تهنِئة العيد.      

 

يا صاحبي 

هنأ العيدُ بك

كان يومًا مدلهمّ البوح حمّال النّدى

بين نار موقَدة

وصفاءٍ كصفاء الأنبياء

كان يوما 

جمع الأكوانَ في كأْسِ الرّواء.

فتنادت كالصّدى...

كان في الكأس بقايا من غضب

مِنْ حماقات النخب

رحلَ العيدُ بها

فرحلنا للمدارات البعيدة

وتهادينا المنى،

وكسرنا الغلّ سحقا

وعذاباتِ الرّدى...

كان في الحرف المدوّي رجع عطر الأصفياء

بين سقراط وعنتر

وشعابٍ وسماء

كان يَحْلو ثمَّ يزْهُو

ويَفُوحُ كالشّذى

بمدادٍ منْ رنينِ العُود

ونكهة الشّاي العتيق من رحيق الوالدة..

يا صديقي عيدُك عيدُ صفيّ

رجعُك رجعُ نديّ

هو عيدُ الاحْتفاء بالأنا المخدوع فينا

قد تعاطاه الزّمن...

هو عيد لمناجاة الأثير عبر أجنحة المحن...

هو عيدٌ لعشتار تلمْلمُ شعاعَ الأفق المبعثرِ بأيادي الغدر

تهوي بآمال الوطن...

يا رفيقي بين كأسَيْنا

وبين الله مسافات قصيرة

كان الرّفاق وصْلهَا من أنين النّاي يسري

لمداواة الجراح

وعذابات الوهن...

دام عطْرُ العيدِ يأتي كلَّ عام،

ليرد عنّا البؤس وكل أنواع السّقام

رفرف العيدُ علينا بأجنحة السّلام

فجعلنا النّار طهرا

للتّسامي

وأوقدْناها مِنْ جِراحات الظّلام. 

 

صالح سعيد / تونس الخضراء

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 23 مشاهدة
نشرت فى 16 مايو 2021 بواسطة Boudiefsoundou

عدد زيارات الموقع

41,959