■ حنين .. إلى مرفإ الوجد ! ..
في البدء كانت خيوط القصيد
تغازل فكرةَ مسكونها ،
وكان انطلاق النّوارس في الفجر
منطلقات التّبتّل
في معبد هجرته العيون ،
وكان الحنين
إلى مرفإ الوجد والحزن
في حدقات الصّغار ،
وبدء النّهار ،ً
وحلمٍ يراود أشلاء ذات
تعانق ما أفرزته الليالي
من الشّوق للدّفء ،
من لهبٍ شبَّ في كلّ قفر
يُطهِّرُ صحراءنا من بقايا الجفاف
وقد أفقرتها السّنون ،
وجفّت ينابيعها والعيون .
قصيدٌ هو الانطلاق
يعانق تلك الحدود ،
ويرسم من وجده في التّخوم عناقًا
قُزَحِيًّا بَدَا ،
خافقَ الخلجات يناجي المدى ،
وينسابُ لحنًا
له في دروب الحنين صدى ،
هو الحبّ والبدءُ بيتُ القصيد ،
وبحر القصيد تَنَاسَلَ فيه التّودُّدُ
والإشتهاء ،
وطارت حمائمهُ تحضن الأُفْقَ
تنسابُ فيه كدفق الضّياء ،
تعانق فجرا وتدعوه للإنبلاج
ليسكن في خاطر الذكريات
ويعلن بدء السّفَر
رحيلا إلى كُوَّةٍ
أبعدتها المسافات ذات مساء ،
رحيل القصيد
يمسح عن خاطر الدنيا كلّ الحدود
ليعلن فجر الولادة
فيأتي الرّضيع قصيدا ،
وفعلا مزيدًا
يُضاجعُ دفء الخواطر
رحيلا إلى نقطة من حياة بعيده .
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )