أبوالحسن مصطفى النجار$ حوده محمد توفيق

 حوض النيل عظيم المساحة حيث يبلغ زهاء 9و2 مليون كم2 ويجرى هذا النهر من منابعه الاستوائية متجها نحو الشمال باستمرار واطراد لا نظير لهما فى أى نهر فى العالم بينما اتجاه الأنهار عادة من الشرق إلى الغرب أو العكس

• نظرا لخاصية اتجاه النيل من الجنوب إلى الشمال من خط عرض 30 3 جنوبا إلى 30 31 شمالا فان خطوط العرض التى يخترقا متعددة ( حوالى ستة أقاليم طبيعية من الإقليم الاستوائي إلى إقليم البحر الأبيض المتوسط) فى حين أن نهر الأمازون وطوله 4000 ميل كطول نهر النيل يقع فى إقليم واحد تقريبا هى المنطقة الاستوائية

• نظرا لأن نهر النيل يجرى من الجنوب إلى الشمال من منطقة ذات أمطار غزيرة إلى منطقة عديمة المطر شديدة الحرارة فكلما جرى النيل خطوة نحو مصبه أفقده ذلك جزءا من مائه وليس هذا شأن الأنهار عادة فبالنسبة لنهر الأمازون والذى يجرى فى منطقة مطرها دائم وغزير فهو كلما سار نحو مصبه ازداد ما يحمله من الماء رغم ما يفقد بالتبخر

• إن مصبه عند دمياط ومخرجه من بحيرة فيكتوريا كلاهما واقع أحدهما شمال الآخر لا يفصلهما غير درجة طولية واحدة

• المصدر الأول لمنابع النيل هو منابع النيل الاستوائية والتى تقع فى هضبة البحيرات وسميت بهذا الاسم لأن فيها 5 بحيرات كبيرة كلها تغذى النيل ويزيد ارتفاع الهضبة عن 1200 م فى المتوسط وهذه البحيرات هى: فكتوريا وكيوجا وإدوارد وجورج والبرت

• مساحة بحيرة فكتوريا نحو 69000 كم2 وأكبر طول لها من الشمال إلى الجنوب نحو 320 كم وأكبر عرض 275كم ومتوسط عمق البحيرة 40 م وسطح البحيرة يعلو بنحو 1135م على سطح البحر وهى الخزان الأكبر لمياه النابع الاستوائية وهى كثيرة الجزر. وهناك كثير جدا من الأنهار التى تغذى البحيرة ومياه البحيرة عذبة ولونها أزرق وفى بعض أرجائها نافورات يرتفع منها الماء فوق سطحها وعند هبوب العواصف تتحرك المياه وتثير أمواجا عالية

• ومساحة بحيرة كيوجا 7500 كم2 وهى أشبه بمستنقع عظيم قليلة العمق (من 4-6 م فقط)

• ومساحة سطح بحيرة إدوارد حوالى 2200 كم2 وماؤها فيه شيء من الملوحة وتصب فيها أنهر كثيرة

• ومساحة سطح بحيرة جورج نحو 300كم2 وتحف بها من الجنوب خلجان عديدة هى بقايا فوهات بركانية منظرها جميل
• ومساحة بحيرة البرت 5300 كم2 ومتوسط عمقها نحو 12م والبحيرة ماؤها عذب فى الوسط ومع بعض الملوحة بالقرب من السواحل. وهى عرضة لهبوب أشد العواصف وأقساها فجأة من غير سابق إنذار وتوجد عدة عيون حارة ونافورات طبيعية يتصاعد منها البخار ويسمع صوتها من بلدة كيبيرو الواقعة على ساحلها الشرقى

• يدخل نيل فيكتوريا إلى بحيرة ألبرت ويخرج منها باسم جديد هو بحر الجبل ويتجه شمالا مسافة 1156 كم حتى يتصل ببحيرة نو التى هى بداية النيل الأبيض
• ويلتقى السوباط بالنيل البيض فلا تمتزج مياههما تمام الامتزاج حيث تبق مياه السوباط الملأى بالرواسب منفصلة عن مياه بحر الجبل المخضرة ويمكن مشاهدة الخط الفاصل بينهما لمسافة بعيدة بعد التقائهما

• المصدر الثانى لمياه النيل هو هضبة الحبشة مترامية الأطراف وارتفاعها يتراوح بين 2000 إلى 2500 م ولكن لها عدة قمم عالية قد تصل إلى 4000م وتسيل من هذه الهضبة أنهار كثيرة جدا تتجمع فى بحيرة تانا (طانا) ملقية على جوانبها وقاعها ما تحمله من الرواسب فيخرج منها ماء النيل الأزرق نظيفا لا يحمل من الرواسب شيئا و النيل الأزرق نهر شديد الانحدار فى كل مجراه من بحيرة تانا إلى الخرطوم فمستوى البحيرة 1840م والخرطوم أقل من 400م فوق سطح البحر فيكون الانحدار 1440م فى مسافة 1622 كم

• وفيما بين الخرطوم وأسوان لا ينصب فى النيل نهر أو رافد ذو شأن سوى العطبرة

• أما الذى يلفت النظر فى جريان النيل من أسوان إلى القاهرة فهو أن النهر يميل دائما التزام الجانب الأيمن من الوادى فهو لا يتحول إلى الناحية اليسرى قليلا إلا ليعود فيلتزم الناحية اليمنى ومعنى هذا أن النهر يلقى برواسبه على الجانب الأيسر ودائب فى نحت جزء يسير من الجانب الأيمن بحيث يكون السهل الفيضى عن اليسار وعلى اليمين ضفة مرتفعة

• انحدار النيل من أسوان إلى البحر فى غاية الاعتدال ويتراوح بين 1: 000و10 و 1: 000و14 فلا هو سريع الانحدار جدا يعوق الملاحة كما هو الحال فى إقليم الحبشة أو إقليم الشلالات ولا هو بطيئ حدا كالنيل الأبيض أو بحر الجبل فى منطقة السدود حيث المستنقعات ومستوى النهر فى شمال السودان 83م وفى القاهرة 12م فوق سطح البحر

• وهناك من الدالات ما هو ذو فرع واحد رئيسى أو له مصبان رئيسيان أو ما له عدة مصبات رئيسية ونهر النيل من النوع الثانى وطول فرع دمياط 242كم وطول فرع رشيد 236كم لكن فرع رشيد أهم الفرعين من حيث اتساع المجرى ومقدار ما يحمله من الماء فمتوسط سعة فرع رشيد 500م ودمياط 270م ويمكن للمسافر ملاحظة ذلك فطول كبرى بنها 285م وطول كبرى كفر الزيات 530 م

• يقسم كل نهر فى العادة إلى ثلاثة أقسام فالجزء الأعلى يكون كثير الشلالات والجنادل والخوانق كثير النحت والتحطيم والحفر والجزء الأوسط يكون فيه النهر أكثر اتساعا وجنادله وشلالاته قليلة أو منعدمة وانحداره متوسط وفى الجزء الأدنى يكون النهر بطيئ الجريان متسعا كثير الالتواء والنيل خارج تماما عن هذا النظام إلا فيما بين أسوان والبحر لذلك يرى مؤلف الكتاب أن النيل لم تكن نشأته وتطوره كنهر واحد بل أجزاء منه تكون كل منها على حدة إلى أن حدثت أمور أدت إلى اتصالها فكونت نهرا واحدا

• تطورت الدلتا حيث ذكر اصطرابون مالا يقل عن 7 مصبات مختلفة منها فرعى دمياط ورشيد وذكر أسماءها وزاد عليها بطليموس فرعا آخر وقد تغيرت الحال فزال الكثير من هذه المصبات

