بَكتْ لَيْلى
دعِ الأيّامَ تزهــرُ بالأماني***لنقطفَ ما يروقُ منَ المـــــجاني
مشيْنا في الطّريق بهمْسِ خطْوٍ*علىطرَفِ الرّصيفِ منَ الزّمانِ
وَكُنّا نرْقُـــبُ الأيّامَ فيــــنا***ونبحَثُ في الزّمانِ عـــنِ المكانِ
وعنْ فصْلِ الشّتاءِ سألتُ ليلى***فكانَ جوابُــها قبــــل الأوانِ
وقالتْ لي كلاماً جلّ قولاً***وفيه جرى اللّســــــانُ مع البنانِ
////
نظرتُ تأمّلاً في جوْفِ ليلي***كأنّ اللّيـــــلَ من أعْداءِ أهْلي
سألتُهُ عنْ ربـــــــيعٍ فرّ منّا***وعنْ وطــــــنٍ تبدّدَ في خيالي
فجاءَ الرّدُّ ضرْباً بالرّصاصِ***وشنْقاً في المــــــعاقلِ بالحبالِ
وأرْعبَني الرّصاصُ بِبَطْش نارٍ***تردّدَ وَقْعُهُ وســـــــطَ الجبالِ
فما وجَدَ الرّبيعُ سوى هُروبٍ***وقدْ فقدَ العـــــديدَ منَ الرّجالِ
////
بكتْ ليلى وأهْلُها في بلادي***وكُبّــــــلَتِ القَـــوائـمُ والأيادي
وصبّتْ راجماتُ النّارِ حِقْداً***فحوّلتِ الحـــــياةَ إلى جمـــادِ
بكتْ ليلى وحقّ لها البكاءُ***وقد هجمَ الخـــرابُ على البـــلادِ
وأدرفت الدّموع على خدود***بها التّــفّاح أزهر في البـــوادي
وفي الشّام الأبيّ جرتْ دِماءٌ***بضربِ النّارِ فـي وسـَطِ العــبادِ
محمد الدبلي الفاطمي