|
الإنتاج السمكي
تتصدر صناعة صيد الأسماك - باستبعاد الصناعة الاستخراجية النفطية - النشاط الإنتاجي السلعي بدولة الإمارات العربية المتحدة , ولا يقتصر استخدام إنتاج تلك الصناعة على مقابلة الاحتياجات البشرية بالدولة بل يتم تجفيف شطر لا يستهان به من الإنتاج السمكي شمسيا ليستخدم فيما بعد كسماد زراعي . وبرغم عدم توافر الإحصاءات الدقيقة عن الدخل القومي الخاص بإنتاج السمك أو القوة العاملة , أو رؤوس الأموال المستخدمة في صناعة صيد السمك فإنه يستدل من مختلف الشواهد المتاحة أن ذلك النشاط الإنتاجي لعب ويلعب دورا رئيسيا في النشاط الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة , وبعبارة أخرى يمكن القول أنه فيما قبل اكتشاف واستغلال النفط فإن النشاط الاقتصادي بدولة الإمارات العربية المتحدة , كان محصورا في التجارة وصيد الأسماك , بل أنه يمكن القول أن “السماكة” كانت أهم مقومات الإنتاج السلعي , وبديهي أن اكتشاف واستغلال الموارد النفطية الغنية قد أدى بالتالي إلى تضاؤل مكانة حرفة الصيد في البنيان الاقتصادي القومي , سواء فيما يتعلق بها كمصدر للدخل أو للارتزاق أو كمصدر للعملات الأجنبية .
الإنتاج السنوي
إن الإنتاج السمكي في الدولة يغطى الاستهلاك المحلي على مدار السنة , بل ويفيض في أغلب الحالات عن الاستهلاك , ويعزى ذلك إلى غزارة الإنتاج بعد إدخال التحسينات المهمة على أدوات الصيد في إطار الاهتمام بتنمية الثروة السمكية , فقد ارتفع الإنتاج السمكي في دولة الإمارات من 1600 طن إلى أكثر من 95.1 ألف طن عام 1990 مقابل 85 ألف طن عام 1985 ألف طن في عام 1985 , وبمعدل زيادة قدرها 5% سنويا , وقد تم اصطياد ما مقداره 39245 طنا بقوارب صيد تعمل بالبترول وحوالي 29481 طنا بقوارب صيد تعمل بمحركات الديزل كما تم اصطياد 16684 طنا بالشباك الساحلية وذلك في عام 1987.
معدل إستهلاك الفرد
ويزيد معدل استهلاك الفرد داخل الدولة من الاسماك عن المعدل العالمي ليصل إلى 40 كيلو جراما في حين لا يزيد المعدل العالمي عن 18 كيلو جراما. ويتضح من توزيع جملة الإنتاج السمكي على مكوناته الرئيسية من الأنواع المختلفة في مياه دولة الإمارات العربية المتحدة أن الأسماك السطحية والمتوسطة تمثل الشطر الأكبر من إنتاج الدولة “79.1% “ أما أسماك الأعماق فإنها تمثل نحو “ 20% “ ولا يتعدى إنتاج القواقع والرخويات والقشريات 0.9% من إنتاج الدولة.
ويمتد موسم الصيد تحت الظروف المناخية لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من سبتمبر حتى يونيو , ويكاد يتوقف خلال شهري يوليو وأغسطس , ويتعرض معدل التشغيل لسفن الصيد إلى نمط موسمي شهري يترتب عليه تباين الإنتاج السمكي للسفينة من شهر إلى آخر , وفضلا عن ذلك فإن معدل التشغيل اليومي يتعرض لنمط موسمي آخر ناشئ بدوره عن الحركة الشهرية للقمر.
القوى العاملة
تعتبر صناعة الصيد في الخليج صناعة أصلية وعريقة حيث ينتشر الصيادون على طول سواحل الإمارات وقد تناقص عددهم بشكل حاد بعد اكتشاف النفط وتحول معظمهم للعمل في مجالات أخرى ولم يعد يتجاوز عددهم نحو 4 آلاف صياد طبقا لتقدير أجرى عام 1976 , ثم ارتفع إلى 7559 صيادا في عام 1982 , ونحو 10611 صيادا في عام 1988 منهم حوالي 7898 وافدا وحوالي 2713 مواطنا ويتركز معظمهم على الساحل الشرقي , وفى إطار الجهود المبذولة للاهتمام بالثروة السمكية تأسست جمعيات تعاونية لصيادي الأسماك في دبي وعجمان وأم القيوين وأبوظبي .
إعداد/ أمانى إسماعيل
ساحة النقاش