• لقد ألفنا أن نرى بحر يوسف يجرى فى مجراه الملتوى حتى ينتهى إلى منخفض الفيوم وهو يمثل ظاهرة شاذة فى جغرافية السهل الرسوبى للنيل. ويوشك ألا يكون له نظير فى جغرافية أى نهر آخر. انه يخرج من النيل فى منطقة تبعد عن القاهرة بنحو 400كم فليس هناك ما يدعو لأن تبدأ ظاهرة التفرع بالقرب من ديروط أو منفلوظ ثم تختفى بعد ذلك تماما حتى تظهر فى صورتها المعروفة شمال القاهرة . ان بحر يوسف مجرد مجرى ضئيل فما الذى يدعو إلى خروج جزء يسير من ماء النهر سالكا طريقه الخاصة التى تصل به إلى الفيوم. لقد عالج الباحثون هذا الموضوع لإيجاد بعض التفسيرات

• إن منابع النيل فى أواسط أفريقيا واقعة كلها فى المنطقة الاستوائية حيث متوسط حرارة كل يوم تختلف اختلافا قليلا عن باقى الأيام فأعلى متوسط حرارة فى أبريل تصل إلى 22.3 درجة وهى أقل ما تكون فى يوليو حيث تصل إلى 20.4 ويلاحظ أن درجة الحرارة أكثر انخفاضا عن معظم الجهات الاستوائية بسبب الارتفاع عن سطح الأرض غير أن الاختلاف بين الليل والنهار قد يصل لنحو 11 درجة وهو من خصائص الأقاليم الحارة
• إن متوسط ما يسقط على الهضبة الاستوائية من مطر نحو 1200مم ويصل فى بعض المناطق قريب من مترين وتتركز الأمطار عادة حول شهر أغسطس. وفى أوغندة كثير ما يصاحب المطر عواصف رعدية قد يبلغ عددها فى العام نحو 100.

• وفى الخرطوم نجد أن شهر يناير هو أقل أشهر السنة حرارة ويبلغ متوسطة 22.5درجة ثم ترتفع الحرارة حتى تصل إلى حدها الأقصى فى يونيو حيث المتوسط 1و 31 وتبلغ كثيرا الأربعين أو أكثر وقد تبلغ فروق فى يناير بين الليل والنهار الى نحو 15 درجة فى المتوسط

• وهناك ظاهرة جوية معروفة عند أهل السودان وهى الهبوب وهى زوبعة إعصارية تحمل مقادير هائلة من التراب والرمل وأحيانا تكون من الشدة بحيث تقلع الأشجار وتقلب عربات الترام وتهدم سقوف المنازل وإقليم الخرطوم هو الذى اشتهر بحدوث الهبوب الذى هو عادة فى أشهر المطر واكثر حدوثه فى يونيو ويوليو وقد لوحظ فى الخرطوم أن سحبا من التراب والرمال قد سقطت على المدينة دون أن يصاحبها رياح كأنما الزوبعة فقدت قوتها قبيل الخرطوم وكل ما نال المدينة هو هذه الرواسب

• بالنسبة لمناخ هضبة الحبشة فالمطر غزير يسقط كله فى موسم واحد محدود بعكس المطر فى الهضبة الاستوائية الذى يتوزع على طول السنة وفى الهضبة وديان عميقة ومنخفضات تشتد فيها الحرارة وعلى النقيض توجد أماكن شاهقة الارتفاع حيث قمم الجبال على ارتفاع 4500م يكسو بعضها الثلوج ولكن أكثر الهضبة من النوع الوسط بين 1700 و 2400 م والجزء العامر من الهضبة واقع كله فى هذا الإقليم ومتوسط درجات الحرارة فى يناير 3و 27 وفى أغسطس 5و 25 لان فصل المطر الغزير فى يونيو وأغسطس و سبتمبر أما فى الشتاء فتقل الأمطار حتى تنعدم فى ديسمبر ويناير وفبراير وأديس أبابا مثالا حسنا لاعتدال الجو وهى ترتفع 2440م عن سطح الأرض ومقدار ما يسقط عليها فى السنة 1259مم منها 924مم فى يونيو ويوليو وأغسطس وسبتمبر

• تقسم مصر مناخيا إلى الإقليم الواقع جنوب المنيا وهو الذى لا يتأثر بالانخفاضات الشتوية والربيعية والإقليم الواقع شمالها وهو الذى يتأثربها وهذه المنخفضات نادرة فى يونيو ومنعدمة تقريبا فى أشهر الصيف وأوائل الخريف وهى أكبر ظاهرة تسبب تغيرا فى طقس مصر ولولاها لما حدثت الأمطار الشتوية ولا هبت رياح الخماسين ولا العواصف الرعدية ، والحرارة فى مصر تكون أقل ما يمكن فى يناير وأعلاها فى يوليو وهى تقل تدريجيا نحو الشمال

• أما الإقليم الجنوبى فكله مناخ صحراوى حار لا ينزل فيه المطر إلا نادرا وهناك حالات شاذة كأن ينزل المطر غزيرا كأنما ينصب من أفواه القرب نتيجة زوبعة إعصارية خرجت عن طريقها المألوف وهذا النوع لا يحدث سوى مرة كل عشرة أو عشرون عاما فيغذى أعشابها وأشواكها فينعشها بعد ذبول وجفاف طويل

• ويمكن تقسيم مصر السفلى إلى ثلاث أقسام وهى قسم صحراوى ما يسقط فيه من مطر لا يزيد عن 25مم وهو الواقع جنوب السويس إلى بحيرة قارون والثانى قليل المطر من 25 إلى 100مم أما الثالث فمن 100 إلى 205 مم وهو إقليم البحر المتوسط وهو أقل فى الشرق منه فى الغرب وهو فى رشيد 153 ودمياط 124 والإسكندرية 204 وبور سعيد 83

• الإسكندرية أدفأ فى فصل الشتاء فى المتوسط من القاهرة و أكثر بلاد الصعيد وهى أقل حرارة فى الصيف من القاهرة والفرق بين النهايات الكبرى والصغرى فى الإسكندرية يبلغ 7 أو 8 درجات أى أن الليل أدفئ وحرارة النهار ألطف وهناك ظاهرة أخرى ليس من السهل تعليلها وهو أن شهر أغسطس هو أكثر شهور السنة حرارة بينما فى بلاد القطر الأخرى يوليو هو أحر الشهور لذلك يتخلف شهر الحرارة القصوى فى الإسكندرية عنه فى القاهرة بحوالى 15 إلى 20 يوما

• رياح الخماسين تبتدئ جديا من شهر فبراير وتنتهي فى منتصف يونيو و أكثر الشهر تعرضا لهبوب الرياح هو شهر أبريل ورياح شهر فبراير لأنها ليست شديدة الحرارة فإنها تمر دون أن يشعر بها أحد أما فى أبريل فهى التى يعرفها الناس أنها الخماسين حقا حيث ترتفع الحرارة وقد تصل إلى 40 – 46 درجة والتى عادة ما تحمل معها مقدارا كبيرا من الرمال غير أنه من المهم أن نوضح أن درجة 40 مع الجفاف خير بكثير من 30 مع الرطوبة

• يمكن تقسيم حوض النيل نباتيا إلى المنطقة الصحراوية البحتة وهى النصف الشمالى لحوض النيل والمنطقة غير الصحراوية ورغم وجود منطقة البحيرات الكبرى وسط الأقطار الاستوائية فلا تتمثل فيه الغابات الاستوائية الكثيفة أحسن تمثيل والذى يمثلها هو حوض الكنجو الذى يمتلئ بغابات (السلفا) حيث تتكاثف الأشجار وترتفع فى الهواء علوا شاهقا وتتلاصق تيجانها كل بجانب الآخر حتى تحجب ضوء الشمس من أن يصل إلى باطن الغابة ويصل بين كل شجرة وما يليها نباتات متسلقة يلتف بعضها حول بعض– تلك الغابات يكاد اجتيازها أن يكون ضربا من المستحيل لشدة ظلامها وأبخرتها وحرارة باطنها

