■ رِحْلَة عُمُر ! ..
( تحيّة مُهداة إلى كُلِّ مُرَبٍّ بمناسبة العودة المدرسية )
رائعةٌ هي اللحظات الحميميّة التي تجمع على الصّفاء قلوبَ عُشَّاق الوفاء ..
جميلةٌ سُوَيْعَاتٌ تمُرُّ ، وأداءُ الواجب حافزُ الذَّات ، ودافعها
للصّبر والإيثار .
هو الحَقُّ ، لا خوْفَ فيه !
وتونسُ في القلب نَبْضٌ
إلى المجد يرنو كما الفَرقَدُ ..
هو العزمُ والحزمُ ،
هو الجهاد مدى العمر رمز النّفوس الكبيرة ..
هو الحلم والأنتصار لِنَيْلِ المُنَى
بِذَاتٍ تَجِدُّ ،
ونَفْسٍ تَكِدُّ ،
وترنو إلى الأُفْقِ بالنّصر تَشْدُو .
طافحٌ بالوجْدِ يبقى قلبُ عَشَّاق اجتهاد ،
والوفَا إخلاص روحٍ
تكسو بالنّور صباحا ..
تمتطي الحُلْمَ جناحا ..
وتُغنّي لحنها الرّقراق
أمْنًا وارتِيَاحَا .
هوَ حلمٌ دافقٌ بالوَجْدِ يرقى ،
يرسمُ دربًا وأُفْقا ،
وصباحًا مُشرقًا أبهى وأنقى ،
وشعارُ الذّاتِ تحقيقُ أمانْ
باجتهادٍ وتَفَانْ
واسْتِبَاقٍ للزَّمَانْ .
=== * ===
سفَرَاتٌ ..
زَفَرَاتٌ ..
مرَّتِ الأيّامُ حُبلى
والمُنَى فجرٌ تبسَّمْ ،
تَعَبٌ تلك السّنون ،
حُلْوَةٌ والعُمْرُ جُهْدٌ
مُرَّةٌ لكنْ جميله .
أيّهذا المُبحرُ في اليمِّ عِشْقَا
وعروسُ البحر ترنو ،
ولكَ تشدو حنينا .
في احتراقٍ واختراقٍ
مركَبُ الرُّبَّانِ يسعى
نحو مرسى ملجأً للحالمين .
المدى حِضْنٌ ، وفي الحِضْنِ عيونٌ اشْرَأَبَّتْ
لِفَتًى آتٍ وفي القلب هوى
دافق الوجدِ مُعَنَّى ،
يتمنّى ..
وبِدِفْقٍ من هواهُ
يزرَعُ الدّربَ جمالًا
وفصولًا من محبَّه .
خُذْ طَريقَكْ !
واركبِ الْوَجْدَ جناحا
وانطلِقْ نحو المدى !
فالمدى حِضْنُ تَجَلٍّ والْتِقَاء .
يا عيونًا في انتظار الرّاكب صهوةَ سَعيٍ ،
استبيحي لكِ رِحلَه !
واركبي الصَّهْوَةَ سِيحِي
في مدى الحُبِّ الكبير !
سنواتٌ عطّر الحبُّ مداها
وسَقَاهَا سلسبيلًا
ورعاها ..
حتّى حان موعد الميلاد فجرًا في رُبَاهَا
فتباهى
جيلُ علمٍ وتهادى في سماها
مثل نجمٍ يتلأْلأ .
سَيِّدِي !
في كلّ رُكْنٍ ،
في مدى العلم وفي كلّ كتاب ،
لكَ طَيْفٌ ،
لكَ اسمٌ به يشدو نَوْرَسٌ
في العالي حلَّقْ ،
وَتَعَلَّقْ
بهوى الأوطان .. يَعْشَقْ
تعبَ الأسفار والتّرحال
من أُفْقٍ لِأُفْقِ
ودروب الرّحلة أَسْمَارٌ ..
وأَشْعَارٌ تُغَنَّى .
سَيِّدِي ..
هذا لقاء !
مَوْعِدٌ فيه التقاء ،
وحنينٌ يجمع الأحباب
والحبُّ وُجُود ،
مؤمنٌ كلُّ حبيبٍ باجتهاد وتَفَانٍ ،
حتّى لمّا تنتهي من بعد ليل
رحلة العُمْرِ يُطِلُّ
ذلك الفجرُ الأَغَر .
لك ذاتٌ .. و صِفَاتٌ
تكتسي بالفجر نورا ،
تحلُمُ بالمجد تَاجَا ..
وَسِرَاجا ..
وسُيُولًا تغمر الدنيا ابتهاجًا
وانفراجَا .
هو حُلْمٌ ،
ولكَ أنْ تحلُم ما شئتَ دَوْمًا !
هو حُلْمٌ ،
عِشْتَ في طيّاته
يَومٌا ويَومَا .
نَشْؤُكَ رَبَّيْتَهُ للعالي يصبو
دَافِقَ الْوَجْدِ
كَنَارٍ لَيْسَ يَخْبُو .
أَنتَ رمزٌ للتّعالي ،
والتّسامي والفضيله ،
سوف تبقى سيِّدِي
للصَّلاح ..والهُدى .. رمزًا دليلا ! ..
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )