مثل البحر في حياة إنسان السواحل أسلوب وطريقة حياة , وقد لعب البحر دوره في علاقات التأثير التي وضحت في أسلوب حياة إنسان الإمارات حيث صنع مع الصحراء مفردات بيئة العربي القديم التي حباها الله بخيراته فانبثق البترول من بين رمالها ودخلت معه البلاد عصرا جديدا من التطور والرفاهية , وظل الوفاء للبحر سمة من سمات البدوي , وظل السمك طعاما مفضلا للأسرة .
وكان لابد من رد الجميل , الذي جاء هذه المرة في صورة سبر لأغوار البحر بأحدث الطرق والأساليب التي أتاحها التطور وانطلاقا من كلمات القائد رئيس الدولة , “ علينا أن نواصل التقدم سواء بقى البترول أو لم يبق “ , من أجل ذلك كله نبتت فكرة إنشاء مركز لتربية الأسماك في إمارة أم القيوين بالتعاون مع الوكالة الدولية للتعاون الفني “ جيكا “ وسرعان ما تحول إلى مركز يشمل كل الأحياء البحرية .
وقد اختيرت أم القيوين كمقر للمركز لاتساع ونظافة الخور الذي تكثر فيه أشجار القرم التي تعتبر ملجأ مناسبا لتكاثر الاسماك وحددت عشرة أصناف للتربية بالمركز أهمها الصافي والبياح والروبيان , وذلك لامكانية نجاح تربيتها وكونها أنواعا ذات قيمة استهلاكية مرغوبة , وتقع أقسام المركز داخل مياه البحر , وفى المركز يوجد 60 نوعا من أسماك الدولة البالغ عددها 300 نوع , موزعة على 29 حوضا طبيعيا , والبعض الآخر محنط في مادة الفورمالين نظرا لعدم القدرة على الحصول عليه حيا .
ومن الأسماك الموجودة بالمركز الهامور والشعرى والصافى والجابوط والبياح والنجرور والقرش والسلحفاه البحرية وأيضا أسماك المياه الحلوه التي تجرى عليها أبحاث رائدة لتربيتها في مياه نصف عذبة . ولكل سمكة مواصفات تعرف بها :
أسماك القرش بشراستها المعهودة , وسمكة اللوكة ذات الشوكة السامة في الذيل التي تربى لاستخدام جلودها كسماد للزراعة , وأسماك القفل العدو الأول للصيادين تأكل شباكهم وأجسادهم أيضا , والهامور الذي يصل وزنه في خمس سنوات إلى 100 كيلو , ويعيش من 20 إلى 70 عاما ولا تخلو سواحل الإمارات أيضا من أسماك الزينة مثل العنفور والنقرور .
وقد أجرى العديد من التجارب في المركز لتربية عشرات الآلاف من يرقات الأسماك المختلفة التي أعطت نتائج جيدة وعلى سبيل المثال فقد أمكن في المركز إجراء التجارب لتكاثر أسماك الصافى بجمع اليرقات من الطبيعة , ثم حفظها لمدة شهرين , وتغذيتها بمادة الكوريللا , كما أجريت التجارب الناجحة لتربية اسماك البلطي وجعلها تعيش في مياه نصف عذبة .

إعداد/ أمانى إسماعيل