■ هيَ الأيَّامُ .. لَا تَضْحَكْ ! ..
توغِلُ في الموتِ .. في البُعدِ .. في الحبسِ ..
تورِقُ الأيّام أزهارًا على الرّمسِ ..
تَبْعُدُ .. تفنى ..
تضيعُ في الزّحامات الكبيره ،
تتلوّى .. تتهادى .. تتهاوى ..
ترتمي على أنقاض حصيرة ،
ترقُدُ .. تنسى ..
تحلمُ .. تضحكُ .. تزهو ،
تتذكَّرُ .. تكتُبُ .. تُقهقِهُ ،
تتداخلُ الكلمات بين الشّفتَيْن ،
تُعربد .. تُبسملُ .. تُحَوْقِلُ
تفرُكُ العَيْنَيْن ،
تُناجي .. تُناغي .. تُنادي ..
يَرُدُّ الجِدَارُ صوتك
فيذوبُ .. يَذُوبُ
يَذوبُ ثرى ..
وتفتح العينين منهوك القوى ،
تبحثُ حولك عن ذكرى
في ثلّاجة العمر التّعيس ،
وتُحاولُ .. تُجَرِّبُ
تُحاول .. تُجرّب ،
تختبرُ التّاريخ والأمانه ،
وتذكرُ الأيّام في قُرانا ،
وتنبُشُ التُّرابْ ،
وتذكرُ العذابْ ،
وتُطلِعُ الزّمانا
على أنِينِ نَايٍ
نَأَى في الغَابِ يومًا
ومن يديْكَ غابْ ،
وفي ليالي الحرِّ
سَالَ نحيبًا .. ذَابْ ،
ونحن في قُرَانَا
جروحنا عميقةٌ
وكلّنا " غلابة "
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )