الزنا من أكبر الكبائر لما ينتج عنه من مفاسد وأضرار، قال تعالى: { والذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا } (الفرقان: 68-69).
في هاتين الآيتين الكريمتين بيان لمرتبة الزنا بين الرذائل، فأكبر الكبائر هو الشرك بالله، ثم يليه القتل بغير الحق، ويأتي الزنا في المرتبة الثالثة من حيث بشاعة الجرم.
مفاسد الزنا
قال تعالى: { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا } (الإسراء: 32). وقال تعالى: { ولاتنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلاً }. (النساء: 22).
لقد وصف الله تعالى في هاتين الآيتين الزنا بثلاث صفات هي:
أنه فاحشة : لما يحدثه من فساد الأنساب واختلاطها مما يؤدي لخراب العالم، حيث لا يقبل الشباب على الزواج والإنجاب.
أنه ساء سبيلا: لأنه يقضي على إنسانية الإنسان، ويجعله شبيهًا بالبهائم في تكالبها على قضاء شهواتها دون تمييز.
أنه مقت : حيث إن الفطرة السليمة ترفض الزنا، وتمقت وتكره فاعل هذه الجريمة المنكرة.
وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الزنا إذا ظهر وفشا فإن هذا يكون إنذارًا بخراب العالم، وعلامة من علامات قيام الساعة. وقال صلى الله عليه وسلم " من أشراط الساعة : أن يرفع العلم،ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا .." (متفق عليه).
حتى الحيوانات تكره الزنا!!
كان الصحابي عمرو بن ميمون في رحلة لليمن، وهناك بين الشعاب والجبال رأي مجموعة من القرود في منظر عجيب، يصفه لنا فيقول: رأيت في الجاهلية قردًا زنى بقردة، فاجتمع القرود عليهما، فرجموهما حتى ماتا .(البخاري).
وفي رواية أخرى: أن القردة كانت جالسة، وزوجها نائم على رجلها، فأتى قرد غريب، فغمزها، فسحبت قدمها من تحت رأس زوجها، وتبعت القرد الغريب، فلما استيقظ الزوج وشم زوجته أدرك خيانتها، فصرخ ، فتجمعت القردة ورجمت الخائنة والقرد الغريب.(أحمد).
ومن هذا الحدث العجيب يتضح لنا أن الفطرة السليمة تستقبح الزنا، حتى عند بعض الحيوانات.
ساحة النقاش