جدا بالنسبة للعاملين في مجال تربية و تنمية و تحسين الأشجار الخشبية وزراعتها.

وتحديد ميعاد جمع الثمار لكل نوع أو جنس  هو أحد الوظائف الهامة  للعاملين في مجال الـ Phonology وهو العلم الذى يربط ما بين الظواهر التي تحدث فى النبات مثل( إنتفاخ وتفتح البراعم وظهور الأوراق وبداية نموها ثم إنتهاء نمو الأوراق وبداية تكوين البراعم الزهرية وتفتح هذه البراعم  ثم بعد ذلك عمليات التلقيح والإخصاب وبداية تكوين الثمار ثم نضج هذه الثمار و ميعاد سقوطها أو تفتحها  ثم بداية اصفرار الأوراق وتساقطها فى الأنواع المتساقطة ) و ربطها مع عوامل المناخ المختلفة  وأهم هذه العوامل هو درجة الحرارة. وبالطبع فإنه لتحديد أي ميعاد من المواعيد السابقة فإن ذلك يتطلب العمل لعدة سنوات حتى تكون النتائج أقرب إلى الحقيقة. وهذه النتائج  تكون خاصة بكل نوع وذلك في منطقة محددة فالبيانات الفينولوجية للكازوارينا مثلا في أسوان تختلف عنها في الإسكندرية وذلك لاختلاف درجات الحرارة في المنطقتين . وبمعرفة المدى الذي تنضج فيه الثمار يمكن جمعها من على الأشجار وذلك  قبل سقوطها أو تفتحها.

مراحل وعلامات نضج الثمار

     عند جمع الثمار وتجهيز البذور فإن العامل المحدد لذلك هو نضج الثمار  وهناك مرحلتين للنضج ففي المرحلة الأولى والتى يطلق عليها النضج الفسيولوجي فإن البذور لا تزال تأخذ مواد غذائية على حساب أنسجة الأم وتستمر في عملية التطور والنمو ولكن عند الزراعة  يكون لها القدرة على الإنبات .

 أما  المرحلة الثانية فهى ما يطلق عليها مرحلة النضج التام وفى هذه المرحلة تكون  تغذية البذور على حساب  أنسجة الأم  قد توقفت كما تتوقف عملية  تطور ونمو هذه البذور و قد تدخل أيضاً  في دور الراحة أو السكون. وبعد وصول الثمار إلى مرحلة النضج التام  يكون ذلك مرافقاً لانفصالها ميكانيكياًعن أنسجة الأم ويظهر ذلك في حالة سقوط الثمار أو المخاريط من على الأشجار أو فى صورة انفتاح بعض الثمار وسقوط البذور على الأرض كما هو  الحال في بعض الثمار العلبة أو القرن وقد يظل هذا الاتصال مستمراً ولا تتساقط الثمار أو المخاريط ولا تتفتح وهى موجودة على الشجرة كما هو الحال فى ثمار بعض أنواع  الأنواع الأكاسيا    Acacia sp   وفى  مخاريط  بعض أنواع الصنوبر Pinus sp .

       بالنسبة لوقت نضج الثمار فإنه قد  يختلف حتى بالنسبة للنوع الواحد وهذا يتوقف على العوامل المناخية المميزة لكل منطقة واختلاف الموعد أيضاً قد يكون مرتبطاً بإختلاف  الظروف الجوية للعام نفسه عن العام السابق وبالنسبة لأغلبية الأنواع الشجرية والشجيرية فإن الوصول إلى مرحلة النضج التام قد يكون مرتبطاً إلى حد كبير بنهاية فترة النمو ولكن هذه الظاهرة ليست لجميع الأنواع .

