مكونات غذاء سمكة الخشني, (Heckel Liza abu  (1843 المصيدة من قناة ذراع الثرثار – دجلة   --  شمال بغداد

 

أ.د. عامر علي الشماع 1st. وبدر محمد العزاوي 2nd.                     وعلي عودة شاوردي3rd.

مركز بحوث الثروة الحيوانية والسمكية ، بغداد

[email protected]

الخلاصة

جمعت 519 سمكة من أسماك الخشني (1843 Liza abu (Heckel, لدراسة طبيعة غذائها المتناول وتغيراته الفصلية في عام كامل. وأختيرت محطتان لهذا الغرض على قناة ذراع الثرثار- دجلة قرب ناحية التاجي. أظهر البحث إن أسماك الخشني أعتمدت في غذائها على مصادر حيوانية ونباتية، جاءت النباتية الأصل منها بنسبة تراوحت بين 60,2%- 69,5%. مما يؤكد أن السمكة مختلطة التغذية (قارتة). وكان الفتات العضوي والطحالب الخضر والخضر المزرقة والهائمات الحيوانية العناصر الرئيسة الثلاث الأولى التي تناولتها الخشني في منطقة البحث. فقد جاء الفتات العضوي في مقدمة الغذاء المتناول في محطتي البحث (28,5%;18,7%;35,7%) و(24,1% ;16,0%;28,5%) على التتالي، متبوعة بالطحالب الخضر والخضر المزرقة (19,5%;17,2% ;22,5%) و(18,1%;16,3%;20,0%). وجاءت الهائمات الحيوانية ثالثة في المحطات كافة، باعتماد طريقتي الحجم التقريبي والتكرار إضافة إلى دليل مستوى الأهمية على التتالي. واحتلت الرمال 14,7%-0,17% من حجم معد الأسماك  

1

 

 

 

المدروسة خلال مدة البحث. ولم تعتبر الرمال جزءاً من الغذاء في هذا البحث. بلغت أعلى نسبة لتواجد الفتات العضوي في معد الأسماك المصيدة من ذراع الثرثار في الربيع (45,6%) من المحطة الأولى، وكانت أوطأ نسبة له (18,4%) في الربيع أيضاً، ولكن من المحطة الثانية. أما الطحالب الخضر والخضر المزرقة فكان أعلى تواجد لها في معد الخشني بلغ 27,4% في الشتاء وأقل نسبة لها كانت 15,0% في الصيف من المحطة الثانية.

 

 

 

 

 

 

------------------------------------------------------------

*** البحث مستل من رسالة الدكتوراه للباحث الثالث ، الجامعة المستصرية, 2006

 

 

DIET COMPOSITION OF Liza abu                                 COLLECTED FROM ALTHERTHAR - Tigris arm                         Amer Al-Shamma'a; Bader Al-Azzawi and AlShawardi.    al_shammaa84@yahoo.com

 

Abstract

A total of 519 fish of Khishni, Liza abu (Heckel, 1843 (were collected to study their stomach contents and their seasonal variation. Two stations had been chosen on ِAlTherthar- Tigris Arm canal near Altaji for this research. The Results showed, that fishes were omnivores, but, plant in origin materials ranged from 60,2% to 69,5%. Organic detritus, green & blue green algae, zooplanktons, were the main food items consumed by the collected fish. Detritus intake ranked first in both research stations (28.5%, 18.7%, 35.7%) and (24.1%, 16.0%, 28.5%), followed by green and blue green algae (19,5%, 17.2%, 22.5%); (18.1%, 16,3%, 20.0%) respectively. While zooplanktons ranked third according to volumetric, occurrence methods and ranking index of importance respectively. Sand occupied between 14.7%-17% of fish stomach during the study period, but it wasn't treated as a diet in this research. Detritus reached its highest ratio of presence (45,6%) during spring at station one. While the lowest proportion (18.4%) came during spring from

2

 

the second station according to the ranking index. The highest presence of algae in fish stomach was 27.4% in winter, while the lowest value was 15.0% appeared in summer at the second station.

