جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين
حيث قال :
أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح
وخرج منه صبي يستغيث ويبكي وأمه خلفه تطرده حتى خرج ،
فأغلقت الباب في وجهه ودخلت البيت الذي أخرج منه ، فذهب الصبي غير بعيد
ثم وقف متفكرا !
فلم يجد له مأوى غير من يؤويه غير والدته ، فرجع مكسور القلب حزينا .
فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام ،
وخرجت أمه ، فلما رأته على تلك الحال لم تملك إلا أن رمت نفسها عليه ،
والتزمته تقبله وتبكي !
وتقول :
يا ولدي ، أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني ،
ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك .
وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت !
فتأمل قول الأم :
لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم
" الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها "
وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه
فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها
آستغفر الله وآتوب البه
Alaa Marei
Export Logistics Section Head