اسْتِفْزَازٌ.                            

 

فِي صَبَاحٍ مُنْعِشِ اللَّفْح لِرُوحٍ لَفَّهَا بَرْدُ الحَيَاءِ..

عَزَفَ الصَّمْتُ لَهِيبًا مِنْ أَجِيجِ النَّارِ فِي قَيْظِ الشَّجَنْ..

أَيْقَظَ كُلَّ المِحَنْ..

مِنْ فَتَى العِشْرين مّرَّا بِالنَّوَاسِيِّ يَجُولُ فِي الحُرُوفِ،

لِنِزَارٍ يَرْتَدِي ثَوْبَ الدَّجنْ..

قَالَ لِي الصّمْتُ بِلَيٍّ لِلْحُرُوفِ مُفْتَعِلْ:

"أَيُّهَا الشَّرْقِيُّ يَا بَحْرَ الرَّمَادِ يَا رَفيقَ الدَّرْبِ فِي الهَوَى بِالضَّادِ.

دَعْكَ مِنْ نَوْحِ النَّشَامَى فِي البَرَارِي والبِعَادِ.

وَاعْتَلِ الصُّبْحَ بِصَهْبَاءَ قَرْقَفَةٍ تَفْرِي أَحْزَانَ الوِسَادِ..

يَسْقِيكَهَا غُنُجٌ شَمْسٌ ثَنِيّتُه تَارِيخُه "عَادِ".

الحَرْفُ أَطْرَبَنِي والصّمْتُ أَشْجَانِي،

وَالهَمَّ أَوْرَثَنِي مِنْ عَهْدِ عَدْنَانِ..

والفَجْرُ قَدْ لاَحَ وَالدِّيكُ قَدْصَاحَ وَالطِّيبُ قَدْ فَاحَ مِنْ طَيْفِهِ الجَانِ

وَالحِبْرُ قَدْ جَفَّ وَالشَّوْقُ قَدْلَفَّ وَالحِسُّ قَدْ رَفَّ كَالطّائِر الهَانِي.

فقُلْتُ: "أَيّهَا الشّادِي بِحَرْفٍ قَاتِلِي،

حَرْفُكَ يَسْرِي كَرُوحٍ فِي دَمِي...

وَأَرَاهُ فِي فُؤَادِي مُوغَلاً... وَبِنَارِ الشَّوْقِ يَكْوِي أَضْلُعِي..

مَوْجُكَ عَالٍ كَأَطْيَافِ المُنَى..

لَبِسَ العَظْمَ وَ باللَّحْمِ سَكَنْ..

بَحْرُكَ المَدُّ بِبَرِّي رَسَا....بَوْحُكَ النُّورُ بأَعْمَاقِي وَطَنْ.

أَنَا مَنْ ضَيَّعَ فِي الأَوْهَامِ عُمْرًا ...عِنْدَمَا حَاصَرْتُ مَدًّا كَالقَدَرْ"..

عَزَفَ الصّمْتُ عَلَى تَارِيخِ قَيْظِي..

وَهًفَا لِثَلْجِي بِجَمْرِ اللَّحْنِ يَكْوي..

لِيُذِيبَ اللَّسْعَ بِاللّحْنِ وَيَمْضِي..

قَالَ: "هَذهِ أَلْحَانِي بالصّمْتِ أَعْزِفُهَا.....

مَنْ يُدْرِكُ الصَّمْتَ لاَ يَخْشَى مِنَ الهَذَرِ..

فَاسْمُ إِلَى الصَّمْتِ واقصُدْ مَكَامِنَهُ..

مَنْ يَرْكُب الصَّمْتَ لاَ يَشْقَى إِلَى الأَبَدِ..

وَاغْرُفْ مِنَ الصّْمْتِ أَمْوَاجًا مُطَهِّرَةً...

وَاصْبُبْهُ نُورًا عَلَى أَوْتَارِكَ البَدَدِ..

فَقُلْتُ أحْسَنْتَ فِي سِرِّي وَفِي عَلَنِي

أنْتَ الحَبِيبُ الذِي أَهْوَاهُ مُذْ زَمَنِ..

عَانِقْ سُجُوفِي وَبَدِّدْ لِي مَوَاجِعَهَا...

لاَ خَيْرَ فِي صَمْتٍ إِذَا لمْ يطْرُقْ البِرَكِ... 

 

صالح سعيد / تونس الخضراء.