قُلتُ أنا المهلهل 
قصيدة من النثر 
بعنوان 
          الثَّغر الجاف 
سأهديكِ مع القلب الدِّماء 
وإن شئتِ: 
أُهديكِ كلَّ الاحشاء 
فلا تطلبي من الغيم شيئاَ 
ولا تطلبي قطرةَ ماء 
فأنا الماء وأنا القطر 
وأنا الواو مضمومةٌ
وفيها الباء  
فإليك يا قاتلتي 
هذا دمي 
فاشربيه 
ففيه الإرتواء 
سأحبّك حبَّاً شديداً 
يلتصقُ بين الأعضاء 
لأرى شوقي بين خلاياك  
وأراهُ بين الأمعاء
إنْ كنت احببتني حقَّاً 
فماذا بعدٌ إلّا الارتماء 
أنت ياسيدتي 
بلا شفاهٍ 
ولا غناءٍ!!! 
لقد ارتطم ثغرك بصخرةٍ 
فعاد إلى الوراء 
كليلاً 
حسيراً 
يابساً مقفراً 
بلا لزوجةٍ  ولا ارطباء 
أعرِفُ أنّ هناك أنت 
وأنّكِ كالأصداء 
صوتكِ لا يصغي أبداً 
لأنه بلااشتهاء 
اعبري إليه 
عانقيه 
ولاعبه 
واتركيني في العراء 
تعشقين نعم 
ولا تعرفين الارتقاء 
لم يعد الحُبُّ اليوم  
كعصف السماء 
كعصر العنب 
إذا هَرَسَتْهُ الثِّفاء 
سيعود الَّلبن يوماً 
الى الضّرع 
إذا افتقر فمُ الثّغاء 
إلى  العلك والعلجِ 
والاجتراء. 
لا تلثمي الفم حينما 
الفم يصبح غباء 
فإن كان ذاك الذي ضمَّه
ذو شفتين 
فعلامَ الارتخاء 
فكم من شفةٍ تسقي 
وكم من شفة بلا سقاء  
أنا الثور إن دهمْتُهُ ثغراً 
وانا النزيف 
إذا جئته في فُجاءِ  
انتهى 
بقلمي 
تمّام طاهر سلوم الخزاعي

المصدر: تمّام طاهر سلوم الخزاعي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 2 مارس 2024 بواسطة Arabauthors

الإتحاد الدولي للمؤلفين العرب

Arabauthors
الإتحاد الدولي للمؤلفين العرب مجلة للمؤلفين والكتاب والشعراء مجلة للسلام والتسامح واحترام الآخر *** رئيس مجلس ادارة الاتحاد/ دكتورة/ سابرينا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

37,509