يعتمد تصنيف المرجان أساساً على شكل وتركيبة الهيكل المكون من كربونات الكالسيوم، حيث إن الأنواع المختلفة من المرجان لها طريقة مختلفة في صنع وتركيبة الهيكل (Veron, 1986). ويمتاز الهيكل الكلسي بإمكانية تخزينه لعدة سنوات وبالتالي سهولة العمل به كأداة لتصنيف المرجان وذلك بخلاف الأنسجة الحية. كما أن الشكل العام ونمو المستعمرة والتشكيلات المجهرية للهيكل كلها تسهم في تصنيف المرجان. ويتضمن الشرح لأنواع المرجان في المياه  استعمال مصطلحات خاصة للدلالة على أجزاء الهيكل المرجاني، وهذا ما يستخدمه المختصون في تصنيف المرجان. وفيما يلي ملخص لهذه المصطلحات، إضافة إلى مجسم للهيكل المرجاني للمساعدة على تعريف أنواع المرجان في المياه

 

 

يفرز البولب الحي كوباً من الهيكل يسمى مريجة (corallite)، ويطلق على الهيكل العام للمرجان والذي تم صنعه بواسطة البولب أو مستعمرة البوليبات بالمرجانة (corallum). وتسمى المنطقة الفارغة التي يحويها الهيكل والتي يعيش فيها البولب بالكأس (calice)، وهذه في العادة مقعرة الشكل وعميقة بالمركز أو النقرة. وتحتوي المريجة على قاعدة مسطحة تعمل على فصل البولب عن الصخور الجالسة عليها، وهذه القاعدة هي أول جزء يتم تشكيله من الهيكل. وقد تتشكل المنطقة الخارجية للمريجة من التمدد الرأسي للقاعدة المسطحة وتسمىepitheca.

  وتنقسم المريجة دائرياً بواسطة سلسلة من المسطحات الرأسية تسمى حواجز (septa) وهذه تنمو  ما بين الغشاء المعوي للبولب. وإذا ما تخطت المسطحات الرأسية إلى ما بعد حائط المريجة فإنها تسمى (costae). وتعمل الـ (septa) والـ (costae) على التضخم بالقرب من الحائط وبالتالي تزود التركيبة الأساسية للحائط وتسمى (theca). وتتمدد الحواجز في العادة إلى الكأس calice، وتتميز حوافها الداخلية بوجود أسنان ناعمة أو نتوءات. وقد تتحول الأطراف الداخلية والأسنان للحواجز باتجاه النقرة إلى ضفيرة مما يولد شكلاً معقداً يسمى أعمدة (columella). وقد تعمل الحواجز دعامة رأسية تسمى فصوصاً دعامية (paliform lobes) وذلك بالقرب من الأطراف الداخلية، وهذه بدورها قد تشكل دعامات تاجية (paliform crown) حول الأعمدة، وفي العادة تنمو الحواجز على شكل دوائر سداسية، ولهذا السبب فقد تم تصنيف (scleractinian) (المرجان الصلب) تحت طائفة فرعية تسمى المريجات السداسية (Hexacorallia) وذلك ضمن طائفة الـ (Anthozoa). ويتبع أول دورة للحواجز الستة نمو دورة أخرى سداسية ومتناوبة مع الدورة الأولى. كما يمكن ظهور دورة ثالثة من اثني عشر حاجزاً (septa). كما أن دورة رابعة من 24 حاجزاً قد تظهر في بعض الأنواع. ويمكن للحواجز أن تندمج مع أخرى أو أنها قد تمتد منفصلة إلى داخل الكأس(calice).

  وتعمل المريجة الفردية في المستعمرات المرجانية بالاندماج مع بعضها بواسطة مادة تسمى (coenosteum). وتُفرز هذه بواسطة الأنسجة (coenosarcs) التي توجد بين البولب. وقد تشكل المادة (coenosteum) مصفوفات معقدة التركيب أو أنها قد تنمو كمسطحات متلاصقة. وينمو البولب مع نمو المستعمرة إلى أن يصل إلى حجم حرج، بعد ذلك ينقسم البولب مع المريجة المرافقة. ويطلق على عملية انقسام البولب الأصلي إلى اثنين أو أكثر من البوليبات التبرعم الداخلي (intratentacular budding). وإذا ما تشكل البولب الجديد خارج البولب الأصلي ففي هذه الحالة يطلق عليه التبرعم الخارجي (extratentacular budding). وتنشأ عن عمليات التبرعم هذه مستعمرات ذات أشكال واسعة النطاق. وهذا قد يكون أحد الأسباب في أن الشعاب المرجانية متكيفة بيئياً وناجحة. ومن أكثر المستعمرات شيوعاً (plocoid)، وهو الشكل الذي تكون فيه المريجة ذاتية أو منفصلة الجدران. ويتم دمجها بواسطة (coenosteum) مثل (Cyphastrea). وهناك شكل (cerioid) وتكون فيه المريجات المتجاورة ذات جدران مشتركة (مثل Favites ). وهناك شكل (meandroid) وتقوم فيه سلسلة من المريجات بعمل وديان مثل (Platygyra daedalea). وهناك شكل (phaceloid) تكون فيه المريجة ذاتية أو منفصلة الجدران مع تشكيل من الكتل الغصنية (مثل Dendrophyllia )، وتم توضيح أشكال هذه الأنواع من المستعمرات بواسطة (Veron, 1986).

  وهناك عدة أشكال لنمو المستعمرة، فقد يكون النمو مسطحاً حيث يلاصق الهيكل الصخور التي ينمو عليها مثل (Siderastrea). وهناك النمو الكتلي مثل (Porites lutea)، والنمو العامودي مثل (Goniopora)، والنمو الغصني مثل (Acropora, Stylophora)، والنمو الورقي مثل (Turbinaria renifotmis)، والنمو الوعائي مثل (Turbinaria peltata). وقد تختلف أشكال نمو أفراد المرجان في مستعمرة من نوع معين من المرجان، إلا أنه بالمقابل قد تختلف الأشكال في أنواع أخرى، وذلك يعتمد على كمية الضوء وعمق المياه وحركة الأمواج ونوع الترسبات في البيئة التي تعيش فيها المستعمرة. كما أنه في معظم أنواع المرجان تكون المريجات لكل بولب متشابهة، أما في النوع الغصني (Acropora) فهناك نوعان مختلفان من المريجات. حيث تقع مريجة ذات حجم كبير نسبياً على طرف كل غصن نام، في حين أن التركيبة الأساسية للغصن تتكون من سلسلة من مريجات صغيرة.

أعدتة للنشر على الموقع / داليا عمر

 

ساحة النقاش

داليا عمر

CoraReefs
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

102,230