 

المقدمة

سمكة الخشني ( أبو إخريزة) (1843 Liza abu ( Heckel, ( ( mugilidae, من الأسماك الإقتصادية المهمة تنتشر في المنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق وهي مرغوبة من قبل المستهلك المحلي لطعمها ورخص ثمنها (4) مقارنة بالأسماك الأخرى الأكبر حجماً والمتوافرة في المياه العراقية مثل البني Gunther,1874 Barbus(Mesopotamichthys) sharpeyi والشبوط) Heckel(1843 grypus, (Tor) B. والقطان B. (Luciobarbus) Xanthopterus (Heckel, 1893 والحمري Carasobarbus luteus (Heckel, 1843) والكارب العادي Cyprinus carpio L. وأسماك كارب الكراسين Carassius Sp. . . إستهدف البحث الحالي التعرف على التغيرات الفصلية في الغذاء الطبيعي المتناول من قبل سمكة الخشني في قناة ذراع الثرثار – دجلة شمال بغداد. وشمل البحث تحديد ما إذا كانت هنالك أية خصوصية لهذه المنطقة في طبيعة الغذاء المتناول من قبل هذه السمكة أثناء فصول السنة المختلفة. قورنت النتائج مع عدد من البحوث السابقة التي درست الغذاء الطبيعي لهذه السمكة في المياه العراقية المختلفة (5و9 و14 -17). إن دراسة الغذاء الطبيعي المتناول من قبل الأسماك تعد خطوة أساسية لنجاح عملية تربيتها وتطوير الثروة السمكية (4). ولأهمية هذه السمكة في السلسلة الغذائية، إذ كثيراً ما تستهلك من قبل الأسماك اللاحمة مثل أسماك البز(Heckel, 1843) Barbus(Luciobarbus) esocinus والجري Silurus triostegus Heckel, 1843 والشلكHeckel, 1843 Aspius varax والبرعان الأبيض Leuciscus lepidus (Heckel 1843) (6 و7). ولعدم وجود دراسة سابقة عن التغذية الطبيعية لهذه السمكة في ذراع الثرثار - دجلة أجرى هذا البحث.

المواد وطرائق البحث

أختيرت محطتان لصيد الأسماك على قناة ذراع الثرثار- دجلة، الأولى مقابلناحية التاجي (265 سمكة) والثانية قبل لقاء قناة الذراع مع نهر دجلة (254 سمكة) شمال بغداد. صيدت الأسماك بشباك السليةCastnets ، واستعمل الصيد بالكهرباء المتوافر في المنطقة التي تكثر فيها الصخور في القناة في بعض الأحيان، إذ يتجنب الصيادون إستعمال الشباك. قتلت الأسماك بعد صيدها مباشرة وذلك بعد ضربها على الرأس، وسجلت أطوالها وأوزانها لأقرب 1 ملم و0.1 غم على التتالي. أستخرجت القناة الهضمية بعد تشريح السمكة، وحفظت في حاويات تحوي على الفورمالين بتركيز10% لحين فحص مكوناتها من الغذاء. فحصت محتويات المعدة بجزيئيها الأمامي ( الغشائي ) والخلفي ( الحويصلة ) في المختبر (5 و17و18). وأستخدمت طرائق الحجم التقريبي والتكرار (26) ودليل مستوى الأهمية ranking index (25و12) لتقدير أهمية العناصر المكونة للغذاء المتناول. شخصت الهائمات النباتية والحيوانية وكذلك الحشرات ويرقاتها المتواجدة في معد السمكة إعتماداً على (20)Edmonson . ودرست أيضاً شدة ونشاط التغذي ( 19 و 23).

