جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
. << بَحْرٌ رَقْمُهُ 17 >>
سَكَنَ اَللَّيْلُ وَ اخْتَفَى الظِّلُّ
وَ أَنَارَ ضَوْءُ أُفُقِ الْحَقِّ يَشْرِقُ
فَلَمْ يَتَبَقَّى لِذِئَابِ الذُّلِّ
فِي حَظَائِرِ الكُهُوفِ مَا تَسْرِقُ
لَبِسَ كَبِيرُهُم عَبَاءَةَ الْوَرَى
وَ لِمَحَارِيبِ قُرْبِِ بَدَأَ يَخْرِقُ
تَضَرَّعَ تَضَرُّعَ خَائِفِ النَّوَى
وَلِدِفْءِ مَبِيتٍ بَاتَ قَلْبُهُ يَرِقُّ
أَتَتْ جَائِحَةُ قَحْطٍ عَلَى الضَّأْنِ
فَمَاتَتْ جِيَفٌ، وَالْكِلَابُ فِيهَا تُمْرِقُ
تَلَاطَفَتْ أَجْنَاسُ غِلَاظِ الْأَبْدَانِ
وَمَتَى كَانَ بَيْنَ مَكْرِ الذِّئَابِ فَرْقُ
حَتَّى الْفَرَائِسُ إِنْ تَشَابَهَتْ فِي مَضْغِهَا
فَذَوْقُ السَّهْلِ لَيْسَ كَمَنْ عَلَيْهِ يُعْرَقُ
هِيّ لُقْمَةُ عَيْشٍ تَبَارَى عَلَيْهَا
مَنْ فِيهِ سَغَبٌ وَمَنْ هَمُّهُ دَرْقُ
قُلْ لِطَالِبِ الْمَاءِ لَا تَسَلْ عَنْ طُهْرِهِ
قَبْلَ أَوْ بَعْدَمَا فِي جِسْمِهِ يُهْرَوْرَقُ
إِنَّ السَّيْلَ وَإِنْ سَوَّدَ عُمْقٌ دَاخِلَهُ
فَعِنْدَ الْمَصَبِّ يَبْيَضُّ وَقَدْ يُزْرَوْرَقُ
كَمْ مِنْ وَاحِدٍ غَرَّتْهُ حَذَاقَةُ خُبْثِهِ
فَصَارَ يُخَطِّطُ بِهَا وَعِنْدَ نَوْمِهِ يُؤْرِقُ
وَغَيْرُهُ ظَنَّ أَنَّ الصَّيْدَ حِرْفَتَهُ
فَتَسَاوَتْ عِنْدَهُ الطَّيْرُ حِينَمَا تُذْرِقُ
قِيلَ صَائِدُ النَّعَامَةِ ' سَيَلْقَاهَا سَيَلْقَاهَا '
إِمَّا غَدٌ أَوْ بَعْدَهُ لَابُدَّ لِكَبِدِهِ أَنْ تُحْرَقُ .
هِيّ الْوُحُوشُ لَا تَأْمَنْ غَدْرَهَا مَهْمَا رَوَّضْتَهَا
فَيَوْمَ اَلْهَرُوشِ أَنْيَابُهَا فِي دَمِكَ سَتُغْرَقُ .
/عبدالواحد الكتاني . 08\02\2024 .
المصدر: عبدالواحد الكتاني