جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ)
بقلمي د.حسين موسى
أَيُّهَا النَّاسُ أَلَيْسَ الَّذِي يَمْنَعُ الْمَاعُون بِالدَّيْنِ قَدْ كَفَر
وَمَا حُجَّتُهُ فِي الأَمْرِ غَيْرُ أَنَّ الأَعْرَابَ أَشَدّ نِفَاقًا وَكُفُر
تُجَادِلُون فِي أَمْرِ السَّمَاءِ وَقَدْ أَرْعَدَتْ وَهَطَلَ الْمَطَر
وَأَيْنعت جَنَّاتُهَا رَيَاحِينَ النَّصْرِ ألا تَشْعُرُون بِالْخَطَر
فَمَا أَصْبَرُكُمْ عَلَى الطُّوفَانِ يَزِبِدُ لَنْ يُبْقَي وَلَا يَذَر
فَلَا جِدَال الْيَوْمَ بِأَمْرٍ اللهِ وَقَدْ أَخْبَرَكُمْ بِقُرْانِه وَأَنْذَر
ألا تَتْلُونَ كِتَابَةُ أُمِّ تَتَّخِذُونَه فقط حُجَّةً لِوِلَايَةِ الْبَشَر
فَانْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ الصُّوفُ عَلَى جُلُودِكُمْ أَمْ وَبَر
فَإِذَا كَانَ صُوفًا سَنَعَذُرُكُمْ لِأَنَّ الثُّغاءَ للأغنامِ يَغْفِرُ
وَإِنْ كَانَ وَبَرَأ فَقَدْ وَصَلْنَا الرِّسالةُ إِنَّكُمْ لَسْتُمْ بِشْر
وَقَدْ عُلِّمْنَا مَنْ ذَا الَّذِي إِذا أُرْسِلَ وَأُمِرَ لَا يَزْدَجِر
وَإِذْ ذاك كَيْف نَسْتَنْصِرَكُم وَأَنْتُمْ كَأَبِي لَهَبٍ وَأَمَرّ
وَفِيمَا الجِدَالُ مَعَ مَنْ كَتَمَ الْمَعْرُوفَ وَيُجْهِر بِالْمُنْكَر
هُوَ اللَّهُ بَالِغٌ أَمْرُهُ وَسَتَعْلَمُون كَيْفَ كَانَ عَذَابُهُ وَنُكُر
أَلَمْ يُنَجِّ اللهُ فِرْعَوْنَ بَيْنَكُمْ بِبَدَنِهِ لِيَكونَ آيَةً لِمَنْ يَدِّكِر
فَأَيْنَ فِرْعَوْنَ وَصَرْحٍ بَنَاهُ هَامَان وَمَنْ منْهُ يَعْتَبِر
إِنِّي امَنْتُ لَوْ أُعِيدَ زَمَنَ أَبِي لَهَبٍ لِسَبْقْتُمُوه بِالْكُفْر
فَاهْنَؤوا بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَسَيَكُونُ الْمَصِيرُ سقْر
فَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ قُوَّتكم وَمَا بَنَيْتُمْ مِنْ حُصنٍ وجُدُرِ
وَكَمَا عَلِمْنَا أَنَّ نُقْتَلَ بِالسَّيْف فذاكَ شرٌّ مستطر
وَأَمّا مَنْ يَقْتَلنا بِرَغِيفِ الْخُبْزِ فذلك أَمْرٌ خَطِر
وَلَنْ نَشْكُو أَمَرَكُمْ لِمَحَاكِمَ أُمَميّة بَلْ لِرَبّ الْبَشَر
فَإِذَا أَتَى أَمْرُ الله سَيَأْخِذُكُمْ بغْتَةً أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ
د.حسين موسى
كاتب وصحفي فلسطيني
.
المصدر: د.حسين موسى