ان السلام كثقافة .. سلوك ونمط حياة وممارسات يومية تتسم بالاخلاق السامية و الفضيلة .وبالتأكيد انها ليست شعارات يرددها الساسة واصحاب المصالح فى ظل تصرفات و افعال لاتمت للسلام بصلة من قريب اوبعيد
فلوسألنا انفسنا كيف نحقق السلام ونحن نزرع الزروع لاسباب االحرب والدمار ألف سبب وزرع ، وننشئ ونبنى للحروب صروح و مصانع للسلاح ونحشد الجيوش و العتاد ونجعل من هذه الزروع مكاسبنا و معايشنا ، فبدلا من ان نصنع الدمى لتجميل العاب العرائس ... نصنع للاطفال العاب القتال و الحرب و العنف و نرسخ له فى الاذهان فنون القتال و الاقتتال ونعدد فى اذهانهم مشاهد العنف بغية انها التكنلوجيا و التطور
فكيف لنا ان نحقق السلام والتسامح والاخاء ونحن نمارس الكره لبعضنا البعض فى سلوكنا و واقعنا ، كجماعات وطوائف وقبائل و احزاب .. الخ
كيف ننشد السلام ونترجاه ممن لا يملكون بايديهم غير معاول الحرب والدمار ، فكثيرا ما تخدعنا الشعارات التى ترفع هنا وهناك ممن يسمون انفسهم قادة فيلهبونا بالعبارات البراقة و يدسون لنا سموم الحروب و الاقتتال بفكرة السيادة والسلطة و غيره من العبارات التى تسلبنا انسانيتنا و تشل روح السمو فينا لنهوى الى مهاوى اقل بان توصف بالحيوانية .. نقتل اخانا الانسان .. نحرق الاطفال و العجزة .. و ونستلذ بتعذيب من يعاندنا او يخالفنا الرأى ، كل و ذلك وقادتنا الساسة يقتاتون على اجساد شعوبهم لتبقى لهم الكراسى والسلطة .. ولكم مات الالاف من الابرياء من اجل تسلط افراد فى ليبريا والصومال والعراق والسودان وجنوب السودان وليبيا و فلسطين و اطفال سوريا ماذالوا يولدوا فى العراء البرد والحر
بالله كيف نصنع السلام يا اخوة ومازالت دور عبادتنا ينادى كبارها بالعداوة والبغضاء للذين تختلف عقيدتهم او حتى طريقتهم اوشيعتهم ؟؟ كيف ننشد السلام و نفوسنا مملؤه بالضغينة وتبييت النوايا الخبيثة بقلوبنا ونعتقد انها الطريق الى الله ولا نذكر ان الله رب السلام ويحب السلام ؟؟
فهو لما انزل رحمته لم يخص به بعض الناس دون الاخرين .. فالامطار والهواء و الانعام كلها جعلها للبشرية جمعاء ورفع اللذين يخافونه درجة (المتقين) اللذين ينشدون السلام ويعملون اعمال السلام لانهم وقود لعمارة الارض
ان حال البشرية الان فى حوجة اكثر من أي وقت مضى الى التفكير في موضوعات القيم الانسانية والتصالح وقبول الاخر والتنوع دون الاعتبار لاشكال العنف كوسيلة لسيادتنا ، و ان نعيد التفكير فى كيف يمكننا ان نرتق الروابط الاجتماعية، ونتقبل شروط العيش المشترك في مجتمعات تسودها الاخاء والتعاون في البناء وتنمية ارضنا .
فلا فائدة للكلام حول السلام ان لم يكن ثقافة ونمط حياة نمارسه في الواقعنا اليومى ، ولن نسلم ابدا طالما اننا ندعوا لهم بالخراب و الدمار و الشتات ، فالانسان اخوالانسان اينما كان لان لنا نفس الطريق والمدرسة والشارع والمؤسسة والمستشفى وارض ، فإن دمرناهم تدميرا فإننا بذلك ندمر انفسنا كذلك ، لذلك يجب ان ننبذ كل الخلافات والاختلافات اذاكنا نريد السلام لانفسنا
ساحة النقاش