تعتبر الهوامير من اهم الاسماك التي تعيش في قاع البحار والمحيطات الدافئة والمعتدلة تجاريا وهي من ضمن عائلة سرانيدا SERRANIDAE حيث يوجد اكثر من 375 فصيلة من ضمن هذه العائلة وتتراوح احجامها بين 30 سم و3,7 أمتار وتعيش قرب الشعاب المرجانية وحطام السفن الغارقة وأرصفة الموانئ فالأنواع الكبيرة منها عنيفة وقوية وتتغذى على الاسماك، القباقب، الربيان، الخثاق، الاخطبوط.. وحتى البواليل الصغيرة..
الباحث المهندس خليل ابراهيم يخص الـ «القبس» بدراسة علمية شاملة وقيمة عن الهامور والاسماك المهددة بالاختفاء من المياة الكويتية كالبرطام والسمان والفرش والدبسه والنيسرة وغيرها من الاسماك التي سنتطرق اليها من خلال هذه الدراسة ،،
في البداية، قال: سمكة الهامور تميل الى العيش في مجموعات صغيرة جدا ما عدا في حالات التزاوج، حيث ترحل لمسافات طويلة الى أماكن محدودة وفي ايام محدودة من الشهر العربي ويسمى GROUPER EXAGERATION مما تكون عرضة للصيادين اذا عرفوا أماكن وأوقات تجمعاتها، كما هو في حالة الشعم والسبيطي لم يكن احد يعرف مكان تجمعها في منطقة الدفان لغرض التزاوج ووضع البيض الا في أواخر السبعينات من شهر فبراير الى مارس من كل عام، وان الشعم والسبيطي لم يتعرضا للاستنزاف الشديد كما هو الحال في الهامور، على الرغم من انه يتم صيده على مدار السنة من دون مواسم المنع وبعد الالتزام بالاحجام القانونية لها وعدم الالتزام بالعدد الأقصى المسموح صيده لكل صياد وذلك لان الشعم والسبيطي معدل نموهما اسرع من الهامور وطاقة التبيض عنده عالية وحتى في الاسماك الصغيرة منه.
ويقال ان احد القوارب كان يجر كوفة قرب جزيرة ام المرادم، و بعد رفع الكوفة وجدت مملوءة بالهوامير (يعتقد انها تجمعت في منطقة رملية لغرض التكاثر) واغلب الهوامير تمتاز بتغيير الجنس خلال عملية النمو فهي تبدأ عند البلوغ كأنثى ثم تتحول الى ذكر في المراحل اللاحقة من العمر ما عدا النوع المسمى GOLIOTH GROUPER او JEW GROUPER الذي يعيش بين الاميركتين يكون جنسا واحدا مدى الحياة أي ذكر أو انثى وهنا سنتطرق الى الهامور الكويتي وهامور آخر منقط كان يتواجد في المياه الكويتية ويبدو انه انحصر تواجده حاليا في مياه المناطق الجنوبية للخليج ويسمى في دولة الامارات العربية المتحدة، «سمان» اما اسمه العلمي Epinephelus chlorostigma. ويكون بحجم الهامور العادي ويختلف في مظهره بان عليه نقاطا بنية داكنة وانحناء ذيله الى الداخل اما اسم الهامور الكويتي العلمي Epinephelus cotoides وكان يسمى سابقا بالخطأ E.tauvina ويبلغ هذا الهامور مرحلة البلوغ بين 3 الى 4 سنوات، وغالبا ما يكون طوله 45 سم ثم يبدأ عملية تغيير جنسه من انثى الى ذكر عند وصوله بين 59 سم الى 75 سم وهناك تقارير تذكر بانه يغير جنسه بين 55 سم الى 75 سم، البدن تغطيه بقع حمراء او بنية على اللون السائد وهو الرمادي الفاتح مع خطوط عريضة غير منتظمة غامقة على البدن، اما النوع الآخر والاقرب منه في العائلة يتواجد في بحر عمان والبحر المتوسط واسمه العلمي E.malabaricus وتتكون عليه بقع بيضاء وسوداء ولديه 19 شوكة في الزعنفة الظهرية، في حين الهامور الكويتي لديه 20 شوكة في الزعنفة الظهرية ولديه ثلاث اشواك صغيرة على غطاء الخيشوم من الخلف.
وتنقل يرقات وبيض الهامور بين المايتين مع التيارات المائية وتكون افضل درجات الحرارة له 30 مئوية ونسبة الملوحة ثلاثة في الالف، هناك تقارير عدة سواء من معهد الابحاث او من المسح الاقليمي لمصائد الاسماك تشير الى أن من النادر مشاهدة الهامور الذي فيه الحبل في المياه الكويتية وان نسبة تواجد الانثى اكبر من الذكور بنسبة 7 الى 1 في اغلب العينات، لكن السؤال من اين اتت تلك البواليل الصغيرة جدا التي لا يتعدى عمرها عدة اشهر قرب قصاصير وعوارض عوهة واقواع 25، علما بان تقرير المسح الاقليمي للمصائد البحرية يوضح بانه تم صيد اعداد من الهوامير التي لوحظ بها الحبول قرب جزيرة «حلول» القطرية وهي بين شهر مارس ومايو فقط، فالسؤال كيف وصلت تلك اليرقات إلى شمال الخليج في ظل وجود تيار معاكس ضد عقارب الساعة في الخليج ليتوبوغرافية القاع، الأعمق في السواحل الايرانية والضحل في السواحل العربية؟ أي ان الماء أول ما يدخل الخليج عن طريق المضيق يندفع باتجاه الممرات العميقة ثم يتجه بالتدرج باتجاه أقل عمقاً.
