دلال كنعان 
بدراً بدا بين النجومِ كمشعلِ قدَّ الظلامَ وقال عذراً إخوتي
لا تنعتوني بالمعاقِ فإنني أقوى على هزِّ الجبالِ فتنحني
لستُ الضعيف أو الحزين أنا الذي أرقى بقربي للودودِ وأحتمي
لا تنعتوني بالمعاقِ وتسخروا أو تحزنوا إن ضلَّ نورٌ مقلتي
قد شاءَ ربي والرضى في خافقي فأنا البصيرُ بنورِ هَدْيِ بصيرتي
يا بؤسَ مَنْ كفرتْ لفضلٍ عينُهُ بَصُرَتْ فغلَّتْ وَحْلَ ذنبٍ تَستقي
فلمنْ سننظرُ مشفقينَ أحبتي أوليس من يعصي أحق, فيهتدي
لا تنعتوني بالمعاقِ وإن بدا صمتي ضبابٌ لفَّ حولَ قريحتي
فكري دقيقٌ ناقدٌ متأملٌ وصفاً لروعته تلاشتْ أحرفي
حتى وإن سادَ الهدوءُ بعالمي قد فُقْتُ سمع السامعين بخافقي
صمتي كلامٌ أكتفي بإشارتي إن رُمْتُ شيئاً قدْ رسمتُ رسالتي
قد صنتُ نفسي أن تخوضَ بغيبة ونميمة تؤذي الأنام بمجلسي
لا تنعتوني إن رسوت بمقعدٍ متحركٍ فقد استرحت بمقعدي
ولزمته دهري بحبٍّ بيننا لا تعجبوا… هذا لحبي خالقي
فلقد حباني العقلَ في طاقاته إن قدتها حتماً ستحيي أمتي
يا فخرَ نفسي إن حذتْ حذو الذي من مقعدٍ أدمى عيون المعتدي
وغدا مثالاً وافتخاراً للورى في عقله فاق الجنود ويعتلي
فلكم أحبك خالقي أنت الذي من جودك اخضرَّت مرابع مهجتي
أكرمتني بجزيل فضلك أنعماً لن أستطيع لعدِّها أن أهتدي
إن عشت عمري ساجداً شكراً لمن غمرَ الأنام بفضلِهِ لنْ أكتفي
شعر : دلال كنعان