الدكتور خالد فريطاس يكتب/يا ليل ليلى/ بمجلة الاتحاد الدولي للمؤلفين العرب

يا ليل ليلى كيف واسيت الذي

أبكى المحابر والنواظر والحجر
وكيف أقنعت المتيم أنه
طفل صغير بين أحضان القدر
والله يفعل ما يشاء بخلقه
إن شاء مد العمر أو شاء اقتصر
يزجي السحاب متى وأين يريده
ويغيث من شاء البحار من المطر
يا ليلى ليلى ما تراني فاعل
بين الهوى والنفس والقلب الأشر
ما أفلح العشاق في درب الهوى
وما خبت نار الصبابة في الصدر
جنت عقول العاشقين فهل ترى
مجنونة بالعشق لو طال النظر
فوق الرصيف ممددون كأنما
حشروا بلا يوم القيامة والحشر
يا عاذل العشاق لو ذقت الذي
ذاقوه ما نطق اللسان وما جهر
إن الملائك في الجنان ترفعت
وتنزلت حتى ترى هل تقتدر
وما استطاعت أن تبوح بعشقها
وما استطاعت أن تداري من ضرر
يا ليل ليلى ما فعلت بعاشق
من فرط ما بلع النوائب يحتضر
أبرد على نياطه بمدامة
فلعلها تشفي الفؤاد إذا انفطر
طبطب على صدر إذا نادى الهوى
لبى النداء وقال حي ننفجر
العشق داء والوصال دوائه
والبعد نار في الخوافق تستعر
النبض في قلب المحب تصوف
وطريقة لن تبق فيه ولن تذر
نأتي إلى الدنيا وما ندري لما
حتى يضيع العمر في لمح البصر
نبكي على الأطلال حين زوالها
 ونقول يا ليت الليالي لم تمر
حال الفتى بين النواعم ذائب
مثل الشموع وما له من مدكر
حتى إذا أبدى الفتيل فنائه
ما عاد شمع يستنير ويفتخر
يا داخلا سوق الهوى لا تشتري
فبضاعة العشاق سحر مستمر
الدكتور خالد فريطاس الجزائر