هنالك أنواع مختلفة من الرياح على مدار السنة وفقاَ للتوزيعات الضغطية المؤثرة ، وكما بدأنا في المقدمة فإن البحارة في كل مكان لهم خبرتهم في أوطانهم ،
وفي دولة الإمارات أطلقت أسماءَ عديدة على مختلف أنواع الرياح التي تؤثر على الدولة :
1. رياح المزر
وهي رياح قوية تهب من اتجاه لآخر بسرعة 20 – 40 عقدة ، وتساعد على تجميع السحب في المنطقة التي تهب فيها وقد يصاحبها أمطار ولكنها لا تدوم سوى بضعة ساعات .
2. الفياضة
وهي ذات اتجاه محدد وهو الشمال الغربي وهي تشتد لفترة قصيرة تؤدي إلى ارتفاع ملحوظ ومفاجيء لموج البحر . وغالباَ ما يستدل عليها البحارة برؤية خط أفقي رفيع من السحاب وبذلك يحتاطون من أثارها قبل حدوثه إن أمكن .
3. الكوس والنعشي
تهب على السواحل الغربية والشرقية للدولة ولكن تأثيرها على السواحل الشرقية مثل الفجيرة وخور فكان أكثر وضوحاَ . وهي رياح صيفية بين الشمالية الشرقية والشرقية وتصاحبها أمواج عالية أحياناَ وطقس رطب على السواحل .
أما النعشي فهي رياح شتوية باردة ولها نفس الاتجاه أي شمالية شرقية إلى شرقية وتكون سرعتها أشد من رياح الكوس وعادة ما تصاحبها امطار .
4. المطلعي
تؤثر أيضا على السواحل الشرقية في فترة الصباح الباكر وعادة ما تكون معتدلة الحرارة والرطوبة أي تلطف الأحوال الجوية . وإذا كانت الرياح قوية فإنها تؤدي إلى هطول أمطار خاصة على المرتفعات .
5. اليولات
وهي رياح متغيرة الاتجاه حيث يتغير اتجاه الرياح في وقت قصير نسبياَ ، وهي تهب غالباَ في النصف الثاني من شهر أبريل على جنوب الخليج وتصحبها أمطار .
6. الرايحة
وهي رياح أصلها برية واتجاهها شرقي وتهب خلال شهري أغسطس وسبتمبر . يمكن ملاحظتها عند رؤية سحابة بيضاء كبيرة ذات نمو رأسي ضخم وهو ما يسمى سحب ركامية تتأثر بها المناطق البرية مثل العين وتتحرك نحو السواحل محملة بالرمال وأحيانا يعقب ذلك سقوط أمطار خاصة على المرتفعات .
7. لكيذب
هي رياح شتوية قوية يسبقها هدوء تام للريح ، وتظهر سحب رعدية مسببة أمطاراَ غزيرة مفاجئة ولكنها بعد ذلك تستمر فترة طويلة نسبياَ .
8. رياح الشمال والسهيلي
وهي رياح شتوية باردة معروفة لدى سكان المنطقة وغالباَ ما يسبق رياح الشمال السهيلي ( رياح السموم ) من ثلاثة إلى أربعة أيام ، وعند نهاية رياح السهيلي تهب رياح نشطة ويثور البحر وتستمر من أربعة أيام إلى أسبوع ، أحيانا ما تلحق بها رياح شمالية أخرى لتمتد لفترة أطول من أسبوع . ومن إحدى علامات الشمال الغربي كدلالة على هبوب رياح من هذا الاتجاه .
9. رياح الثمانين
وهي رياح شتوية أقوى من رياح الشمال حيث ترتفع الأمواج إلى أعلى حد لها وغالباَ ما تهب هذه الرياح في الفجر . ومن ملامح هبوبها هدوء البحر قبل حدوثها مثل رياح لكيذب . وتهب خلال شهر ديسمبر ، يناير والنصف الأول من فبراير .
10. الغربي
وهي رياح معتدلة تهب من جهة الغرب ويبتديء موسمها بعد نهاية فصل الشتاء مباشرة أي خلال مارس وأبريل . وبمقارنة اتجاه وشدة كل نوع من هذه الأنواع من الرياح المحلية نجدها تتفق مع التوزيعات الضغطية والكتل الهوائية التي تؤثر على دولة الإمارات العربية المتحدة خلال فصول السنة المتعاقبة . يضاف إلى هذه الرياح المحلية دورتان يوميتان وهما نسيم البحر ونسيم البر اللتان تتعاقبان خلال الليل والنهار . ويمكن تعريفهما كما يلي : وهو يهب من البحر في اتجاه اليابسة خلال النصف الثاني من النهار والسبب في ذلك هو ارتفاع درجة حرارة الأرض حيث يكون فوقها منطقة ضغط منخفض نسبي لأن الهواء الملامس للأرض يسخن ويرتفع لأعلى وينجذب إليه هواء من البحر الذي يتكون فوقه منطقة ضغط مرتفع نسبياَ حيث أن درجة حرارة الماء الملامس له تكون أبرد من الأرض .
نسيم البر
يحدث في النصف الآخر من اليوم أي أثناء الليل والصباح الباكر حيث تكون عملية عكسية للأولى فتكون درجة حرارة الماء أعلى من درجة حرارة الأرض ليلاَ لأن الأرض تفقد حرارتها لفترة أطول والسبب في ذلك أن الحرارة النوعية للماء تساوي ثلاثة أضعاف الحرارة النوعية للأرض . فالأرض تكتسب الحرارة بسرعة وتفقدها بسرعة بينما الماء يكتسب الحرارة ببطء ويفقدها ببطء أيضاَ .ونسيم البحر أشد قوة وأكثر تأثيراَ من نسيم البر وتتوقف شدته على الفصل المناخي وطبيعة الأرض المجاورة وكذلك الكتل الهوائية السائدة , وقد يصل تأثير نسيم البحر إلى عمق يتراوح بين 20 – 40 كم داخل الأرض .
مدى أهمية الرياح بالنسبة للصيادين والملاحين
مما سبق يمكننا القول بأنه يمكن التنبؤ بحالة الطقس بعد تحليل ودراسة خرائط الطقس المتعددة السطحية ،العلوية والبحرية وذلك بالاستعانة بصور الأقمار الصناعية التي تمكن من تحديد مراكز الضغط المنخفض والمرتفع والكتل الهوائية المؤثرة على البحر خلال الفترة القادمة وباستخدام الجداول الخاصة التي تربط العلاقة بين سرعة الرياح وارتفاع الموج وبالتالي يمكن إصدار التنبؤ البحري المطلوب والذي يتضمن تحذير بحري إن استدعت الأحوال الجوية ذلك ، كما يشمل اتجاه وسرعة الرياح المتوقعة في المنطقة المطلوبة .
ومن الواضح أن الرياح بمختلف أنواعها تؤثر على نشاط الإنسان اليومي خاصة إذا أرتبط هذا النشاط بعمليات صيد الأسماك في عرض البحار وممارسته لبعض الأنشطة كالرياضات البحرية وغيرها حيث تلعب الرياح دوراَ رئيساَ في حركة الأمواج والتيارات التي تزيد مع سرعة واندفاع الرياح .
عرف الإنسان ومنذ القدم أوقات ومواسم الرياح خاصة في البيئات البحرية ، حيث أنها تترك أثراَ مباشراَ على نشاطه فتؤثر في سرعة واتجاه قوارب الصيد الشيء الذي دعاه إلى اتخاذ التدابير الملائمة التي تضمن من سلامة رحلات صيد الأسماك وطاقم الرحلة .
إن نشاط الرياح في مواسم معينة كفصل الشتاء ، يؤدي إلى اضطراب الأمواج بصورة هائلة فتتعرض قوارب الصيد الموجودة في عرض البحر إلى التأثر بهذه الأمواج التي تدفع بها إلى الصخور والشعاب المرجانية فتصطدم بها وربما تكسرت بفعل الرياح والعواصف العاتية . كذلك تتسبب حركة الأمواج العاتية في نشوء تيارات بحرية مختلفة السرعة فتعمل على تحريك الكتل المائية من منطقة لأخرى جالبة معها الأغذية من المياه العميقة والساحلية فتتشكل بيئات غنية تذخر بالعديد من أنواع الأسماك التي تهاجر إلى هذه المناطق ربما لتكمل نضجها وتكاثرها في هذه البيئات وهنا تصبح هذه البيئات محط نظر الصيادين الذين تعرفوا على هذه المناطق واستفادوا منها في عمليات الصيد .
أسهم التطور التقني ودراسات الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية في توفير كل المعلومات الضرورية عن حالة الطقس حيث يتسنى للصيادين معرفة التنبؤات بحالة الطقس قبل وقت كاف من وقت خروجهم لرحلة الصيد وهذه المعلومات متاحة في كافة وسائل الأعلام ، غير أن الكثير من المواطنين خاصة ذوي الخبرة منهم والذين عملوا في مهنة الصيد لأوقات طويلة استطاعوا بفضل خبرتهم عبر السنوات الطويلة من التعرف على أوقات ومواسم هذه الرياح فأصبحوا مرجعاَ لكل السائلين والمستفسرين ودليلاَ لأبناء وأجيال المستقبل .
من هذا العرض يتبين مدى العلاقة والاهتمام المتبادل بين الأرصاد ومرتادي البحر من صيادين وهواة .
ساحة النقاش