الشمس
و تجيء القدس باكيةً
لتقول هَيْتْكِ أحزاني
يا فجْراً غاب بأمتِنا
غَفَلَ البَشريُ لينساني
بأني أنا الطفلُ الأعزل
و أنا التاريخ ما يهواني
كأني أنا فيه طفرة
و هجينُهُ قاتل إيماني
لِتَنْقَلِب كل الصور
و أُذَل و يُكْسر بُنْياني
سأَطرُقُ كل نافذة
تأْخُذني لباب الرحمان
لأشكو ذُلَّ موكِبِنا
و أُقَدِم أَقْدَسَ وِجداني
إسلامي ضُيِّعَ في سهوٍ
و صوته يَبْكي بأكفاني
قد نضب الابيض في بلدي
و قمُاشُه نفذ بدكاني
و لازلت أسير في غضب
و وعودي تخونها خلاني
اليوم سُلِبت قافيتي
و غدا سَتُسْلبُ أوطاني
سأسير و حدي في دربي
لمحمد أوصِلُ عِرْفاني
قد قال سأنتصرُ يوما
بدون صديق ينعاني
سأنتصرُ بالله الأعلى
و سأزرع شجراً بدُخاني
ليُقاتل غصن الزيتون
و يجف الحزن بأركاني
و أذكُر من كان وحده
الأسرى وراء القضبان
بالموتى من تحت التربة
بالحجر يطير بأكواني
و القبة وسطه كالشمس
تدور بمقلاعٍ داني
و شهيدك مثل أَجْرامٍ
لله تُعظَّمُ أحزاني
يا قدسُ لا تُصدري صوتا
في ليلك لا يَسْهى الجاني
داري الثوب بُحُمْرته
و اختبئ و سط التيجان
فالله يراك في عَتْمتِك
لا تخشَيْ غدر الفتيان
لُفي موتاك في العلم
ليراها القاصي و الداني
بأن رداء الموت منهم
هو ثوبك انت و بركان
عبدلي فتيحة