جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قلت أنا المهلهل
قصيدة من
البحر الكامل
بعنوان
يا شام
أخبرتُ غيمَ الصُّبحِ أنِّي مؤمنٌ
فأجابَ مَنْ في الصبح ماإيماني
قلبي فُطَيْمُ إذا العشاء أناخها
في الصَّدرِ بعد تعرُّقِ الأبدانِ
مٌرتاحةٌ أحداقُها أشواقها
يا وقعتي بعد اضطرابِ جَنَاني
هل كان ذاكَ النَّهدُ حقَّاً واقفاً
مثل العرائشِ تائقاً لحناني
يا ليت شعري في الفؤادِ كأنَّه
طبقٌ من الأزهار والأحزان
قهواتها صهواتها ذرفاتها
عنوانها قد ضاع في عنواني
جاءت وحاءت سكرةً برديَّة
عزفت على القانونِ بالألحان
وشَدَتْ بصبحٍ حين لاح غريمها
فالحِنُّ بالَ بصوته الرَّنَّانِ
في مسمعي بل خافقي آهاتها
صعدت الى حلقي الى جنجاني
في الليلُ أسمعُ سرَّها في خافقي
لا أستمِع لتلفُّتِ الجيرانِ
ولسانها المُحمرُّ كان عذارباً
هبّت بصيفٍ جاء من إسبانِ
أتُرَى وفعلاً قد سَبَتْ وتسبّبت
بالسَّبي للأشواقِ للأشجانِ
القلبُ عذَّبَ نفسه من أجلها
لأرى العذابَ كشربةِ الرُّمَّانِ
إن غاب عنِّي رسمها فظلالها
لاحت كما الكاساتِ والبُرقانِ
لأرى الحوار بل الهمارَ بقولها
كالمستبيحِ الإذنَ في آذاني
ترتصُّ في حدقٍ وتطوي نفسها
إنْ آل مجلسها إلى ريحاني
لأقولَ يا غاراتُ صُبِّي حنتماً
واسترجعي الرَّجفاتِ للأجفانِ
لا تجعليني بالبراطم راجماً
إلَّا الشُّهودَ بحضرةِ الرَّحمنِ
فأنا السّلامُ على الحدود أضمُّه
ضمَّ الحَمامِ بحمأة النّيران
لا تتركيني يا فُطيمُ لواقعي
فخطيئةُ الإنسان في النّسيان
كم سال دمعي في ليالٍ عتمةٍ
واستاءَ قلبي من قذى الغربان
والباليات القارعات ينشنني
بالضَّربِ في الجردِيِّ والأشنان
فرأيتُ نفسي كالبهيمةِ راتعاً
في كوكب الحيوان لا الإنسان
وطني الذي أعلنتُ أنّي قلبه
ترك الجَنانَ مودِّعاً أوطاني
يا شامُ مالكِ لا تعودي مرَّةً
للحضنِ في قلبي وفي شرياني
لأراكِ قبل الموتِ أجملَ بلدةٍ
في العالم العربِيّ والعُمرانِ
تالله إنَّ القلبَ فيكِ مُقَسَّمٌ
شطرٌ يسيرُ إليكِ في إذعانِ
انتهى
بقلمي
تمام طاهر سلوم الخزاعي
المصدر: تمام طاهر سلوم الخزاعي
