مجلة بوارق الشعر والأدب العربي الرصين

قصيدة ياطائر الشّعر 

___________________

 

ياطائر الشّعرِ أينَ اللّحنُ والوترُ ؟

أينَ المعاني لما نلقاهُ تختصرُ ؟!

أينَ القوافي يضيء اللّيلُ أنجمَها

يزهو القصيدُ ويحلو الحبُّ والسّهرُ ؟

يحاول الصّوتُ أن يرتدَّ من وجعي

لكنّ صوتي به الأحزانُ تنصهرُ

تبكي الحروفُ نزيفاً من مداد دمي

وفي المحاجر يبقى شاهداً أثرُ

واسّاقطت من جهات الصّدر هدأته

طرائق الصّبر للخفّاق أبتكرُ

جثت على ركب الآلام صرختنا

مذ شابَ صفوَ الحياةِ الهمُّ والكدرُ

أنّى تَلَفَّتَ تلقَ النّاسَ متعبةً

أحلامنا مثل غيمٍ خانهُ المطرُ

ننامُ نصحو على أطلال غربتنا

يقتاتنا الصّمتُ أو يبتزنا الخطرُ

نكفكف الحزن أحياناً ونرسله

والقلب يهذي : متى الآلام تندحرُ ؟

أنا حكاية إنسانٍ به ألمٌ

من ذا سينصفنا قد عمّنا الضّررُ ؟

كم صورةٍ تحت جنح اللّيل ترسمها 

أنّاتُ قلبٍ بدمع العين تنحدر !

أضنى العبادَ غلاءٌ لا مثيل له 

والفقر يحصد لايبقي ولايذرُ

مهما شكونا ففي آذانهم صممٌ

لا يشعرون بنا هل يشعر الحجر ؟!

السّارقون لقوت النّاس قد علموا

الظّلم يفنى إذا ما النّاسُ تنفجرُ

القابضون على أرزاقنا طمعاً

ياويحهم من دمانا اليوم قد سكروا

ماذا أقول لظلّامٍ تحركهم

كفّ المطامع خلف الباب تستترُ ؟

ماذا أقول لأشرارٍ بنا لعبوا ؟

وعصبة الشّرّ بالشّيطان تأتمرُ ؟

لا تقتلوا الشّام يا أشرار واعتبروا

فالشّام نارٌ على الأعدا ومن كفروا

والشام سِلمٌ لمن بالحبّ سالمها

كل الطّغاة على أبوابها اندحروا

لا تقتلوا الشّام إنّ الشّام جنتنا

والبعد عنها ذنوبٌ ليس تُغتَفَرُ

ياشام أنت الهوى في الرٌوح يأسرنا

ترنو إليك عيون القلب والفِكرُ

رتّلتُ اسمكِ آياتٍ معطرةً

صلاة حبٍّ وفيها النبض يعتمرُ

سقتك ياوطني المعشوق غاديةٌ

من السّحاب وروّى أرضكَ المطرُ

ياشام صبراً على البلوى فموعدنا

مع الرّخاء الذي يأتي به القدرُ

تنهّدت في العيون الدّامعات منىً

ترجو الكريم لعلّ البؤس ينحسر

ياربّ جئناك والآمال تسبقنا

نرجوك يسراً به الأيام تزدهرُ 

 

بقلمي : 

مريم كباش

المصدر: الشاعرة الثديرة مريم كباش
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 139 مشاهدة
نشرت فى 6 ديسمبر 2022 بواسطة Al-Buraq-poetry

عدد زيارات الموقع

2,887