 

النتائج

 

غذاء وتغذية سمكة الخشني في ذراع الثرثار- دجلة

1 :شدة ونشاط التغذي

بلغت شدة التغذي لسمكة الخشني ذروتها في شهري أيار وتموز الدافئين, إذ بلغت أقصى قيمة لها 22,86 درجة/سمكة و24,7 درجة/سمكة في المحطة 1. وكانت أعلى شدة تغذي لها في المحطة الثانية 20,71 درجة/سمكة و17.8 درجة/سمكة في الشهرين نفسهما. وعلى العكس من ذلك إنخفضت شدة التغذي في الشهرين المنخفضا درجة الحرارة، كانون الثاني وآذار .فبلغت أدنى قيمة لها 11,43 درجة/سمكة أثناء شهر كانون الثاني في المحطةالأولى و12,8 درجة/سمكة أثناء آذار في المحطة الثانية. واختلف نشاط التغذي هو الآخر في قيمه من شهر لأخر, إذ بلغت قيمته %100 في أشهر آيار وتموز وأيلول ولكلتي المحطتين. وشوهد الإنخفاض في نشاط التغذي كلما إنخفضت درجة الحرارة، فوصلت أدنى قيمة له في شهر تشرين الثاني 85,7 % عند المحطة الأولى، و83,3 % في شهر كانون الثاني عند المحطة الثاية. وعمومًا فقد شهد فصل الصيف ذروة نشاط التغذي أما فصل الشتاء فشهد أدنى قيمة نشاط التغذي) جدول 1).

 

جدول (1) معدل شدة ونشاط التغذي لسمكة الخشني المصيدة من محطتي البحث .

2

1

المحطات

نشاط التغذي

شدة التغذي

نشاط التغذي

شدة التغذي

الأشهر

93,33

12,86

92,31

15,42

أذار

100

17,80

100

22,86

ايار

100

20,71

100

24,70

تموز

100

16,43

100

20,00

أيلول

85,71

17,50

85,71

17,50

ت2

83,33

14,00

87,50

11,43

ك2

 

:2مكونات غذاء سمكة الخشني

يوضح الجدولان 2و3 نتائج تحليل محتويات المعدة بجزئيها الأمامي والخلفي لسمكة الخشني في ذراع الثرثار أثناء مدة البحث، وكانت أهم المجاميع الغذائية التي تناولتها الأسماك تشمل الفتات العضوي والطحالب الخضر والخضر المزرقة والهائمات الحيوانية والنباتات المائية والدايوتومات إضافة الى تواجد كمية من الرمل.

الفتات العضوي: وسجل أعلى نسبة لمجاميع الغذاء المتناول في محطتي البحث أثناء، إذ شكل نسبة 28,5%، 35,7% و24,1%، 28,5% حسب طريقتي تحليل الحجم التقريبي ودليل مستوى الأهمية في المحطتين1 و2 على التتالي، وبتكرار بلغت قيمته18,7% في محطة1 و16.0 %في محطة2 .

الطحالب الخضر والخضر المزرقة: وشملت أجناسًا منها الطحالب الخضر Chlorophyta أهمها Scendesmus و . Mougeotia وطحالب خضر مزرقة Spirulina : Cyanophyta و .Oscillatoria وحصلت هذه المكونات على 19.5% ، 22,5% و 18,1%, 20,0% بطريقتي التحليل أعلاه في المحطتين 1و2 على التتالي مسجلة أعلى تكرار لها (17,1%) في محطة1، و16,3% في المحطة 2.

5

 

 

 

الهائمات الحيوانية: وضمت عددًا من الأحياء التابعة لمجاميع مجدافية القدم Copepoda والدولابيات Rotifera ومتفرعة اللوامس Cladocera، إذ سجلت مجتمعة 9,8%، 8,6% و 12,1% ، 10,8% بطريقتي التحليل أعلاه وبتكرار بلغ 9,9% و12,2% من محطتي البحث.

