أولا : مكانة اللغة العربية كمادة دراسية
تحتل اللغة العربية في المرحلة الابتدائية مكانة متميزة وبارزة بين المواد الدراسية الأخرى ؛ لما لها من أهمية في تحقيق الاتصال المباشر بين التلميذ وبيئته .
ويأخذ تعليم اللغة العربية جزءا كبيرا من الوقت المخصص للتعليم في المدرسة الابتدائية ، حيث إن اللغة أداة لكسب المعارف والخبرات المختلفة ، ومن ثم يمكن القول أن عملية التعليم في المرحلة الابتدائية تتركز في السيطرة على اللغة القومية وخاصة في الصفوف الأولى من تلك المرحلة .
وتعد اللغة العربية إحدى الوسائل المهمة في تحقيق المدرسة الابتدائية لوظائفها ؛ لأن اللغة من أهم وسائل الاتصال والتفاهم بين التلميذ والبيئة المحيطة به ، ومن هنا نرى أن اللغة العربية في المرحلة الابتدائية ليست مادة دراسية فحسب ، ولكنها وسيلة لدراسة المواد الدراسية الأخرى ، ومن هذا المنطلق فإن منهج اللغة العربية ليس غاية في حد ذاته ، وإنما هو وسيلة لتحقيق غاية وهى تعديل سلوك التلاميذ اللغوي من خلال تفاعلهم مع الخبرات والأنشطة اللغوية التي يحتويها المنهج .
وتمثل اللغة العربية أداة مهمة بالنسبة للمناهج الدراسية ؛ وذلك لأن من وظيفة المناهج الحفاظ على التراث الثقافي وتطويره ونقله من جيل إلى جيل آخر ، واللغة جزء مهم جدا من التراث ، بل هي الجزء المفكر والمنتج ، ومن هنا يتضح أن من أهم أهداف المناهج الدراسية ووظائفها هو تعليم اللغة العربية وتصحيحها على ألسنة الناطقين بها والحفاظ عليها وتطويرها .
وعلى ضوء ذلك تأخذ اللغة العربية مكانة بارزة في المرحلة الابتدائية ؛ حيث إنها الأساس المهم من أسس بناء التلميذ فكريا ونفسيا واجتماعيا ، كما أنها أساس التحصيل في المواد الدراسية المختلفة ، ولا يستطيع أي تلميذ أن ينتقل من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى دون أن يتقن مهارات اللغة الأربعة الاستماع والحديث والقراءة والكتابة .
وتوجد علاقة وثيقة بين اللغة العربية وبين المواد الدراسية الأخرى في المرحلة الابتدائية ؛ حيث تشبع كل مادة دراسية حاجة معرفية معينة عند التلاميذ من أجل إكسابهم مهارات محددة تلزمهم في الحياة .
وسبيل التعبير عنها جميعا هو اللغة ، فعن طريقها يستوعب التلاميذ المفاهيم والمصطلحات ويعبرون بها عما لديهم من أفكار ، وهذا يجعل من اللغة العربية والمواد الدراسية الأخرى علاقة تفرض على كل منهما متطلبات خاصة .
إن العزلة بين اللغة العربية ومواد الدراسة الأخرى أدت إلى فجوة كبيرة بين هذه المواد ووسيلتها الأساسية وهى اللغة ، كما أدت في الوقت ذاته إلى التفاوت الواضح في نوع المفردات والتراكيب المقدمة في المواد الدراسية واللغة العربية ، لذا ينبغي على معلمي المواد الأخرى أن يراعوا عند التدريس تنمية مهارات اللغة المختلفة تحقيقا لمبدأ التكامل المعرفي .
كما أن تعليم اللغة في المرحلة الابتدائية ليس مقصودا لذاته ؛ حتى يكون في الكتاب المدرسي ، وإنما تعليم اللغة أمر لازم لكل المواد الدراسية وهذا يؤكد على التكامل بين اللغة وغيرها من المواد الدراسية وبين مهارات اللغة من داخلها .
