............................ ( رِثَاءُ أُمٍّ )
أقدمت أم يمنية على الانتحار هي وطفلتيها بتجرع
السم . بسبب إهمال المجتمع لهم وتركهم نهبة للفقر
والجوع . فقلت :
أُخْتَاهُ .... هَلاَّ قَدْ قَبِلْتِ عَزَائِي
وَرَضِيتِ أَنْ يَرقَى إِلَيْكِ رِثَائِي
وَأَلُوذُ بِالصَّمْتِ المُرِيبِ لِعَجْزِنَا
وَأَسِحُّ دَمْعًا ... فِي ثَرَاكِ النَّائِي
أَتَجُوعُ أُمٌّ وَالصِّغَارُ يُحِطْنَهَا
فِي أَرْضِ يَعرَبَ مَوْئِلِ الكُرَمَاءِ
وَتَنُوشُهَا غُصَصُ المَنُونِ وَرَيْبُهَا
وَالنَّاسُ فِي هَرَجٍ وَفِي نَعْمَاءِ
يَا أُمَّ إِيمَانَ البَرِيئَةَ ...... إِلْعَنِي
تَرَفَ الغَنِيِّ .... بِبَسْمَةِ اسْتِهْزَاءِ
وَأَرِيهُمُ أَنَّ الحَيَاةَ ... رَخِيصَةٌ
فَلْتَهْنَأوا ... وَلْتُوغِلُوا .... بِدِمَائِي
فَأَرِيجُ تَجْرَعُ سُمَّهَا مُخْتَارَةً
وَتُصَارِعُ المَوْتَ الزُّؤَامَ إِزَائِي
إِيمَانُ يَاطُهْرًا ... يَفُوحُ بِرَبْعِنَا
قَتَلَتْكِ أَطْمَاعٌ لَهُمْ ....... بِثَرَاءِ
تُرِكَ الفَقِيرُ وَلاَ مُغِيثَ لِجُوعِهِ
حَتَّى يُلاَقِي ........ ذِلَّةَ الفُقَرَاءِ
أَيْنَ المُرُوءَةُ وَالإِبَاءُ بِسُوحِنَا
ضَاعَتْ كَعِزَّةِ مَجْدِنَا القَعْسَاءِ
أَمْ أَيْنَ رَحْمَةُ دِينِنَا وَوَصِيَّةٌ
لِنَبِيِّنَا .......... بِالحَقِّ لِلضُّعَفَاءِ
هِيَ صَرْخَةٌ فِي وَجْهِ كُلِّ مُقَصِّرٍ
فِي عَالَمِ الآثَامِ ..... وَالبَغْضَاءِ
سَتَظَلُّ تَعْصِفُ بِالضَّمَائِرِ كُلَّمَا
ذُكِرَتْ أَرِيجُ .... وَأُخْتُهَا بِفَنَاءِ
وَتَظَلُّ تَشْكُو .... لِلسَّمَاءِ بِأَنَّنَا
قُمْنَا بِأَشْنَعِ فِعْلَةٍ ....... نَكْرَاءِ
أَكْرِمْ بِهَا نَفْسًا .. تَفِيضُ لِرَبِّهَا
تَرْجُو الإِلَهَ بِدَمْعَةٍ ... خَرْسَاءِ
تَرْجُوهُ عَفْوًا فِي جِنَانِ نَعِيمِهِ
وَمَعِيشَةً ....... بِسَعَادَةٍ وَهَنَاءِ
.. رشاد عبيد
سورية - دير الزور