حبيبات الرمل والطين: وبلغت نسبة الرمال المتواجدة في معدة السمكة 13,6% ،14,7% و0,15% ، 17,0% في كلتا المحطتين على التتالي، والرمال ليست جزء من الغذاء على الرغم من إحتلالها مرتبة متقدمة من حجم محتويات المعدة. وجاءت الرمال بتكرار بلغت نسبته16,1%و 15,7% لمحطتي البحث. وكان الفتات العضوي (18,7%) والطحالب الخضر والخضر المزرقة (17.1(% الأكثر تكرارًا في القناة الهضمية للأسماك المصيدة المحطة الأولى .وبلغت نسبة المواد الغذائية النباتية الأصل المتناولة في المحطة الأولى 69,6 %، و60,2% في المحطة الثانية .وبالتالي فالأسماك مختلطة التغذية (قارتة) ميالة إلى الغذاء النباتي الأصل و بنسبة تقل عن 75%.

٣: التغيرات الفصلية لمكونات الغذاء المتناول

يوضح الجدولان 2و3 التغيرات الفصلية لمحتويات معد أسماك الخشني المدروسة، ويتبين لنا وجود إختلاف في نسب هذه المحتويات وتشمل أهمها:

الفتات العضوي: الذي إحتل المرتبة الأولى من مكونات غذاء هذه السمكة في المحطتين المدروستين. وكانت أعلى قيمة له في المحطة (1) بلغت 34,1 % و45,6% أثناء الربيع، بينما سجلت أدنى قيمة له 24,2% و 2,31 %في الخريف. أما في المحطة الثانية، فقد شكل الفتات العضوي أعلى نسبة له في فصل الصيف (29.5% ، 33,2%) وأدنا نسبة له في الربيع (17,5%، 18,4%) حسب قياس الحجم ودليل مستوى الأهمية على التتالي. وكان أعلى تكرار له 21,7% في المحطة الأولى ربيعاً، و19,0% في المحطة الثانية خريفاً.

الطحالب الخضر والخضر المزرقة: بلغت أعلى نسبة لهذا المكون في المحطة الأولى20,3% و25,9%، شتاءً. وكانت أقل نسبة له 16,0%، 16,8% صيفاً حسب طريقتا التحليل أعلاه على التتالي. وكان أعلى تكرار له 18,6% شتاءً. أما في المحطة

6

 

 

 

الثانية فكان أعلى تواجد له (23,0%، 27,4%) شتاء أيضاً. وأوطأ تواجد (14,6% ،15,0%) صيفاً حسب طريقتا التحليل أعلاه على التتالي. وكان أعلى تكرار له 17,0% سجل شتاءً.

الهائمات الحيوانية: ومن الجدولين 2و3 أيضاً، نجد أن الهائمات الحيوانية جاءت ثالثة في أهميتها ضمن المكونات الغذائية المتناولة. واختلفت نسب هذا المكون مع فصول السنة، فقد سجلت أعلى نسبة لها في المحطة الأولى (16,2%، 12,9%) شتاءً، وأوطأ قيمة لها في الربيع (7,7%، 4,1%). وكان أعلى تكرار لها أثناء الشتاء (11,6%). أما في المحطة الثانية فسجلت أعلى نسبة لها في فصل الربيع (15,8%، 14,3%). وأوطأ تواجد لها (5,6% ،4,1%) في الصيف حسب طريقتا التحليل أعلاه على التتالي. وكان أفضل تكرار لها (14,2%) في فصل الخريف.

حبيبات الرمل : شكل هذا المكون، وهو ليس جزء من الغذاء، نسبة ملحوضة من حجم محتويات معدة الأسماك المفحوصة مسجلا أعلى تواجد له في المحطة الأولى أثناء الخريف وأوطأ نسبة له في فصل الربيع. بينما كان أعلى تواجد له في معد الأسماك المصيدة من المحطة الثانية أثناء فصل الربيع، وأقل تواجد أثناء الشتاء، حسب دليل مستوى الأهمية (الجدولان 2و3).

