* بقلم : كارولين جرين

                                         *  ترجمة: رؤوف وصفي

                                      *إعداد: زينب الطالبي

 

 

  • هل تقترن العبقرية الحقة بالعقل السوي ! كارولين جرين تميط اللثام عن الحياة المعذبة التي عاشها بعض من أعظم مفكري و فناني العالم . و طبقا لما قاله الكاتب الفرنسي الشهير "مارسيل بروست" :"كل الأشياء العظيمة تولد من أشخاص عصابيين" . و كان هدا الرجل في موقف يسمح له بان يدرك هدا الأمر. فقد كان بالغ الحساسية للضوضاء لدرجة انه بطن جدران منزله بالفلين, و عندما بدا يصنف آخر كتبه, مرض و لزم فراشه لمدة خمسة عشر عاما.

 

  • وقد توطدت فكرة ارتباط العبقرية بالجنون , مند زمن الإغريق القدماء , و على حد قول الاستاد الجامعي " جوردون كلا يدج " من قسم علم النفس التجريبي في جامعة أكسفورد : " ثمة كتابات كثيرة توحي بوجود علاقة ما . فعندما يصل الأشخاص إلى مستويات عالية من الإبداع. فالأغلب أنهم يفكرون بطرق غير عادية. يمكن أن تتشابه مع تلك التي يفكر بها الأشخاص المصابون بأمراض عقلية. و يمكن القول أن هناك تشابها في الأسلوب المعرفي ".

 

  • و توصلت الأبحاث التي أجرتها "كيي جامسون " استاد الطب العقلي بجامعة "جونز هوبكنز " في بوسطن , إلى أن الاضطراب القطباني ,  و هي حالة تتميز بتأرجح المزاج بين الاكتئاب و الابتهاج ألهوسي , و حالتها المعتدلة المسماة " المزاج الدوري " أكثر شيوعا بشكل واضح بين الكتاب و الفنانين أكثر من الأناس العاديين .

 

  • و يمتد مجال الفنانين و الموسيقيين المشهورين الدين ينطبق عليهم هدا الوصف من الفنان " مايكل أنجلو " إلى " كورت كوبان " المغني الرئيسي السابق لفرقة " نير فان " الموسيقية . كذلك يبدو أن الألمعية في العلم تتوافر أحيانا مقابل ثمن باهظ يتم دفعه , و لعل أشهر الأمثلة هنا عالم الرياضيات " جون ناش " , فقد عانى هدا الرجل من " الفصام " و هو اضطراب نفسي و عقلي يتميز عادة بالانسحاب من الواقع و التفكير بطرق مناقضة للمنطق و توهمات و هلوسات .

 

  • و يمكن أن يصاحب هدا الاهتمام المرضي بالنفس أيضا ,درجات متباينة من الاضطرابات الانفعالية و السلوكية أو العقلية الأخرى . و كانت معركة " جون ناش" المثيرة مع مرضه بالفصام موضوع الفيلم " عقل نابغ" . و يقول "كلاريدج" : " أن نفس معايير التشخيص التي تنطبق على المرضى الأحياء ,يمكن بالتأكيد استخدامها لتحديد الصحة العقلية للأشخاص الدين أصبحوا في عداد الموتى ,طالما توفرت المعلومات الكافية عنهم عندما كانوا على قيد الحياة . فعلى سبيل المثال , هناك الآن تصورت بان الآفات المخية التي كان يعاني منها الفيلسوف " فريدريك نيتشه" نتيجة إصابته بمرض الزهري , لعلها كانت السبب الفعلي في الانجازات المذهلة التي حققها .

 

 

  • جون ناش ( 1928-...)

 

  • عالم الرياضيات المبدع

خلده" راسل كرو " في فيلمه الدي فاز بجائزة الاوسكار عن حياة هدا العالم , الدي احدث وقعا مدويا في الدوائر العلمية , و هو لا يزال شابا غضا في الواحد و العشرين من عمره , عندما طرح رؤيته الابداعية عن " نظرية الالعاب" , و المعروفة باسم " توازن ناش" و التي تحدد الاستراتيجية المثلى لكل لاعب في المبارات .

