أحاول أن أكتب
لكن قلمي يتمنع
ويدي تتعب
فالفكر مشوش
والقلب به الهوى يلعب
والحيرة تبدو على وجهي
والقدم تسعى في الدرب الأصعب
والنفس لاهية
والعقل معين لا ينضب
فماذا سأكتب
وعن ماذا أكتب
عن الحب
والحب أنتحر ببلدان يعرب
أو أكتب عن الفرح
وفرحي قد صار حزين
وللموت أقرب
هل أكتب عن معاناة أسرى فلسطين
او أكتب عن أهل جنين
فعلا أنا مستغرب
فعن ماذا تريدونني ان أكتب
كتبت حروف وحروف
ملايين ومئات ألوف
و لكن لا أذن سمعت
ولا عين رفت
وتقولون أكتب
ها انا ذا اسطر كلمات
بمداد مختلط بين دم ودمعات
و بين الأسطر تظهر آهات
و منكم من يعجب
ويقول مسكين هذا الإنسان
يتحدث خارج الزمان
ويذكرنا بعهد الأحزان
وحديثه مقرف
ياليته يصمت، وياليته يغلب
ومازال قلمي يترنح
بين الأنامل وهي تتقرح
ويسيل صديد من جرح تقيح
فيملأ كل الصفحات
و يقولون أكتب
هل أكتب عن بهجة وسعادة
أو أكتب عن قهوة سادة
أجيبوني بالله عليكم ياسادة
و قولوا بصراحة
عن ماذا تريدونني أن اكتب
أستمع لنشرات الأخبار
فهناك بناء وببلادي دمار
وكل خبر يهيل مزيدا من العار
فلكل دولة أصبح مندوب
يقرر ما يشاء
وعن الشعب ينوب
ونعتقد أننا أحرار
وهو أعتقاد البلهاء
وكل يوم نسير خطوات للوراء
والسوط بظهورنا يلهب
نحيا عبيد ونقول نحن أمراء
و الجثث تتعفن في شوارعنا
ونمر عليها صباح ومساء
والأشجع فينا من يتعجب
أمة قد صارت خلف الأسلاك
الرجل مقهور
والمرأة ثكلى وسبية
والطفل باك
ونحن نلعب
الأقصى ينادينا ولا نسمع
والقدس تئن وتتوجع
ودمشق بأوجاعها نتمتع
واليمن انهار دماء
وفي ليبيا فرقة وقتال
ولن أذكر أبدا الصومال
و لا ما تعانيه الصحراء
فقد صرت مجرب.
الهادي خليفة الصويعي/ليبيا