المناقشة:

شدة ونشاط التغذي

وضح البحث الحالي بأن هنالك تشابهاً كبيراً في طبيعة تغير شدة ونشاط التغذي لهذه السمكة في موقعي البحث. وظهرت أعلى قيم لشدة ونشاط التغذي أثناء الصيف، أما أوطأها فظهرت أثناء فصل الشتاء المنخفض درجة الحرارة. ويتسبب مثل هذا الإنخفاض بقلة نمو وإنتشار الطحالب المختلفة وإلى ضعف حركة اللافقاريات وإختبائها فتصبح هذه الهائمات غير متوافرة لللأسماك ( 29) . وأثبتت النتائج وجود تدرج لقيم شدة ونشاط التغذي وهو مطابق لما توصل إليه سعود (2) والشماع وأخرون (8). وجاء هذا متناغماً مع سمكة الكارب الكرسين المصيدة مع الخشني في محطتي البحث (3و13).

7

 

 

 

2- مكونات غذاء السمكة في محطتي البحث

أوضحت نتائج تحليل محتويات معد الأسماك في ذراع الثرثار بأن السمكة قارتة تعتمد في غذائها على المصادر النباتية الأصل وبنسبة تقل عن 70% أثناء. فقد إعتبر Lager, (27) الأسماك القارتة هي التي تتناول الأجزاء النباتية والحيوانية على حد سواء، ولا تساوي أو تزيد نسبة إحداهما عن 75%. فقد بلغت نسبة المواد الغذائية الحيوانية الأصل 15,6% في محطة 1 و22,8 % في محطة 2 والغذاء النباتي كان 69,5% و60,2% على التتالي. وأن هناك إختلافًا في كمية المكونات الغذائية تبعًا لفصول البحث المختلفة دون أن يحدث إختلافاً في نوعيتها.

كما اشتملت مكونات الغذاء على الطحالب الخضر والخضر المزرقة والهائمات الحيوانية والنباتات المائية. واحتوت معد الأسماك على كميات من الرمل والطين التي تناولتها السمكة بصورة عرضية مع الفتات العضوي والدايتومات فيساعدعلى طحن الغذاء في القانصة. أن إرتفاع نسبة الرمال في معد المفحوصة يدل على أن السمكة تتناول غذائها من القاع أو بالقرب منه. وهذا لا يتعارض مع ماوجده الحسناوي (1) بأن معظم الدايتومات والقشريات التي وجدت ضمن محتويات معد الأسماك المصيدة من نهر الماجدية (البصرة) هي من الأنواع القاعية مع وجود كميات من الفتات العضوي المخلوطة مع الرمل، فاستنتج بأن سمكة الخشني قاعية التغذية. وقد أشارHickiling, (24) إلى أن وجود كميات من الفتات العضوي المخلوطة مع حبيبات الرمل دليل على أن الأسماك تتغذى من القاع. وهذا ما أكده Fagad and Qlaniyan (( 22 عند دراسته لتغذية خمسة أنواع من أسماك البوري (Mullets) بأن غذاء الأسماك البالغة يتكون أساسًا من المواد العضوية المخلوطة بحبيبات الرمل والطين، والتي تدل على الطبيعة القاعية في التغذية. وهذا ماوجده محلياً الشماع وأخرون(5) وِAl-Shamma’a & Jasim (17)عند دراستهم لغذاء الخشني .

وجاءت الطحالب المختلفة في هذا البحث ثانية متبوعة بالهائمات الحيوانية. بينما وجد الشماع وأخرون (12) بأن الطحالب المختلفة تأتي في مقدمة الغذاء المتناول من قبل السمكة في خزان سد حمرين. ووجد الشماع وأخرون ( 9 ) أن سمكة الخشني

8

 

 

 

المصيدة من شمال ووسط نهر دجلة كانت تتناول الطحالب الخضر والخضر المزرقة والدايتومات المختلفة بشكل رئيس وجاءت في المقدمة. وجاءت الدايتومات المختلفة ثانية، متبوعة بالحشرات ويرقاتها، أما الفتات العضوي والهائمات الحيوانية فقد جاءتا بنسب متواضعة على عكس نتائج البحث الحالي التي جاء فيها الفتات العضوي في المقدمة متبوعاً بالطحالب الخضر والخضر المزرقة والهائمات الحيوانية. وكان الفتات العضوي والهائمات الحيوانية متبوعة بالطحالب تشكل المكون الرئيس لمحتويات معد الخشني المصيدة من نهر الفرات عند مدينة الشامية (10). وتطابق نتائج هذا البحث مع ما توصل اليه (15) اللذان ذكرا أن الهائمات النباتية تأتي في المرتبة الثانية من الأهمية بعد الفتات العضوي في غذاء أسماك الخشني المصيدة من نهر الصالحية في مدينة البصرة . وإتفقت النتائج مع نعمة (14) الذي أشار بأن الغذاء الرئيس لسمكة الخشني يتكون من الفتات العضوي والمواد النباتية والحيوانية المخلوطة بحبيبات الرمل. كما اتفقت مع الحسناوي (1), الذي وجد سيادة الفتات العضوي على مدار السنة في غذاء سمكة Liza Subriridis البياح الأخضر في خور الزبير. وقد وجد Epler etal., (21) بأن الفتات العضوي يأتي في مقدمة الغذاء المتناول من قبل السمكة في بحيرات الثرثار والحبانية والرزازة. وكانت السمكة قارتة ميالة للغذاء النباتي أيضاَ (45,5%)، وجاء الفتات العضوي في المقدمة متبوعاً بالنباتات الراقية في الجزء الجنوبي الملوث من نهر ديالى (11).

3-التغيرات الفصلية في مكونات الغذاء المتناول

تبين من تحليل النتائج أن الفتات العضوي أظهر تكرارًا عاليًا طيلة مدة البحث وفي المحطات كافة وكانت قيم تواجده متقاربة، وجاء بالمرتبة الأولى ضمن مكونات الغذاء المتناول في فصول السنة كافة حسب طرائق التحليل الثلاث. واحتلت الطحالب الخضر والخضر المزرقة المرتبة الثانية بعد الفتات العضوي في هذا البحث، في كلا الموقعين المدروسين . واتخذت لها نمطًا متشابهًا فيهما، إذ ظهرت أعلى قيمها أثناء الشتاء وأدناها صيفاً .أشار Luther ((28 بأن الطحالب تتواجد في أوقات الإزدهار في الربيع والخريف ضمن عمود الماء، وتستقر في القاع في أوقات الركود صيفاً

9

 

 

 

وشتاء. وأن الطحالب والدايتومات تصل الى القاع بعد عمليات حياتية معقدة وتصبح في متناول الأسماك فتتغذى عليها. وبما أن تغذية الخشني قاعية مما يفسر زيادة كمية هذه الطحالب في معد الأسماك وإحتلالها المرتبة الثانية بعد الفتات العضوي. إتفق هذا البحث ودراسة نعمة(14) لأسماك الخشني في هور الحمار إذ وجد الطحالب تبلغ أعلى نسبة لها في حزيران وآب. بينما سجلت أعلى نسبة لها أثناء الربيع (33,1%) في معد الخشني من نهر دجلة (9)، وفي فصل الربيع عند نهر الفرات (10). ويمكن الإستنتاج هنا بأن وفرة المكونات الغذائية في البيئة ربما هي السبب في ظهور الإختلاف في نسبة مكوناتها في معدة السمكة أثناء الفصول الأربع. فقد أوضح Lagler (27)إن إختلاف طبيعة غذاء النوع الواحد من الأسماك يرتبط مع نوعية ووفرة مكونات الغذاء وإمكانية الحصول عليها في بيئات مختلفة. وتواجدت الهائمات الحيوانية في هذا البحث بنسب مختلفة بين المحطتين واتخذت أنماطًا مختلفة، فقد سجلت أعلى تكرار لها في الشتاء. إن سبب الإختلاف الحاصل في تواجد الهائمات الحيوانية ربما يعود الى وفرتها في البيئة. وهذا ما وجدهAl-Shamma'a and Jasim (17) بأن أسماك الخشني إعتمت في غذائها على الهائمات الحيوانية لتوافرها أثناء إرتفاع مناسيب المياه في هور الحمار– مدينة الفهود. وبالرغم من تواجد النباتات المائية بنسب قليلة ومختلفة بين المحطتين، نجد أن أعلى قيمها ظهرت أثناء الصيف وأدناها في الشتاء. وأوضحت التغيرات الفصلية لتواجد الدايتومات في معد الأسماك للمحطتين بأنها وجدت بنسب منخفضة ومتقاربة. أن الزيادة الحاصلة في الدايتومات المتناولة في بعض الشهور قد تعود الى زيادتها في البيئة نتيجة الإزدهار الحاصل أثناء الخريف والربيع، والركود الذي أعقبه في الشتاء والصيف .أوضح نعمة (14) في دراسته لغذاء سمكة الخشني، أن الدايتومات وصلت قمتها أثناء تشرين الأول، وأن أدنى قيمة لها كانت في شهر تموز. كما وجد الحسناوي (1) إن أقصى كمية للدايوتومات تظهر في شهري أيلول وشباط وأدنى نسبة لها في شهري نيسان وحزيران، عند دراسته لحياتية سمكة البياح الأخضر في خور الزبير، وعزا ذلك الى ترسب الدايتومات بكثافة على القاع بعد فصلي الإزدهار في الربيع والخريف.