و عقب داك حقق العديد من الانجازات في مجال الرياضيات ,و لكن في عام 1958 , عندما كان في الثلاثينيات من عمره ,اصيب " ناش" بالفصام الهدائي و فقد وظيفته بمعهد "مساشوستس" للتقنية , دي المكانة العلمية الرفيعة , بعد عام من هدا التاريخ . وقد قضى "ناش" الجزء الاكبر من العشرين عاما التالية ,و هو شبه مشلول بتاثير المرض ,ثم عاد في نهاية الامر الى جامعة "برنستون" في السبعينيات من القرن العشرين . و تقاسم الفوز بجائزة نوبل في عام 1994 في الرياضيات , و قال ان مرضه هدا اتاح له ان يفكر على مستوى يتجاوز المنطق ,و انه لو كان قد عولج منه لما امكنه ان يبدع عملا خارقا ,ثم فضل ان يتعايش مع مرضه . و على الرغم من وجود قدر كبير من حرية التصرف الفني في فيلم "عقل نابغ" , الا ان الكثيرين من خبراء الصحة العقلية و النفسية , اثنو عليه لانه في واقع الامر قد القى بعض الضوء على مرض الفصام الدي يخطئ الكثيرين فهمه .

 

 

  • البيرت اينشتاين (1879-1955)

  • فيزيائي و مبدع نظرية النسبية

قال " البيرت اينشتاين" , احد اعظم المفكرين في جميع العصور :" عندما يتعلق الامر بالعلاقات الحميمية , فانني قد فشلت مرتين بشكل مخز . ان الزيجات خطرة " , و لم يكن قد تجاوز الواحد والعشرين من عمره , عندما وضعت عشيقته "ميلفا ماريك" طفلة ,غير ان اينشتاين كان متحجر القلب في رغبته لابقاء دلك الامر سرا بينهما , لانه لم يشا ان يفصل من وظيفته في مكتب براءات الاختراع السوسري ,و لم يسمح "لميلفا" ان تشاهد في البلدة نفسها , و تمكن من العثور على والدين بالتبني لتربية طفلته "ليزرل" . و في نهاية الامر , تزوج اينشتاين بميلفا ,و رزق منها بابنين اخرين , و لكن في منتصف العشرينيات من عمره , لم يكن يعير اسرته اهتماما كافيا اثناء صياغته لنظرية النسبية , و على حد قوله " عندما ييستغرق الانسان في التفكير الجاد ليلا  و نهارا , فانه لا يستطيع ان ينشغل بسهولة بالثرثة عن الحب " و الصبح دلك رايه طوال حياته . و قي العام 1919 طلق ميلفا ثم تزوج ابنة عمه "اليزا " ابان دلك الوقت اوصله عمله المتواصل الى ما يشبه الانهيار العصبي و قامت اليزل برعايته حتى استرد صحته , و عاى الرغم من هدا , فقد تركها بعد فترة , و ارتبط بامراة اكثر شبابا منها .

 

 

  • فنانون معدبون :
  • نفوس مبرحة نبغت خارج مجال العلم

 

  • فنسنت فان جوخ (1853-1890)

 

اننا نعرف شيئا عن حالات القلق الشخصية التي عانى منها "فان جوخ" من مجموعة تزيد على سبعمائة خطاب كتبها الى شقيقه الاصغر "ثيو" , و حتى العام 1888 لم يكم هناك سوى اشارات قليلة عاى اصابته بمرض عقلي . و عندما تشاجر فيسنت مع صديقه و رفيقه الرسام "بول جوجان" , حاول ان يهاجمه بشفرة حلاقة . و بعد دلك , مارس عملية تشويه لنفسه , فقطع ادنه اليسرى , ثم لفها في صحيفة و حملها الى احدى فتيات الهوى التي كان على علاقة بها في دلك الوقت , ثم بدا يعاني من نوبات اضطرابات عقلية متكررة الحدوث , و في 27 يوليو 1890 انتحر بان اطلق النار على صدره , و يعتقد الان ان فان جوخ كان يعاني من مرض الاضطراب القطباني .

 

 

  • مايكل انجلو ( 1475-1564)

 

 

على الرغم من ان "مايكل انجلو" كان فنانا عظيما ,الا انه كان رجلا صعب المراس . و كان من الصعب عليه تكوين علاقات مع الاخرين , و كثيرا ما كان ينصرف اثناء حديثه مع أي انسان , و كان يستغرق في عمله الى الحد الدي كان ينام و مرتد ملابسه و لم يغتسل الا نادرا.

و قال "محمد ارشد " طبيب الامراض النفسية في مقاله باحدى المجلات : ان عمل مايكل انجلو الدي يجري على وثيرة واحدة و يعتمد فيه على نفسه و يستقطب قواه كلها , بالاضافة الى اسلوب حياته غير العادي , و قدراته الاجتماعية و التواصلية المتواضة , هي سمات التوحد الوظيفي الشديد ".

