الدهشة

 

عانقت أشعتها صفحة وجهه الفضى ..  و قد أقبل إليها مُفرِدا ذراعيه إليها و الممتددة على طول المدار و عرضها ..!! يرسم اليها اجمل لوحة من الترحاب ، فايقنت تماما أنها مالزالت فى مجد بهاءها الزاهى و قبسها الذى ينظر اليه المحبين و يتسامروا .. او يتناجى اليه العاشقين فى ظلمة الليل الهادى و يتشاكوا ... ّ!!!
فلمحت وجهها الدرى من خلال ثغره الفضى المتبسم و قالت : يا بحر . اما زلت تحفظنى انا و عهدى الجميل ؟؟؟ اما زالت إطلالتى تدغدغ وجهك تلألؤاً..؟؟ و تتراقص امواجك مفرحة حين اطل ..؟؟؟!!!  ، يا ايها البحر أمازلت صافىٍ كالمرايا  .. تتراقص الانسام فى صفحتك ... !! ما اجملك  يا بحرى

     فإسترسل البحر فى  مده تبسما حتى ابتلت سهوله و شطه نداوة و نضار .. و صفقت الاواج إبتهاجا لها و قال : يا ايتها النجمة الزاهية جمالا و بهاءا فقد كساك  نورا من جلاله و زين بك كل جميل .. وحباك من آياته سناءا تسمو به الروح تدبرا و تفكرا

     ايا نجمتى  آسرتى اليك قلوب العاشقين و المحبين فلابد لهم منك إلا اليك ... و فاختلجت  محبتهم بالإسرار و التناجى اليك ..

و إهتدى كل هالك فى ظلمته   بسناءك  ، فيا قبلة تحج اليه الجموع .... امرحى ..!! و تبخترى ..!!  فى   فضاءك و ليست كمثلك عروسا  فى عشها 

  احمرت وجه النجمة  خجلا و تكسرت اضواءها و قد اتخذت من السحاب وشاحا تتستر به حياءاَ مولية نحو و أفولها .، تاركةَ خلفها البحر ثاغرا فاه تهشة و هى تلوح اليه بالأضواء  معلنة عن ميعاد آخر  منتظر .. 

 

2

ما أن تبسمت الشمس إشراقا ًو أطلت بأشعتها تلثم البحر فى جبينه ، معلنة عن ميلاد جديد ...  دقت طبول الإصباح و زغردت العصافير فى عُشها.. جرى البحر حنيناً و إشتياقاً يحتضن الاودية و السهول ..!! ، و يجول فى هذه الإحتفائية بروافِدِه كأساَ يروى ظمأ التُربة العطشى ...!!! صفقت أوراق الحدائق و تتراقصت الاشجار يانعة على أنغام شدوٍٍِِ عصفورها و هفيف النسمة الآتية ،  تتهادى حياءاً و خجلى  .. و قد أقبل اليها كل الورود و الزهر يستنشقون عبيرها الزكى ...

لوحت الشمس بنورها الدافئ ترصع صدر البحر إكليلاً من أشعتها ممزوجة الالوان الزاهية ... و مضت تمتشق صحوة اضواءها متهادية الى ان تعامدت كبد السماء و اقبلت على البحر بوجهها البهائى منادية :

    أيا زاخرا بالنفائس و الغوالى ..!! أيا أمين الاسرار و ملاذها  ... قل لى بربك

الذى خلقك و سواك .. ها قد دس الزمان فيك  كل سويعاته الممزوجة بالافراح و الاتراح  ومر بك كل العصور ..  و انت مازلت شامخا جلدا لا تبرح عطاءك و لم تمل .. ما الذى ترجوه  .... اعهده اليك قبل الرحيل

قال البحر :

يا شمس لا تغيبى

لى الوعد عندك انك لن تغيبى

قبل ان اجمع زادى و ألقى الحبيب

لينشد الثرى لحن القصيد

و يعطر الأٌفق بعبق النشيد

يا شمس لا تغيبى

يا شمس بالله جودى

و انثرى ضوئك على ارض البرودى

و جلى بدفئك عمق جليدى

بالله يا شمس لا تغيبى

 

... حينها توشحت الشمس شفق مغيبها و قبّّلت صفحة البحر مُودِِّعة ... و لوحت  لها  الاغصان .. فهبت النسيم تلملم بقايا نهار لتاتى بالمساء معلنة عن ميلاد جديد لقاء جديد ...

المصدر: من ديوان ( من وحى إلهامى ) للباقر على مختار
BOOKSG

بادرة النهضة و الاشراق و الامل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 280 مشاهدة
نشرت فى 7 نوفمبر 2018 بواسطة BOOKSG

ساحة النقاش

الباقر على مختار

BOOKSG
بادرة موقع جنوب سودانى لرصد الاخبار المحلية و الاقليمية و متابعة للانشطة الحياتية على كافة الاصعدة يشرف عليها الصحفى الاستاذ : الباقر على مختار »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

18,952