10

 

 

 

وأوضحت نتائج البحث الحالي أن الحشرات وجدت بنسب قليلة طيلة مدة البحث وجاءت نسبتها متقاربة في كلا المحطتين .أن سبب تواجد هذه النسبة المنخفضة في معد الأسماك ربما يعود الى عدم تقبلها من قبل الأسماك. إذ لم يسجل نعمة14) ) تواجدًا للحشرات في معد أسماك الخشني عند دراسته، أو ربما يعود الى الإختلاف في كمية ونوعية الغذاء المتوافر في البيئة. أن تأثير درجة الحرارة واضح على شهية الأسماك للغذاء إذ يزداد بارتفاع درجة الحرارة، فإستهلاك الغذاء يزداد بزيادة درجة الحرارة حتى يصل الى حد مثالي( .( 30

أما حبيبات الرمل فقد شكلت نسبًا عالية في معد الأسماك المفحوصة وفي موقعي البحث على حد سواء كما هو الحال في سمكة الخشني من مواقع أخرى (6 و11). إن إحتواء معد أسماك الخشني على الرمل في هذا البحث قد جاء مصادفة نتيجة إختلاطه مع الفتات العضوي المتناول. فالسمكة لا يمكن تتجنب الرمال وهي تتناول الفتات العضوي والدايتومات .( 22) وقد ذكر (16) بأن الرمل والفتات العضوي هما الغذاء الرئيسي لأسماك الخشني. ولكن (17) Al-Shamma'a & Jasim والشماع وأخرون، (9) أكدوا بأن هذه المواد لا تعد جزءاً من غذاء السمكة، وإنما تساعد في عملية سحق الغذاء داخل المعدة كما هو الحال في حويصلة الطيور، وتساهم في تكسير جدران خلايا الدايتومات المختلفة المتواجدة بينها. ولكن يمكن للسمكة الاستفادة مما تحويه الرمال بين أركانها من أحياء مجهرية مختلفة ملتصقة عليها .

لم يناقش تأثير حجم الأسماك على الغذاء وذلك لعدم الحصول على أسماك صغيرة تغطي مدة البحث وللمحطات كافة، وذلك قد يعود لعدم توافرها أو لإختيارية الشباك ووسائل الصيد المستعملة.

المصادر:

الحسناوي، فاهم موسى (1990). حياتية سمكة البياح الأخضر في خور الزبير، رسالة ماجستير، كلية الزراعة ، جامعة البصرة. 78 صفحة.

سعود، حسن عبد (2005). التداخل الغذائي لبعض أنواع الشبوطيات في نهر كرمة علي، جنوب العراق. مجلة البصرة للعلوم الزراعية، 17(2 ): 15-27.

11

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 501 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2021 بواسطة DrAmer

ساحة النقاش

DrAmer
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

17,130