الأذكياء والرغبه المستمره فى التعلم
معظم الناس لا يفكرون كثيرا عن الطريقة التي يتعلمون بها. عموما الكل يفترض ان حدوث التعلم شىء طبيعي. اذا استمعت الى شخص ما يتكلم سواء في محادثة أو في محاضرة، واستوعبت ببساطة ما يقوله،تتعلم أليس كذلك؟ فيما بعد و بعد ان تقدم بى السن، أجد أن التعلم الحقيقي يحتاج المزيد من العمل. كلما ملأت ذهنك بالحقائق والأرقام، والخبرة، كلما قل المكان المتاح لأفكار جديدة. بالإضافة إلى ذلك، قد اصبح لديك كل أنواع الآراء التي يمكن أن تدحض الأفكار يتم طرحها امامك. مثل كثير من الناس أعتبر نفسي أتعلم مدى الحياة، ولكن أكثر وأكثر لا بد لي من العمل بجد للبقاء منفتحه العقل.
الحاجة إلى التعلم لا تنتهي أبدا، لذلك الرغبة للقيام بذلك يجب أن تفوق دائما رغبتك في أن تكون دائما على الحق. إن العالم يتغير وأفكار جديدة كل يوم تطفو على السطح؛ دمجها في حياتك سوف تبقيك مرتبط بالعالم من حولك وتتفاعل معه. وفيما يلي الطرق التي يمكنك استخدامها لتبقى منفتحا ومتأثرا بما حولك, كما أنها سوف تعمل من أجلك أيضا. مهما تقدم بك العمر.
1. هدىء الصوت الداخلي :
انه الصوت الذى يقدم تعليقا سريعا وينتقد ما يقال عندما تستمع إلى شخص ما يتكلم. انه الصوت الذي يطرح رأيك حول ما يجري تقديمه من معلومات. فمن السهل الاهتمام بالصوت الداخلي عن الاستماع الفعلي لما يقال. هذا الصوت غالبا ما يمنعك من الاستماع بانفتاح و الحصول على معلومات جديده قد تفيدك, ويمكن ان يغلق عقلك قبل ان تستمع للرساله بأكملها. ركز بدرجة أقل على ما يدور داخل دماغك , و ركز أكثر على ما يقوله المتكلم. قد تفاجأ بكم و حداثه المعلومات التى يقولها عندما تسمتع بتركيز دون ان يشغلك ما يدور داخلك.
2. جادل نفسك :
إذا لم تتمكن من تهدئة الصوت الداخلي، فعلى الأقل استخدمه لصالحك. في كل مرة تسمع نفسك تعارض المتكلم، توقف و حاول تبنى وجهة النظر الأخرى. اذكر داخلك جميع الأسباب التي تجعل المتكلم يشعر و يقتنع انه على صواب فى ما يقول, فقد يكون ما يقول صحيحا و قد يظهر انك على خطأ. اذا لم يحدث ذلك ,ففي أفضل الأحوال قد قمت بفتح عقلك و تقبلك للمعلومات المقدمة. إذا تعذر ذلك، سوف يعزز حجتك بحق و ربما تكون على انت الذى على حق و ليس من باب الرفض.
3. التصرف وكأنك محب للاستطلاع :
بعض الناس بطبيعتها محبه للاستطلاع والبعض الآخر ليس كذلك. يمكن بغض النظر عن الفئة التي تنتمى اليها, ان تستفيد من التصرف وكأنك شخص محب للاستطلاع. في المرة القادمة التي تستمع إلى المعلومات، أكتب على الأقل خمسه من الأسئلة ذات الصلة. إذا كنت في محاضرة، ابحث عن المزيد من الإجابات على الإنترنت. إذا كنت في محادثة يمكنك أن تستفسر من المتحدث عن اجابات على الأسئله التى تدور فى رأسك. في كلتا الحالتين ستتعلم على الأرجح، التفكير في الأسئلة سوف يساعد تفتح ذهنك لتقبل ما يقوله الآخرين بدلا من رفضها بمجرد سماعها والانغلاق على ما هو داخلك فقط. يمكنك الإستفاده من الفضول بطرح الكثير من الأسئله و الحصول على اجابات لها تزيد من معارفك.
4. العثور على نواة الحقيقة :
الواقع هو ان أي مفهوم أو نظرية لا تأتي من فراغ. في مكان ما فى المفهوم او النظريه هناك بعض الجوانب التي تستند علي الواقع. حتى لو كنت لا تقتنع بهذه الفكرة، يجب عليك أن تحدد على الأقل الجزء الحقيقى الذى جاءت منه. افعل مثل الباحثين وقم بالإستنتاجات الخاصة بك. هذا سيعزز مهارات اللإستنتاج و التحليل لديك، وربما تصبح قادرا على تحسين مفهوم فكرة المتحدث الأصليه.
5. ركز على الرسالة و ليس الراسل :
فى كثير من الأحيان يتوقف الناس عن التعلم بسبب الطريقه التى يقدم بها الشخص مادته. سواء كان ذلك محاضر مملة، شخص غير جذاب فى حركاته الجسديه، أو عضوا في تيارا مخالف لك، يمكن أن تؤثرهذه العوامل على تواصلك وتقبلك للتعلم مما يقول. افصل الماده عن المتكلم. تناسى ما تعرفه عن الشخص أو معتقداته حتى تتمكن من سماع المعلومات التى يتكلم عنها بشكل موضوعي. أما بالنسبة للشخص الممل، ركزعلى ما جاء فى 2و3و4 كما لو كانت لعبة، وبالتالي تخلق شىء ترفيهى و تكسر الملل.
المصدر: د. نبيهه جابر
إقرأ مقاله " فوائد بناء الفريق" على:
http://drnabihagaber.blogspot.com
( يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل و الإقتباس )
ساحة النقاش