 

  • فرجينيا وولف (1882-1941)

 

حدث أول انهيار عقلي للكاتبة "فرجينيا وولف" عندما كانت في الثالث عشرة من عمرها , عقب موت والدتها . و قبل نهاية العام 1912, تعرضت لنوبتين أخريين , بما فيهما حالة محاولة انتحار , و في 18 مارس 1941 ملأت جيوبها بالحجارة و غرقت في نهر "اوز" .

و كتبت في مذكرة انتحارها:"إنني على يقين بأنني سوف أصاب بالجنون من جديد, و اشعر بأنني لن أتمكن ن تحمل الآم تلك الأوقات المروعة مرة أخرى. ولن أنجو هده المرة. قد بدأت اسمع اصواتا و أصبحت لا استطيع التركيز , و من ثم فسوف افعل ما يبدو انه أفضل شيء ممكن ", و يعتقد أن فرجينيا وولف كانت مصابة بمرض الاضطراب القطباني.

 

  • و المعتقد أن الموسيقار "لوديفيج فون بيتهوفن" و الرسام "فان جوخ" و العالم الشهير " البيرت انشتاين" , و الفيلسوف سقراط كانوا يعانون كلهم من نوع من مرض التوحد المعروف باسم " متلازمة اسبرج".

 

  • و يزعم النقاد أن إرجاع عبقرية هؤلاء النابغين إلى سوء صحتهم العقلية , ينحرف كثيرا عن الحقيقة و يقلل من انجازاتهم.
  • و لكن " كلاريدج" يشعر بقدرته على التأكيد بقوة , بان دلك غير صحيح , و على حد قوله : " على العكس فانه يعطي نوعا من الأمل للأشخاص الدين يعانون من هده الحالات الصحية , فعلى سبيل المثال يمكن للناس أن ينبذوا المصاب بالفصام, و كأنه شخص معاق , و على الرغم من أن طريقة تفكيرهم قد تكون بالغة التشعب , فإنها ربما تكون جزءا من المرض العقلي إلا أنها في الوقت نفسه قد تكون خلاقة إلى حد بعيد ".
  • و فضلا عن مثل تلك المشاكل المرضية ,يبدو أن ثمة ارتباطا وثيقا بين العباقرة و العلاقات التعسة و المختلة , بل إن احد الباحثين دهب إلى ما هو ابعد من دلك , و زعم أن الزواج في واقع الأمر يعيق تحقيق الانجازات . و يعتقد " ساتوشي كانازاوا" عالم النفس في كلية لندن للاقتصاد أن كل دلك يرجع إلى علم النفس التطوري .
  • و قد وجد أن أكثر الانجازات العلمية قام بها الشباب , و أن الباحث الذي يتوصل إلى اكتشاف علمي , و قد تعدى مرحلة الشباب يكون عادة غير متزوج , مؤكدا أن الزواج الذي ربما يكون مؤثرا للغاية في هدوء بال العقول المجهدة , إلا انه في حقيقة الأمر عنصرا كابحا لإبداعات المرء .

 

  • أحلام الحمقى
  • ترى هل هدا يعني أن اقتران العبقرية بالمرض العقلي هو مجرد تفكير تواق لدى بعضنا من الحمقى في أن يتحقق ! و كما قال الشاعر " عزرا باوند" : " إن تصور أن العبقرية صنو الجنون , قد تم غرسه بعناية من قبل كل من يعاني من عقدة النقص " , و الواقع انه أيا كانت طريقتك في النظر إلى هدا الموضوع , فلا يمكنك إنكار إن بعضا من أعظم المفكرين من دوي الشأن , عبر التاريخ كله , سواء في المجالات الفنية أو العلمية , عاشوا أسوا حياة بائسة و مضطربة يمكن أن تخطر على البال.

 

  • سيغموند فرويد (1865-1939)
  • أبو الطب العقلي الحديث

 

تضمنت أهم أعمال فرويد نظريات لتفسير الأحلام, و لعل أكثرها إثارة للجدل , أن الرغبات الجنسية أكثر القوى المحركة التي تكمن وراء السلوك الإنساني .

وفي حياته الخاصة , كان فرويد يعاني من قلق و اكتئاب شديدين , و عندما كان في أواخر العشرينات من عمره , اكتشف شيئا اعتقد انه ترياق ناجح : الكوكايين , و الواقع أن حماسه لتعاطي هدا المخدر , واستخدامه العلني له و توصيته لعدد كبير من أصدقائه و زملائه بتعاطيه , لعبت كلها دورا كبيرا في انتشار نطاق استخدام الكوكايين .

و صنف فرويد كتبا و مقالات عديدة عن الجنس و هو نفسه عانى الكثير في حياته من هدا الأمر . و كان بالغ القلق بسبب احتمال إصابته بالجنسية المثلية , و كتب بأمانة عن شعوره تجاه صديق له في أواخر حياته , و اعتقد فرويد أن الشدود الجنسي دليل على حب المرء لذاته . و احد التداعيات المحتملة لقلقه هدا , أن أية حياة جنسية عاشها مع زوجته , التي أنجب منها ستة أطفال , انتهت تماما عندما كان في الأربعين من عمره فقط.

 

 

  • ستيفن هوكنج ( 1942-...) 
  • عالم كونيات و فيزيائي نظري

 

 

كان لنظريات هوكنج عن بدايات الكون تاتيرا هائلا , على الأقل لأنها لعبت دورا جوهريا في نشر تبسيط العلم , مما حتم أن تحتل أحداث حياته الشخصية العناوين الرئيسية للمقالات الصحفية على الرغم من أن الكثير من الأحداث الدرامية في حياته زادت النار اشتعالا , و كتبت زوجته الأولى "جين هوكنج" عن الشخصية الصعبة المسيطرة لزوجها السابق , و على حد قولها انه خلال حياتهما الزوجية , كان في بعض الأوقات يتصرف كإمبراطور طاغية و يبدو أن دلك ازداد بعد صدور كتابه " موجز تاريخ الزمن ", و إزاء دلك كانت كثيرا ما تذكره بأنه " ليس مقدسا " . و بعد زواج استمر ستة و عشرين عاما , دهب هوكنج – الذي كان مصابا بمرض اضطراب عصبونات الحركة – لكي يعيش مع ممرضته , التي أصبحت الآن زوجته الثانية " الين ميسون" . و لكن في العام 2004 بدأت الشرطة التحقيق في احتمال إساءة معاملة هوكنج بعد أن بقي خارج المنزل في العراء قابعا في مقعده المتحرك في اشد أيام العام حرارة لدرجة انه أصيب بضربة شمس شديدة .

كذلك , أفاد طاقم التمريض بمنزل العالم , أنهم وجدوا بجسمه جروحا و رضوضا لا تفسير لها , غير أن الأمر انتهى برجال الشرطة إلى إيقاف التحقيق بعد أن صمم هوكنج على عدم اتهام أي شخص , و لكن الممرضات اللاتي قدمن الشكوى , توقفن عن خدمته بعد دلك لبعض الوقت , و ما زال الأمر يكتنفه الغموض . و قالت جين هوكنج في كتابها " موسيقى تحرك النجوم " انه لولا زوجها الثاني- الذي تزوجته بعد أن تركها هوكنج – لكانت الآن على الأرجح ترقد في قاع احد الأنهار أو نزيلة مستشفى أمراض عقلية . أدت عبقرية  هوكنج إلى إكسابه شهرة عالمية , و شدت الانتباه إلى حياته الشخصية المضطربة .

 

  •  نيكولا تسلا (1856-1943)
  • مكتشف اللاسلكي و التيار المتردد

 

ترك المهندس الصربي نيكولا تسلا تراثا ضخما من الانجازات العلمية للعالم كله . و تضمنت مخترعاته محرك التيار المتردد و الإضاءة الفلورية , و على الرغم مما لا تزال تردده بعض كتب التاريخ, فهو الذي اخترع جهاز المذياع "الراديو" قبل أن يتوصل إليه "ماركوني" بثلاث سنوات .

كان تسلا عبقرية معذبة بالفعل ,  و كتب انه مند صباه كانت تنتابه نوبات غامضة يرى فيها "أطياف صور" تصاحبها عادة ومضات ضوئية قوية , و عندما وصل إلى سن البلوغ , أصبحت غرابة أطواره معروفة للجميع , و بدا يعاني من مجموعة من حالات الرهاب الشاذة , مثل الخشية من النساء اللاتي ترتدين أقراطا من الماس , كما انه لم يقم أبدا في طابق بأحد الفنادق يقبل القسمة على ثلاثة . وعندما كان يتناول طعامه خارج منزله , كان يطلب عددا كبيرا من مناديل المائدة , لكي ينظف بها أدوات الطعام الفضية بعناية بالغة , و عندما حانت لحظة وفاته في العام 1943 كان عاكفا على العمل في نوع من "الشعاع القاتل" , أو "القوة عن بعد" , يحتمل أن تستخدمها الولايات المتحدة في الدفاع العسكري , و مات تسلا بعد ثلاثة أيام من إيصاله هده المعلومة إلى الحكومة الأمريكية ثم استولى أفراد مكتب التحقيقات الفيدرالية على أوراقه و ممتلكاته بسبب الطبيعة السرية لأعماله . و بخلاف بعض مشاهير العلماء الدين كونوا ثروات من خلال اكتشافاتهم , مات تسلا وحيدا و معدما في غرفة بأحد فنادق نيويورك , و في أيامه الأخيرة قضى معظم وقته في المكتبة العامة , أو في إطعام الحمام الذي يطلق على أسرابه "الأصدقاء الأوفياء" .

