تعاني معظم المحاصيل الحقلية المنزرعة في مصر من نقص حاد في معدلات إنتاجها بالمقارنة بالاستهلاك حيث يؤدي ذلك إلى اتساع كبير في الفجوة الغذائية والتي تعد من أهم التحديات التي تفرض نفسها على جميع باحثي ومنتجي المحاصيل الحقلية، فنحن بالكاد ننتج 50% من القمح، وكذلك الأمر بالنسبة للذرة التي ننتج منها 5.5 مليون طن ونستورد مثلها، ونستورد حوالي 99 % من احتياجاتنا من العدس و70% من الفول و95% من الزيوت وننتج فقط حوالي 5% من جملة الاستهلاك، و نستورد 32% من احتياجاتنا من السكر، وهذا أمر بالغ الخطورة، فمصر بصفة عامة لا تنتج نصف غذائها، وهو ما يحتم العمل على استنباط أصناف وهجن عالية الإنتاج مقاومة للأمراض والآفات وتتحمل الاجهادات الحيوية والبيئية وتحديد أفضل المعاملات الزراعية للأصناف والهجن المختلفة لتعظيم إنتاجها تحت الظروف البيئية المختلفة، فضلا عن استخدام دورات وتراكيب محصولية جديدة بهدف تعظيم العائد من وحدتي الأرض والمياه.

وتمثل الأمراض النباتية بصفة عامة أحد أهم المشاكل التي تهدد الثروة الزراعية في العالم حيث تسبب خسائر كبيرة في الإنتاج الزراعي بلغت حوالي 25% سنويا أي ما يعادل استهلاك حوالي 600مليون شخص، بالإضافة إلى خفض جودة المنتج الغذائي وإفراز السموم الفطرية التي تسبب أمراض متعددة وخطيرة تصيب الإنسان والحيوان الذي يتغذى على المنتج الغذائي الملوث.

 ويعرف المرض النباتي بأنه أي خلل أو اضطراب في سير العمليات الحيوية في النبات نتيجة دخول كائن غريب (فطر – بكتريا – فيروس) في نسيج النبات أو نتيجة حدوث تغير في الظروف البيئية المحيطة والتي لها تأثير على النمو الطبيعي للنبات وينعكس ذلك كله على المنتج الاقتصادي سواء من ناحية الكمية أو الجودة.

 وتصاب معظم المحاصيل الحقلية مثل القمح و الشعير والبصل والثوم والفول السوداني والسمسم وعباد (دوار) الشمس بالعديد من الأمراض الاقتصادية الهامة التي تسبب خسائر كبيرة في إنتاجية هذه المحاصيل كما ونوعا تختلف حسب طبيعة المسبب المرض والعائل النباتي والظروف البيئية المحيطة بكل منهما، كذلك قد تؤدي إلى نقص المساحة المنزرعة من هذه المحاصيل نتيجة إصابتها ببعض الأمراض الخطيرة، الأمر الذي يؤدي إلى امتناع المزارعين عن زراعة تلك المحاصيل الهامة وبالتالي يؤدي إلى نقص كبير في الإنتاج الزراعي بطريقة غير مباشرة.

وتؤدي إصابة المحاصيل الحقلية بالعديد من الأمراض الخطيرة إلي نقص كبير في إنتاجية هذه المحاصيل كما ونوعا مما يؤدي اتساع كبير في الفجوة الغذائية في المحاصيل الزراعية الاستهلاكية مثل المحاصيل الزيتية ومحاصيل الحبوب وكذلك نقص كبير في صادرات المحاصيل الزراعية التصديرية مثل البصل والثوم والفول السوداني. وسوف نتناول فيما يلي أهم المشاكل المرضية التي تسبب عائقا حقيقيا لزيادة إنتاجية بعض المحاصيل الحقلية وتقليل الفجوة الغذائية في مصر، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على أهم أساليب وطرق المقاومة الفعالة في تقليل الإصابة والحد من زيادة الخسائر الناجمة عنها.

المصدر: د/ ممدوح محمد عبد الفتاح خليفة أستاذ مساعد بمعهد بحوث أمراض النباتات
  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 816 مشاهدة

ساحة النقاش

sabony1946

الأستاذ الفاضل د. ممدوح محمد عبد الفتاح خليفة
تحية طيبة ...
إستوقفني في مقالتك التعريف الذي عرفت به المرض ... ووجدت بأنك تعرف العرض المرضي وليس المرض.. إن الخلل في النمو أو أي خلل في النبات هو إنعكاس للأعراض المرضية .. والسؤال هنا كيف نقرر وجود خلل ما في النبات ولنفرض مثلا لدينا صنف محدد من القطن... ولقياس وجود أي خلل في جميع تراكيب نباتات الصنف المذكور يتطلب وجود مواصفات قياسية تشمل إرتفاع النباتات ، عدد التفرعات، عدد الجوز في النبات الواحد، لون الأوراق ، وجود الشعيرات في السطوح السفللى للأوراق .. لون السيقان ... وغيرها ... لكي نرصد أي خلل...
عندما نتحدث عن المرض النباتي فعلينا أن نبتعد عن الأعراض المرضية .. فالمرض هو عملية ... أطرافها العائل والمتطفل ... ونتاج العملية هي الأعراض المرضية ... Its a process caused Damage to the plant
ولذلك فإن قولنا بأن الحنطة تصاب بأمراض عديدة ... ليس صحيحا وإنما .. تصاب الحنطة أو تهاجم نباتات الحنطة سنويا بمجاميع عديدة من المسببات المرضية أو الممرضات مما يؤدي إلى نقص كبير......
مع شكري وتقديري
الدكتور محمد عبد الخالق الحمداني

yassen2010

شكرا

عدد زيارات الموقع

89,370