بَيْنَ حُبّي و كِبْرِيائي
غالِيَةٌ أنْتِ لَكِنَّ كِبْرِيائي أغْلَى يا عَزِيزَتي
فَهُوَ لَيْسَ غُرورا يَسْكُنُني بَلْ شُمُوخَ عِزَّتي
فَلَنْ أسْمَحَ لِأيِّ حُبٍّ كانَ أنْ يَكْسِرَ هِمَّتي
أتَعَلَّمُ مِن كِبْرِيائي كَيْفَ أصونُ أدْفِنُ دَمْعَتي
كَيْفَ أُحافِظُ أُدَافِعُ على كامِل كَيْنونَتي
على أنْ لا يُصِيبَ خَدْشٌ سُمْعَةَ رُجُولَتي
اِشْتَدَّ بي الجَوَى كُنْتِ و ما زِلْتِ مُنْيَتي
فؤادٌ مُسْتَهامٌ تَساءَلَ أكِبْرِيائي خَطِيَئتي
كَيْفَ َأجْمَعُ الضِّدَّيْنِ لِاسْتِمرار حَياتي
الحُبُّ الكِبْرِياءُ بَينَهُما خِصامُ سَعادَتي
كُلٌّ يَوَدُّ الاِرْساءَ بِسَفينَتِه على مِرْساتي
حَبيبتِي قَد اِسْتَيقَظَ الكَونُ على حَيْرَتي
في تَرَدُّدٍ سَأَلْتُ الطُّيورَ لِمَنْ أَمْنَحُ صَوتي
مَن أهْدِي صِدْقَ مشاعِرٍ مع خالِص رِقَّتي
ما غادَرْتُ بُسْتانَ الحُبِّ لِأعِيشَ وَحْدَتي
وَدَدْتُ أنْ أكونَ رَسولَ خَيْرٍ لأجْلِ كَرامَتي
لِأُحافِظَ على كِبْرِيائي و نَصاعِ صَفْحَتي
لِأحْرِصَ على سِرِّ بَهاء عِشْقٍ بِه بَهجَتي
أَنْتِ كُنْتِ ما زِلْتِ أكْبَرَ حُبٍّ في دُنْيَتي
كَيْفَ أُقْنِعُ كِبْرِيائي حَتّى لَو كُنْتِ أُمْنِيَتي؟
أيُّها الحُبُّ لَنْ تُرَكِّعَني لِأتَخَلَّى عَن قَناعَتي
إنْ قَرَأْتَ دُسْتورَ الكِبْرِياءِ لَعَرَفْتَ خَسارَتي
إنْ أَصَرَّ حُبٌّ في دُنْيا الغَرامِ على مُلاحَقَتي
فَأنْتَ أعْرَفُ مِنّي بالشِّعْر مُدْمِنٌ عَلى قِراءَتي
لَكَ دائِمُ الاشْتِياق فَكِبْرِيائي يُقَنِّنُ عَلاقَاتي
أنا لَسْتُ لَكَ عَبْدا و لا المَحْبوبَةَ جارِيَتي
لا أُريدُ قَتْلَ كِبْرِيائي لا أُريدُ دَفْنَ مُهْجَتي
فَكَيْفَ يُمْكِنُني الجَمْعَ بَينَهُما يا حَبِيبَتي
طنجة 11/09/2021
د. محمد الإدريسي