• غير أن القسم الأعظم من حوض النيل غير المنطقة الصحراوية يقع فى حوض السفانا ( منطقة الحشائش) فحيث توافرت الحرارة والأمطار تكون الحشائش مرتفعة ارتفاعا كبيرا والتى تبلغ من 2-4م حيث تقل الأشجار وتكون ذات جم صغير وارتفاع قليل

• وهناك منطقة الحشائش متوسطة الارتفاع من 1-2 م وهى أكثر انتشارا من سابقتها حيث يستمر فصل الجفاف أحيانا من 3-5 أشهر وفى أثنائه تحترق الأعشاب وتجف جذوع الشجر وتعلوها طبقة من الدخان غير أنه لا يكاد الغيث ينزل حتى تندفع الأعشاب فى نموها بطريقة يتعذر علينا تصوره فلقد يسبر المرء أول الربيع فى طريق يراه معبدا واضحا ثم يعود بعد يومين أو ثلاثة بعد أن سقط الغيث فإذا الحشائش قد نبتت حتى استحال على المسافر أن يتبين التهج الذى سار فيه بعد أن اندثرت معالمه ونمت حشائش يبلغ ارتفاعها مترا أو مترا أو مترين أما الأشجار المنتشرة فى هذه المنطقة وأكثرها من السنط والطلح قد يبلغ ارتفاعها من 13- 15 م وأكثرها له خاصية فريدة وهى أن جذع الشجرة يعلوها تاج مفرطح واسع قليل السمك بحيث يجعل الشجرة فى شكل المظلة ولعل ذلك لأكثر ملائمة لإقليم تهب فيه الرياح باطراد وشدة فتمر بهذا الشجر دون أن تلحق به عطبا كثيرا

• نباتات المستنقعات: نظرا لصعوبة تصريف مياه الأمطار بسبب استواء الأرض فى أجزاء كثيرة من حوض النيل الأعلى ولأن الأرض لا تتشرب المياه بسهولة فان تكوين المستنقعات سهل جدا، وفى أوغندا مثلا قد يتحتم ردم طرق وسط المستنقعات وفى السودان الجنوبى كثيرا ما يقيم الأهالى حاجزا يحول دون تسرب المياه إلى قراهم ومنازلهم.

• فى فصل المطار تتحول مساحات شاسعة فى جنوب السودان إلى مستنقعات أو سهول عشبية تغمرها المياه وفى الجزء الأدنى من بحر الغزال مستنقعات دائمة طول العام

• ووجود المستنقعات فى حوض بحر الغزال وبحر الجبل قد نشأ عنه ما يسمى بالسدود والسد عبارة عن كتل من النباتات تعترض النهر وهى إما أعشاب تنمو فى قاع النهر وأوراقها وأغصانها تطفو على وجه الماء. وإما كتل ضخمة من النباتات مندمجة بعضها مع بعض وقد يبلغ سمكها 5-7م وطولها قد يبلغ ميلا وبعض ميل.وحين يحل فصل المطر تهب العواصف فتقتلع هذه النباتات ويدفعها التيار حتى يلقى بها فى النهر بمقادير هائلة حيث تقف عند وجود عقبات ويتلوها غيرها حتى تكون كتلة ضخمة تسد مجرى النهر، حتى يكون مستوى النهر وراء السد أعلى من مستواه أمام السد. وتجرى المياه بسرعة من تحت السد حاملة كثيرا من النباتات والأعشاب. وبذلك يزداد حجم السد من أسفله ويمضى الزمن يصبح السد كتلة قوية متينة بحيث تسير فوقه الناس والفيلة والماشية. وهناك اهتمام بتطهير النهر من هذه السدود.