ومن ناحية أخرى فإذا كانت اللغة العربية أداة للتفاهم بين المواطنين فهي وسيلة لدراسة المواد الأخرى ،
فقد دلت التجارب على أن تقدم الطلاب في اللغة يساعدهم على التقدم في العلوم الأخرى التي تعتمد في تحصيلها على القراءة والفهم ومن هنا وجب التركيز على عدم الفصل بين اللغة وغيرها من المواد
الدراسية . كل ذلك يؤكد الصلة الوثقى بين اللغة العربية وغيرها من المواد الدراسية الأخرى ، وللأهمية القصوى
التي تحظى بها اللغة العربية فحري بمطوري المناهج أن يلتفتوا إلى تعليم اللغة العربية ، بوصفها قاعدة أساسية وعريضة تؤثر في مسار تعليم فروع المناهج الأخرى وتتأثر بها ، إلى أن يصبح تعليم اللغـــــة
العربية وتصحيحها على ألسنة الناطقين بها والحفاظ عليها وتطويرها من أهم أهداف المناهج الدراسية ووظائفها .
وحيث إن اللغة من أهم وسائل التواصل بين التلميذ وبيئته ، ولأن مرحلة التعليم الأساسي من (6- 15) سنة قد تكون منتهية بالنسبة لعدد من التلاميذ ، لذا فهم بحاجة إلى السيطرة على فنون اللغة الأربعة حتى يستطيعوا التعامل مع مجتمعهم بكفاءة ، وإذا لم تكن هذه المرحلة منتهية بالنسبة للباقين فإن العناية باللغة تصبح في غاية الأهمية ؛ لأنها أساس المراحل التعليمية اللاحقة ، هذا علاوة على أن اللغة – وإن كانت غاية في حد ذاتها – إلا أنها وسيلة مهمة للدراسة ، وبدونها لايمكن للتلميذ أن يحقق تقدما في أية مرحلة تعليمية أخرى.
وخلاصة القول أن المرحلة الابتدائية هي المعمل الذي يعجن فيه الطفل ويشكل ، بالإضافة إلى أنها حجر الأساس في بناء العملية التعليمية ،واللغة العربية فيها ليست مادة دراسية فحسب ، ولكنها بالإضافة إلى ذلك سبيل التلميذ لمعرفة المواد الدراسية الأخرى ،وهكذا تتضح مكانة اللغة العربية كمادة دراسية في مرحلة التعليم الابتدائي .
ثانيا : أهمية اللغة العربية في المرحلة الابتدائية
تأخذ اللغة العربية مكانة بارزة ومتميزة في المرحلة الابتدائية ؛ حيث تعتبر الأساس في بناء التلميذ فكريا ونفسيا واجتماعيا ، كما تعتبر الأساس للتحصيل في المواد الدراسية الأخرى ، ولأهمية اللغة العربية في تلك المرحلة أخذت حظا وافرا من الخطة الدراسية بما يتناسب الأهداف المنوطة بها ، وإذا فشلت المدرسة الابتدائية في تعليم الطفل اللغة العربية فإنها تكون قد فشلت في تحقيق أهم أهدافها. وتبرز أهمية اللغة العربية من خلال الدور الذي تؤديه لكل من الفرد والمجتمع حيث تهتم بتزويد الإنسان بقدر كاف من المعارف بما يحقق له التواصل بينه وبين مجتمعه الذي يعيش فيه.
وتتمثل أهمية اللغة العربية لتلميذ المرحلة الابتدائية فيما يلي :
1- للغة العربية أثر كبير في التكوين الفكري والاجتماعي للتلميذ ومن ثم التكوين القيمى ؛ لأن التكوين القيمى يرتبط ارتباطا وثيقا بالتكوين الفكري والاجتماعي والنفسي ، كما أن اللغة العربية هي الأداة التي تساعد على تشكيل بناء التلميذ القيمى وتنميته ونقله وحمايته وذلك من خلال مضمون المنهج في كل المواد الدراسية ؛ حيث إن مصدري القيم هما الدين الإسلامي وأدب اللغة العربية وتلعب اللغة فيهما دورا كبيرا .
2- تساعد اللغة العربية التلاميذ في التعبير عن حاجاتهم واتجاهاتهم هذا فضلا عن أنها تساعدهم في التعبير عن رؤاهم واتجاهاتهم نحو موضوعات كثيرة .