دلائل النضج الطبيعية

هناك بعض الدلائل التى تدل على نضج الثمار أو المخاريط أهمها

أ ـ تفتح الثمار أو المخاريط وانفصالها عن الشجرة وهذا يحدث فى العديد من الأنواع فعلى سبيل المثال نجد أن بعض الأنواع ذات الورق العريض مثل الحور Poplus sp والصفصاف Salix sp فى حالة اعطائهما بذور فإن علامات النضج تكون عبارة عن بداية تفتح الثمار (العلبة) وتطاير البذور ذات الزغب وانتشارها. وأيضاً تفتح ثمار الجاكراندا Jacaranda ovalifolia وتطايرالبذور منها كما تتفتح ثمار بعض أنواع العائلة البقولية مثل بعض أنواع الأكاسيا Acacia sp

ب ـ التغير فى لون الثمار

   يعتبر تغير اللون فى الثمار أحد العوامل الهامة التى يمكن على أساسها تحديد موعد النضج فعلى سبيل المثال فإن تحول الثمار من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر أو الأسود يعتبر أحد علامات النضج فى ثمار البامبوزيا Eugenia jambolana والفلفل Schinus spp بنوعيه والتوت الأسود Morus spp وكذلك تحول ثمار الخروب Ceratonia sp  من اللون الأخضر إلى اللون البنى ثم اللون البنى الداكن يعد أحد علامات النضج الهامة مع ملاحظة أن ثمار الخروب لا تتفتح أثناء وجودها على الشجرة ولذا فإنه يمكن جمع هذه الثمار عن طريق تسلق الأشجار أو عن طريق استخدام السلالم للصعود إلى الشجرة لجمع الثمار أو قد تجمع الثمار التى تسقط على الأرض . ومن علامات التغير اللونى تحول ثمار الزنزلخت Melia azedarach من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر مع تجعد الطبقة اللحمية للثمار وكذلك تحول ثمار النبق Zizyphus sp  من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر المحمر . ويعتبر تغير اللون فى ثمار بعض البقوليات مثل تحول لون القرون فى اللبخ Albizzia sp  من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر الذهبى والتى يبدأ القرن بعدها فى التفتح وكذلك تحول ثمار أبو المكارم Tipuana speciosa من اللون الأخضر إلى اللون البنى الفاتح أحد علامات النضج وتحول ثمار المسكيت Prosopis juliflora   من اللون الأخضر إلى اللون الذهبى . أيضاً تحول ثمار الكازواريناCasuarina sp إلى اللون البنى وبداية تفتحها يعتبر أحد علامات النضج . وفى البلوط يعتبر تحول الثمار إلى اللون البنى وبداية تساقطها من علامات النضج .

جـ ـ التغير فى المذاق أو الطعم

  فى الثمار التى تؤكل مثل البامبوزيا Eugenia jambolana والتوت Morus spp يختفى الطعم القابض فى الثمار وتتحول النشويات إلى سكريات وتصبح صالحة للأكل ويكون ذلك مصحوباً بالتغير فى اللون أيضاً .

د ـ التغير فى الكثافة النوعية

  يعتبر التغير فى الكثافة النوعية فى بعض الثمار أحد علامات النضج الطبيعية فبعض الثمار يخف وزنها واستخدم هذا الدليل بنجاح فى بعض أنواع الصنوبر حيث تقدر الكثافة النوعية للمخاريط وقد وجد أنه حينما تصل الكثافة النوعية للمخاريط الموجودة على الشجرة 0.86-0.88 فإنه يمكن جمع المخاريط وهذا يتم تقديره عن طريق أخذ عدد   من المخاريط من على الشجرة ووضعها في نوع  من زيوت التشحيم SAE 20  وكثافته  0.88 فإذا طفى أكثر من 1/2 المخاريط أعتبر ذلك دليل على النضج .

دلائل النضج الكيماوية

     تختلف أنواع البذور في تركيبها الكيماوى  حيث تحتوي الأجناس المختلفة على نسب مختلفة من المواد الكربوهيدراتية والدهون والبروتينات فمثلا هناك بعض أنواع من المخروطيات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبعض الآخر يحتوي على نسبة عالية من البروتين . كما يختلف المحتوى الرطوبي للبذورعند النضج  ويمكن عن طريق تقدير الرطوبة أو التركيب الكيماوى الإستدلال على النضج  وهذا النوع من الدلائل يعتبر أقل استخداماً من دلائل النضج الطبيعية .