يتجه المزارعين فى الفترة الأخيرة إلى أصناف أو محاصيل قصيرة المكث فى الأرض وتجنب زراعة محاصيل طويل الأمد فى الأرض، لذا كان من أسباب تجنب المزارعون زراعة القطن طول فترة مكثه فى التربة حيث تصل فترة وجوده بالأرض فترة تزيد عن 7 أشهر مما يصعب زراعة محاصيل أخرى فى دورته سوى أخذ حشة أو حشتين من البرسيم مما يقلل من القدرة التنافسية لدورة القطن بالمقارنة بدورات الأرز والذرة الشامية حيث يمكن أن يسبقها محاصيل شتوية أكبر ربحية ولكنها تمكث فى الأرض فترة أقصر تمكن من زراعة هذه المحاصيل الصيفية بعدها لذا قام فسم بحوث التكثيف المحصولى بإجراء تجارب على زراعة المحاصيل الشتوية مثل القمح والفول البلدى والبرسيم بعد أخذ عدة حشات منه ثم زراعة القطن شتلا.
ونظرا لأن بادرات القطن المصرى ذات حساسية للشتل وتعرض البادرات بعد ملخها من الشتل ونقلها للأرض المستديمة تتعرض لصدمة يقف فيها نمو البادرة لحين تكوين جذور جديدة مما يتسبب عن ذلك إتجاه النبات إلى تكوين مجموع خضرى أكبر وتأخير فى التزهير والتلويز وجنى القطن وتعرضه للإصابة بديدان اللوز ، فقد إتجهت بحوث قسم التكثيف إلى الحفاظ على جذور بادرات القطن وذلك بالشتل فى صوانى الفوم كشتلات الخضر كالطماطم وغيرها وقد نجحت هذه التجارب على مدى 10 سنوات من البحوث المستمرة وتطبيقها مع المزارعين وأجهزة الإرشاد الزراعى خاصة فى محافظات الشرقية والغربية والبحيرة وكفر الشيخ من الدراسات أن شتل القطن له مميزات عديدة منها:
كمية التقاوى
لشتل فدان من القطن لا تزيد عن 8 كيلوجرام فى حين الزراعة بالبذرة تحتاج إلى 30 كجم وتوفير كميات محسوسة إذا استخدمت هذه الطريقة سوف تقلل من فجوة الزيت.
أن هذه الطريقة تترك مساحة زمنية لزراعات محاصيل شتوية طويلة الأمد مثل القمح والفول البلدى والبنجر وتعطى فرصة لأخذ حشات أكثر من البرسيم المصرى.
هذه الطريقة توفر رية أو ريتين مما تقلل من الإستهلاك المائى لمساحات القطن المنزرعة
كذلك توفر هذه الطريقة مبيدات الحشرات والآفات التى تصيب بادرات القطن فى مدة تزيد عن 40 يوما وتقتصر المقاومة على المشاتل وقد أظهرت الدراسات أن التكلفة قليلة جدا على أن التوصيات المستخلصة من نتائج الدراسات أفادت بأنها قد تختلف فى العديد من النقاط عن زراعة القطن بالطريقة العادية بالبذرة سوف نذكرها فى طريقة الزراعة.
طريقة الزراعة بالشتل:-
إقامة المشتل
فى مساحة قدرها أقل من قيراط ترص الصوانى الفوم ويحتاج الفدان إلى 100 صينية كل صينية بها 209 عين وتملأ بالبت موث وينثر البذور على سطحها بحيث نسقط من بذرتين إلى ثلاث لكل عين ويفضل رى الصوانى ريا خفيفا قبل الزراعة وتغطى البذور بغطاء خفيف من الرمل وتحضن فى صوب الخضر ويعنى ذلك إنبات 40 ألف بذرة إلا أن غياب بعض البذور قد يقلل العدد الكلى لحوالى 35 ألف بادرة تنبت من الصوانى
تروى الصوانى حسب الحاجة وتمكث فى المشتل حوالى 30 – 35 يوم تنقل بعدها الصوانى إلى الحقل المستديم.
الزراعة في الحقل المستديم
تنقل الشتلات بعد حوالى 30 – 35 يوم إلى الحقل المستديم على مصاطب بعرض 120 سم سبق زراعتها قمح بعد حصاده وعلى الأبعاد الموصى به فى حالة الزراعة بالبذرة أى نباتين بالجورة على أبعاد 30 سم بين الجور ثم تسمد بجرعة تنشيطية لا تزيد عن 20 كجم من النتروجين فى صورة سلفات الأمونيوم مخلوطة بـ 100 كجم من سوبر فوسفات الكالسيوم، ويفضل الشتل بعد الساعة الرابعة مساء حتى لا تؤثر حرارة النهار على البادرات عند شتلها مباشرة ويكون الشتل يدويا، وقبل الرية الثانية تضاف الجرعة الثانية من السماد الآزوتى بمعدل 30 – 40 كجم من النتروجين / فدان فى صورة نترات أمونيوم وفق حالة نمو النبات خضريا تحسبا من حدوث هياج خضرى وفى مرحلة التزهير يتم رش النباتات بمعدل 5 كجم من مخلوط سماد سوبر فوسفات الكالسيوم وسلفات البوتاسيوم لتوجيه النباتات للنمو الثمرى والدخول فى مرحلة التلويز. وعند الإصابة بالحشرات التى تصيب الأوراق واللوز فأنها تقاوم بالمعدلات والطريقة العادية للمقاومة فى حالة الزراعة بالبذرة، وإذا حدث نمو خضرى زائد لذلك يستلزم قطف القمة النامية للنباتات والرش بمسقطات الأوراق قبل جنى القطن من 5 – 10 أيام ولا تخوف من ذلك. إن إتباع التوصيات الفنية السابقة يؤدى إلى محصول جيد يصل ما بين 7 – 10 قنطار للفدان يماثل تماما محصول القطن المنزرع بالبذرة بإتباع التوصيات الفنية الخاصة بهذه الطريقة.
