يا حلما انتظرناه
كنت أحلم أن أر نورا يشع
يملأ الأفق ضياء
يرسل الإشراق في كل الأرجاء
يتسلل بين الروابي
ينعش روحي بل خواطري
يوقظ أحلام طفلي الصغير
تحرك في روعه نبضة حياة مرتقبة
طالما راودت فكره في نومة شاردة
صغير يرسم طريق مزدوج
يرسم حقلا جميلا تزينه واحات النخيل
يرسم الصغير معهدا وجامعة
يرسم الصغير نبع ماء في الفيافي الضائعة
يرسم الصغير مسكنا في البادية
يرسم الصغير ريشة و قلم في الزاوية
ينشد راحة بال تبعد الخوف اللعين
ينتظر حلما جميلا
لا يعكر صوفه صور طلاسم مرسومة في الجدران
لا يعكر صفوه صور الأشباح
صور أشباح ضاربة في الأعماق
تصنع المآسي والأحزان
تتكرر نسخها كلما حلت المواعيد الضاربة ، كلما شق الصباح
تجدد روحها كحرباء طوعت الألوان بسحرها
تسحر الأنظار بكيدها رغم نتانة ريحها
و الصغير يواعد أحلامه خلسة
حتى لا يعكر صفوه طيف خيال مشؤوم
يحول الأمان والأمن فوضى خلاقة
فوضى تهز أركان المدينة
~
يحلم الصغير رغم سيل مأساتي
يحلم بأيام ستشرق في الأفق
يحلم الصغير أن ير مشروعه الناشئ في المهد
يبزغ مع إشراقة شمس الصباح
شمس ترسل خيوطها الذهبية
تشحذ همم الكسالى المتعلقون بالسراب
أن الفجر يصنع بموجات موجبة
تهز الروح ، تنعش الأفكار
تكتب الأفكار في الأرض
تسقيها بالماء الصافي
تحميها من الأوغاد الطفيلية
كنبتات يعيش في بيئات فساد
يحنق الأنفاس
يحملون في غفلة فوق أكتاف الأطهار
نجدد لهم الروح
نجدد لهم التراخيص
ليعودوا من جديد
ليعدموا حلما انتظرناه
الأستاذ حشاني زغيدي
