(سبعٌ عُجاف)هي معادلة امريكية تساوي (7-= + 70) وتلك المعادلة خرجت فيها أمريكا بعد أن ظنت أن احتلالها لأفغانستان والعراق سوف يكون بالنسبة لها السيطرة والهيمنة على العالم أجمع كونها ستتحكم بالاقتصاد العالمي بأسره وبعد خيبة الأمل بالتجربتين المريرتين التي كلفتا امريكا خسائرٌ لا حد لها جعلتها تعيش سبع سنوات عجاف انهار بها الإقتصاد الأمريكي ، بل والعالم أيضاً وحسب المخطط الأمريكي ان احتلالها لأفغانستان والعراق هي البداية في التوسع في احتلال الدول الأخرى ذات المخزون البترولي الوفير ولكنها أيقنت أنه لا سبيل في تحقيق ذلك بعد أن علمت مدى سوء التخطيط السابق وتلك التكلفة التي أخذت الأخضر واليابس من الميزانية الأمريكية حتى أنهم مسوا الاحتياط الوطني الذي كان من المفروض أن لا يمس تحت أي ظرف كان ، وبعد أن رأت أن مصلحتها مربوطة بالكامل في استقرار الأمن والنهضة الإقتصادية في منطقة الشرق الأوسط بدأت تحاول أن يصلها كل ما تريده دون أن تخسر جندياً واحد وهذا لن يتم إلا في حالة واحدة فقط وهي النهوض بالدول الخليجية نهوضاً اقتصادياً غير مسبوق وسوف تعيش منطقة الخليج تغير اقتصادي نوعي ضخمٌ بكل معايره . فإذا ما تحقق ذلك ضمنت امريكا مناصفة تلك الدول في دخلها دون أي جهد منها كون الدول الخليجية جميعها مرتبط اقتصادها ارتباطٌ وثيق بالدولار الأمريكي فحينما يطرأ على منطقة الخليج  تلك القفزة النوعية التي تجعل البنوك الأمريكية حبلى بالأموال الخليجية المتكدسة والتي لا تستغل من دول الخليج استغلالاً مباشراً في رفع النهضة الحضارية والإقتصادية لديها ، وتلك الثروات المالية ستكون بمثابة الرصيد الثابت كنوعٍ من الودائع التي تجعل البنوك الأمريكية تستفيد منها على مر الزمن .

لذا سوف يتغير النهج الإقتصادي الخليجي في السنوات القادمة بشكلٍ قد يضاهي ما وصلت إليه أوروبا الآن . وسوف يتم فتح باب الاستثمارات العالمية على مصرعيه ولأمريكا نصيب الأسد في أن تدخل بكل مقوماتها وهيمنتها الإقتصادية في استثمار ما تجنيه  بأموال دول الخليج بأرض دول الخليج لتصبح المنافس القوي بكل المشاريع العملاقة التي ستحفظ لأمريكا توازنها الإقتصادي وتستطيع أن تلاعب الصين في تأرجح سعر الدولار وهذه هي الفرصة الذهبية لأمريكا ولدول الخليج أيضاً في الاستفادة من تلك النهضة الإقتصادية العملاقة القادمة ، وعلى دول الخليج أن تفكر باهتمام وجدية في استغلال المرحلة القادمة استغلالاً يضمن لها توازن اقتصادها دون الإعتماد على النفط ، فعليها أن تعتمد على الصناعات بشكل عام التي تضمن لها رسوخ اقتصادها بل وبقاء تلك الدول إن أرادت البقاء بالفعل ، فجيب أن تعي تلك المعادلة الأمريكية  (سبع سنوات عجاف ) هي بالنسبة لتخطيط أمريكا يقابلها سبعون سنة من الازدهار فحينما تكون المعادلة (7-= + 70) فهذا يعني أنها ستعوض كل خسائر تلك السنوات الغابرة بعشرات السنوات المزدهرة اقتصادياً وعلى حساب الدول التي لا حول لها ولا قوة .

الدكتور / محمد المدني

المصدر: د. محمد المدني
  • Currently 4/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
4 تصويتات / 196 مشاهدة
نشرت فى 3 يوليو 2012 بواسطة DrMadani

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

902