• بالنسبة للأحوال المائية فبالنسبة لأى نهر فان مقدار ما يحمله النهر من الماء يتوقف على سقوط الأمطار أو ما يسيل من الجليد حين يذوب هذان عاملا زيادة، وهناك عوامل نقص كالتبخر والتسرب إلى باطن الأرض
على أن كثيرا من الأنهار كالراين والرون فى أوربا تستمد جزءا عظيما من مائها من ذوبان الجليد وليس هو الحال فى نهر النيل

• إن أمطار الهضبة الاستوائية دائمة طول العام تقريبا وان زادت زيادة واضحة فى الربيع والخريف والمتوسط السنوى لتصرف نيل فيكتوريا عند شلالات ريبون إلى النيل هو 667 متر مكعب فى الثانية والذى تفقده بحيرة فيكتويا من البخر أكثر من ذلك إذ أن نسبة الفقد بالبخر إلى ما ينصرف منها إلى نهر النيل حوالى 80% ويخرج الماء من بحيرة البرت أكثر ماءا من نيل فيكتويا غير أن ما يفقد بعد ذلك فى إقليم المستنقعات ضخمة جدا بحيث كل ما يصب فى نهر النيل من الهضبة الاستوائية وأمطارها الغزيرة هو نحو 475 متر مكعب فى الثانية وهذا لا يعادل أكثر من جزء من مائة جزء من أمطار الأقاليم الاستوائية

• بالنسبة للنيل الزرق فانه يزداد ضخامة وقوة فى كل خطوة يخطوها حتى يصبح تصريفه فى وقت الفيضان 5000 أو 6000 متر مكعب ثانية أما نيل فيكتوريا يتحول إلى نهر البرت ثم إلى بحر الجبل ولا يزال يفقد من مائه وقوته حتى يصبح تصريفه لا يكاد يبلغ عشر تصريف النيل الأزرق

• ولا يزال النيل الأزرق هو المهيمن على نظام النيل وجريانه ففيضان النيل معناه قبل كل شيئ فيضان النيل الأزرق، ونقص النيل معناها نقص النيل الأزرق وإذا كانت مصر هبة النيل فهى هبة النيل الأزرق

• يوجد على نهر النيل من منبعه إلى مصبه ما لا يقل عن 87 مقياسا منها مقياس الروضة ويرجع تاريخه إلى أكثر من ألف عام والمقاييس هامة فى التعرف على تصرف النهر أى مقدار ما يجرى فى النهر من ماء فى مكان ما بغية معرفة مقدار ما يجرى فى النهر من ماء فى كل جزء من أجزائه

• والمهم فى المقياس أن يكون مثبتا إلى جانب النهر تثبيتا متينا ومقياس الروضة مثلا عبارة عن قطع من المرمر ذات أبعاد متساوية مثبته فى جدار قائم متين بحيث تكون هى والجدار كتلة واحدة

• ومن المهم أن نلفت نظر القارئ إلى أن نقطة الصفر مصطلح قد يكون معناه الحد الأدنى لمستوى النهر أو أفل من ذلك أو أكثر ونقطة الصفر فى المقاييس الواقعة بمصر هى مستوى سطح البحر المتوسط فإذا قلنا أن مقياس الروضة سجل 18 مترا فمعنى هذا أن مستوى النيل ارتفع فى الروضة حتى أصبح أعلى من مستوى سطح البحر بثمانية عشر مترا ومن المهم اتخاذ التدابير ضد الفيضانات العالية فإذا سجل مقياس الرصيرص رقما عاليا (20 أو 21) أمكن اتخاذ التدابير الواقية قبل حلوله بنحو 14 بوما

المصدر: كتاب نهر النيل للدكتور محمد عوض
  • Currently 179/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
63 تصويتات / 2149 مشاهدة
نشرت فى 11 مارس 2010 بواسطة BADERSHEEN

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,258