3- تعتبر اللغة العربية أداة التلاميذ في التحصيل الدراسي حيث يدرس التلاميذ بها المواد المقدمة لهم في مراحل التعليم المختلفة ، كما يتفاعلون بها في الموقف التعليمي .
4- اللغة العربية أداة التلاميذ في التفكير ، حيث إن الارتباط بين اللغة والتفكير جد وثيق فالأفكار التي تدور بأذهان التلاميذ لها مقابل من الكلمات والجمل في اللغة العربية المستخدمة .
1-تساعد اللغة العربية التلاميذ في المرحلة الابتدائية على تعديل سلوكهم اللغوي من خلال تفاعلهم مع الخبرات والأنشطة اللغوية التي يحتويها المنهج .

6- إن تقدم التلاميذ في اللغة العربية يساعدهم على التقدم في كثير من المواد الدراسية الأخرى التي تعتمد في تحصيلها على القراءة والكتابة والفهم .
7- تساعد اللغة العربية التلاميذ على مواكبة التطور التقني في عصر المعلوماتية من خلال تسخير عدد من الأدوات والأجهزة الحديثة لخدمة اللغة العربية وتعلمها.
8 - تساعد اللغة العربية التلاميذ على تكوين شخصيتهم ، وتحديد أفكارهم واتجاهاتهم حيث إنها تقدم أكبر العون في توجيه سلوكهم وغرس الاتجاهات السليمة، فضلا عن تكوينهم لغويا حيث يخرج التلاميذ قادرين على التعبير عن أفكارهم .
وعلى ضوء ما سبق يتضح أن اللغة العربية تلعب دورا مهما في حياة الفرد عامة والمتعلم خاصة ، وإذا كانت للغة العربية بالمرحلة الابتدائية كل هذه الأهمية فهذا يستدعى ضرورة الاهتمام بتعليمها في تلك المرحلة بما يساعد التلاميذ على فهم روح العصر والتكيف مع الحياة العملية .
ثالثا : أهداف تدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية
إن تحديد الأهداف ووضوحها أمام المعلم والمتعلم أمر مهم لنجاح العملية التعليمية ، وقد حددت وزارة التربية والتعليم أهدافا عامة لتدريس اللغة العربية في مرحلة التعليم الابتدائي في مجوعة من الأهداف التالية :
1-أن يكتسب التلميذ مهارات اللغة الأساسية ( الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة ).
2-أن يستخدم مهارات القراءة والكتابة في منا شط الحياة اليومية بفهم وسرعة ودقة .
3-أن يعتز بلغته العربية ، اللغة القومية ، لغة القرآن الكريم والحضارة العربية .
4-أن يستخدم اللغة العربية الفصحى الميسرة أداة للتواصل والتعبير عن أفكاره ومشاعره وخبراته.
5-أن تنمو قدرة التلميذ على التفكير السليم والفهم ، والتحليل ، والتفسير والتذوق من خلال الاستخدام للأنشطة اللغوية .
6-أنت يعتاد القراءة الحرة بالرجوع إلى مصادر المعرفة بنفسه وارتياد المكتبات .
7-أن يكتسب مهارات القراءة الجهرية وحسن التعبير عما تحمله الكلمات المقروءة من مشاعر وأحاسيس .
8-أن يكتسب مهارات القراءة الصامتة في سرعة ودقة وفهم ، وأن يحسن الاستماع إلى الغير ويفهم ما يقال ويراعى آداب الحديث والحوار.
9-أن يعبر التلميذ كتابة عن متطلبات الحياة اليومية ومشاعره وأحاسيسه بالغة العربية الصحيحة ، مراعيا سلامة الهجاء وقواعد الإملاء والترقيم وصحة الأسلوب ، ووضوح الخط وجماله .
10-أن يوظف القواعد النحوية توظيفا سليما في قراءاته واستماعه وحديثه وكتاباته.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2775 مشاهدة
نشرت فى 9 يناير 2013 بواسطة Centercourses

ساحة النقاش

ياسمين السيد وهدان

Centercourses
دروس للطفال الروضه والتمهيدى ببساطه ووضوح »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,814