جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بدت روح النهضة العربية الادبية وعلى راسها الشعر في النصف الاول من القرن التاسع اوقبيله بقليل – أي في نهايات العصر العثماني – بعد ان خمدت وانتكست انتكاستها الكبرى خلال الفترة السوداء في تاريخ الامة العربية ابتداءا من دخول المغول( ا لتتار) بغداد وحتى بداية القرن التاسع عشر او قبيله بقليل .
فقد كانت الدولة العثمانية تجثم على انفاس الامة العربية ومهيمنة على البلاد العربية بحكمها القاسي حكما استعماريا ظالما – لا فرق بين استعمار واخر الكل يريد تحقيق مصالحه على حساب البلد الذي ابتلعه وان ويجعله تحت سيطرته مدة اطول - ادى الى تأخر في محتلف نواحي الحياة وخاصة الثقافية فقد اتبع الاتراك سياسة تتريك العرب للغتهم العربية ونشر التركية في بلادهم وخاصة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والقضاء على لغتهم الام – العربية التي هي لغة القران الكريم والدين الاسلامي الذي يدين به الاتراك أي فضلوا اللغة التركية على دينهم في سبيل نشر لغتهم وطمس معالم العربية في البلاد التي تحت سيطرتهم وخاصة قبيل الحرب العالمية الاولى وفي زمن ( اتاتورك ) وكان نتيجة ذلك ان ساد الامة العربية ثالوث الفقر والجهل والمرض .
وقد ادى ذلك الى مهاجرة جماعات من البلا د العربية خاصة
من سوريا ولبنان الى خارج بلادهم خوف القتل والتنكيل بهم من قبل الحاكمين الاتراك او الفرنسيين الذين جاؤوا واستعمروا البلاد بعدهم او من سايرهم من الحكام العرب الذين كانوا يحكمون اهلهم واخوانهم للاجنبي وقد اسس هؤلاء العرب المهاجرون جاليات وجماعات وجمعيات في اميركا والبرازيل وغيرها من الدول التي هاجروا اليها وبرز منهم جماعات في مجال الادب والشعر مثل ايليا ابوماضي وجبران والمعلوف وغيرهم.
اما في الشرق العربي فقد دبت الحياة تسري من جديد في الروح العربية وخاصة النهضة الفكرية وتسربت بين الشباب العربي وبعد اتصال البعض منهم بالغرب مثل بريطانيا اوفرنسا اوغيرها واخذ شبابنا العربي يتطلع بما في هذه الشعوب ويدرك ضرورة التخلص من الاستعمار والثورة على العادات والنظم البالية والمتهرئة التي البسها هذا الاستعمار للامة العربية وكذلك كان من اسباب هذه النهضة التمازج العربي مع الغربيين عن طريق الارساليات التبشيرية- ولو انها كانت تهدف الى استعمار من نوع جديد- ودخولها الوطن العربي وايجا د المطابع ودخولها البلاد العربية ونشر الحرف العربي والفكر العربي وطبع بعض الكتب القديمة ومنها الدواوين الشعرية وكذلك فتح بعض المدارس باللغة العربية بعد غزوة نابليون لمصر.
ظل الشعر في فترة الانحطاط والتاخر – الفترةالمظلمة - مطبوع بطابع الفردية تقليديا عنايةالشاعر تنطوي على التزويق اللغوي واللفظي دون المعنى وتحول الى صناعة شعرية بحتة تكثر فبها الصور التقليدية الماخوذة ممن سبقهم وكثرت التشبيهات الى حد انعدام المعاني الشعرية الجديدة اوطمسها .
وكان الشعر العربي في بداية النهضة العربية على موعد مع القدر، ينتظر من يأخذ بيده، ويبعث فيه روحًا جديدة تعيد فيه الحركة والحياة، وتعيد له الدماء في الأوصال، فتتورد ابياته وتزدهر نضرة وجمالً مبدع - بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن المعنى اسير الحكايات والمحاكاة ، قليل الحركة، كليل الموسيقى الشعرية اوالقوافي والابداع .- ليعيد نشاطه الواسع والثابت في النفوس العربية المتعطشة اليه
وشاء الله تعالى أن يكون البارودي هو الذي يعيد الروح إلى الشعر العربي، ويلبسه أثوابًا قشيبة، زاهية اللون، بديعة الشكل والصورة، ويوصله بماضيه التليد، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربه الغنية.
ولم يشأ الله تعالى أن يكون البارودي هو وحده فارس الحلبة ونجم عصره- وإن كان له فضل السبق والريادة- فلقيت روحه الشعرية الوثابة نفوسًا تعلقت بها، فملأت الدنيا شعرًا بكوكبة من الشعراء من أمثال: إسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وأحمد محرم، وأحمد نسيم، وأحمد الكاشف، وعبد الحليم المصري.في مصر والكاظمي والزهاوي والرصافي في العراق وناصيف اليازجي واولاده في الشام وابوالقاسم الشابي في تونس وغيرهم كثير ومنهم شعراء المهجر وكان أحمد شوقي هو نجم هذه الكوكبة وأميرها بلا منازع عن رضى واختيار، فقد ملأ الدنيا بشعره، وشغل الناس، وأشجى القلوب
اما في بداية هذا العصر فقد تغيرت وطبعت بطابع التحرر والانطلاق والدعوة الى الثورة على كل ما خلفه الاستعمار من اوضاع ومفاسد وطبع الشعر بطابع التجديد من جديد فتوسعت افق افكار وخيالا ت بعض الشعراء بعد اطلاع بعضهم على الاداب الغربية والتاءثر بالشعر العربي القديم الذي بدء ينشر من جديد في حركة ادبية بداءت تتحرك وتتحرر في البلاد ومن الشعراء من اوجد شعرا جديدا فتحررمن قيود القافية كما هو الحال في الشعر الحر الذي ظهر حديثا في الشعر العربي ونتيجة اطلاع الشعراء العرب على الفن المسرحي الغربي فوجد الشعر التمثيلي .
الشعر العربي يمتميز في هذا الوقت بثوريته و وطنيته و يدعو الى استنهاض الهمم والتخلص من الاستعمار والثورة على كل ما هو- قديم وبال لا خير فيه لاءمتنا العربية – فكان في اغلبه شعر ا هادفا قاد البلاد الى حركة وطنية قومية فكان الشعراء والمفكرون والادباء هم قا دة الثورات التحررية في الوطن العربي ومذكوا ا وارها.
**********************
المصدر: مجلة رابطة شعراء وأدباء وطن عربي واحد
مجلة رابطة شعراء وأدباء وطن عربي واحد الالكترونية
آمال محمود