يقول الله سبحانه وتعالى: "ويل لكل همزة لمزة". والهمزة اللمزة هو الذي يعيب الناس في حضورهم وفي غيبتهم بلسانه أو بالإشارة بالعين، وهي خائنة الأعين. ويصف الله هذا الهمزة اللمزة بأنه "جمع مالاً وعدده"، أي جمع المال وفاخر بعدده وكثرته، وأضاف إلى ذلك أنه منعه وأمسكه عن سبل الطاعة، فكان مناعاً للخير. فأضاف إلى ازدراء الناس الفخر والكبر بما آتاه الله.
وجزاء هؤلاء الويل، وهو العذاب الشديد في الحطمة، والحطمة هي دركة من دركات جهنم تحطم وتكسر كل ما يُلقى فيها، وتحرق الأجساد حتى إذا وصلت إلى القلوب خلقوا من جديد ليذوقوا العذاب، ليستمر عذابهم؛ فهم أحياء في معنى الأموات، يموتون في كل لحظة، خالدين في جهنم.
ويقول الله في شدة عذابهم : "إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة".
فهذه الحطمة مؤصدة، أي أن النار تكون مغلقة ومطوَّقة على الكافرين بأعمدة طويلة، بحيث لا يمكن لهم الفرار منها.
وهذا تصوير لشدة العذاب المحيط بهم، حيث تكون النار محكمة الإغلاق وتحيط بالكافرين من جميع الجهات بعذاب شديد ومستمر.
ساحة النقاش