 

  • الفريد نوبل (1833-1895)
  • كيميائي و صاحب مصانع و مكتشف الديناميت

 

إن الجوائز العلمية التي تنسب لافريد نوبل و تمنح كل عام , تعني أن نوبل قد يكون أكثر السويديين شهرة على الإطلاق , بيد أن المساهمة الكبرى لهدا الكيميائي في العلم , اقل ذيوعا من دلك . و الواقع انه طوال حياته قد حصل على 355 براءة اختراع عن اختراعات متباينة قام بها , إلا أن اكبر انجازاته جميعا , كان اكتشاف نوع معين من مادة "النتروجلسرين" , أطلق عليها اسم الديناميت .

و عندما بلغ سن الأربعين , كان قد أصبح صاحب مصانع ثريا , يمتلك مصانع في عشرين دولة بعد أن أتقن تصميم متفجراته – على الرغم من أن أكثر من واحد من مصانعه انفجر تماما خلال هده المدة – غير أن نوبل لم يكن رجلا سعيدا , فهو لم يتزوج قط , كما انه عانى من العديد من المشاكل الصحية , ووصف نفسه في مناسبات كثيرة بأنه " ناسك" و انه رجل وحيد يقاسي من الاكتئاب .

و بعد موته خلف وراءه قدرا كبيرا من المشاكل , تمثلت في وصيته التي أدت في نهاية الأمر إلى إنشاء جوائز نوبل , و انتاب عائلته الذعر , عندما علمت انه أوصى بالشطر الأكبر من ثروته إلى مؤسسات مختلفة كان يأمل أن تنظم منح هده الجوائز , و أعطى تعليمات غامضة و غير سليمة من الناحية القانونية بشان خطوات تنفيذ هدا الأمر . و كان أدى نوبل فكرة سيئة عن المحامين طوال حياته.

و كان يشير إليهم على أنهم " طفيليات تافهة غير مجدية " و من ثم فقد كتب وصيته من دون أي استشارة قانونية , و احتاج قراره هدا إلى سنوات لتقويمه.

 

  • اميلي ديكنسون (1830-1886)

 

يعتبرها البعض واحد من أعظم شاعرات أمريكا عبر العصور. و قضت ديكنسون معظم حياتها في "امهورست" بولاية مساشيوستس , وحيدة و تكاد تكون منعزلة عن الناس .

و لم تعرف كشاعرة إلا بعد موتها , عندما عثر بمنزلها على أكثر من 1800 قصيدة , ة كان يبدو و كأنها تعاني من حالة اكتئاب شديدة .

و يشير عدد كبير من قصائدها إلى الموت و الاحتضار , ولعل أشهر تلك القصائد " المعجلة ", حيث يقول احد أبياتها : " و لأنني لم استطع التوقف لملاقاة الموت : فانه تكرم بالتوقف من اجلي " و يعتقد كثيرون أن ايميلي كانت تعاني هي الأخرى من الاضطراب القطباني .

 

  • شارلز مينجوس (1922-1979)

 

 

يعد مينجوس واحدا من أعظم الموسيقيين الأمريكيين في القرن العشرين , إلا أن طبعه كان سيئا , و كان ينفعل بعنف على المسرح , ليس فقط على أفراد فرقته الموسيقية , و إنما أيضا على جمهور المشاهدين . و ذات مرة وجه لكمة إلى وجه احد الموسيقيين على المسرح, و في مرة أخرى حاول أن يحطم يدي عازف البيانو بغلق غطاء مفاتيح البيانو عليهما.

و يعتقد أن مينجوس هو أول من بدا نزعة نجوم موسيقى الروك , في تحطيم الجيتارات على المسرح , بعد أن كسر بنفسه جيتارا جهيرا  ثمنه ثمانمائة دولار أثناء ثورة غضبه , و كان مينجوس يعاني من نوبات طويلة من الاكتئاب طوال حياته . انتهى.

المصدر: مقتطف من مجلة "الثقافة العالمية" العدد 143 يوليو 2007 الصفحة 16....29 العنوان الاصلي للمقال beautiful minds tortured souls و نشر في مجلة focus عدد مايو 2005
  • Currently 107/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
34 تصويتات / 3414 مشاهدة
نشرت فى 26 سبتمبر 2010 بواسطة CLEOPATRE

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

23,893