وانه لا بد من إعادة دراسة الهوامير بيولوجيا في المياه الكويتية والمجاورة.
وان هامور Golioth واسمه العلمي E.itajara الذي يعتبر من الهوامير الضخمة جداً ولا يوجد منه في الخليج، بل يوجد بين الاميركتين (خليج المكسيك والبحر الكاريبي)، حيث كان يسمى سابقاً JEW GROUPER أو Jewfish أي الهامور اليهودي والآن تغير اسمه إلى GOLIOTH لاعتراض المنظمات اليهودية على وضع هذا الاسم على سمكة ضخمة وسمينة وعنيفة، وذلك نقلاً عن SALT WATER SPORTSMAN وان أكبر حجم يصل إليه هذا الهامور هو 2,5متر ويصل 310 كيلوغرامات ويمكن ان يصل إلى 440، وعلى الرغم من كبر حجمه إلاّ انه يعيش في المياه الضحلة أقل من 30 مترا، هناك نوع آخر أكبر حجماً منه The Queenland Grouper واسمه العلمي Promicrops Lanceolatus ويعتبر من أسماك المحيط الهادي والهندي وينمو إلى طول 3,7 أمتار ويزن 500 كيلو غرام، الذي تعرض لغواص روسي قرب جزيرة مدغشقر وان الغواص المذكور لم يستمع إلى تحذيرات الأهالي بعدم الغوص في المكان المحدد، فاختفى عندما غاص ولم يخرج وذلك بشهادة مجموعة أخرى من الخبراء الذين نزلوا للبحث عنه، حيث وجدوا هامورا بحجم سيارة صغيرة مكان اختفائه، هذا نقلا عن خبير روسي عمل في الكويت من ضمن برنامج الأمم المتحدة للمسح الاقليمي للمصائد البحرية (تحت إدارة الفاو) في أواخر السبعينات، اما الفصائل الأخرى الموجودة في المياه الكويتية فهي من العائلة نفسها:
1 ــ قطو: اسمه الانكليزي Dustytail Grouper ويصل 76سم، واسمه العلمي Epinephelus Bleekeri.
2 ــ اشنينو: اسمه الانكليزي Yellowfin Hind ويصل طوله 35 سم واسمه العلمي Epinephelus Hemistiklos.
3 ــ قطو آخر واسمه الانكليزي Areolate Grouper ويصل طوله إلى40 سم واسمه العلمي Epinephelus Arelatus.
4 ــ برطام: اسمه الانكليزي White Blotched Grouper واسمه العلمي Epinephelus Jayakari ويصل طوله إلى 100 سم، هذا النوع يعتبر من الهوامير وشبه مختف من المياه الكويتية.
القطو وشنينو وبرطام من فصيلة الهامور
أغلب الهوامير تصطاد بواسطة القراقير وبعضها بواسطة خيوط الحداق، وتصطاد اعداد اخرى منها بواسطة الكوفة وكثير من انواعه يمكن الاقتراب منها بسهولة، مما يجعلها هدفا سهلا لمستخدمي مسدسات الغوص وغالبا ما يكون في كل قطعة (مستعمرة مرجانية) عدة هوامير ويكون بينها واحد او اثنان من الحجم الكبير هما قائدا المجموعة في تلك المستعمرة ووظيفتهما حماية المجموعة ومنع هوامير اخرى من دخول المستعمرة المرجانية، ولكي تستقر الهوامير في اي مستعمرة ولمدة طويلة لا بد ان تكون فيها ميافر (ملاجئ) لغرض الحماية من التيارات القوية عند اشتداد عملية المد والجزر، حيث من المعروف ان الهامور من طبيعة ضخامة تصميم بدنه وصغر زعانفه انه كسول لا يستطيع مقارعة التيارات السريعة، ومن ثم يلجأ الى الميافر (الملاجئ) ايضا لحماية نفسه من الاسماك التي هي اشرس منه وعند موت كبير الهوامير في المستعمرة وغالبا ما يكون ذكرا لسبب ما او اختفائه بواسطة الصيد يبدأ بتحويل من يليه بالحجم الى ذكر ليقود ويحمي المجموعة.
والهوامير تملك القدرة والمهارة للصيد بواسطة التخفي بين الميافر والشعاب المرجانية، وذلك عن طريق تغيير لونها ليتلاءم مع لون البيئة الجديدة ومن ثم القفز بسرعة واحكام على الفريسة ثم الرجوع الى الميفرة حتى تلتهمها من دون اي مضايقة من الاسماك الاخرى، فمن ميزة كبر فم الهامور وقدرة فجوة الفم على التمدد الى حجم كبير مساعدته على شفط المياه التي تسبح فيها الفريسة بقربة، وخاصة ان لون ولمعة عين الهامور الاخضر عاملان مهمان في جذب الاسماك الاخرى اليها ليلا حتى عند وجود ضوء قليل، وانافضل الاوقات للتغذي والصيد عند الهامور هو فترة ما قبل الغروب على ان يصادف مع وقفة الماية كذلك فترة ما قبل الفجر، حيث بداية ظهور قليل من النور، اما قبل الغروب فلدى الهامور احساس من واقع الغريزة انه يجب ملء جوفه من الطعام قبل الدخول في ليل طويل، وبالتالي لا بد ان يقوم بنشاط ملحوظ للصيد.
ساحة النقاش