الصوم الصيام في اللغة :
صَامَ الشخص : أمسك .
صوم [ في الشرع ] : إمساك عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النيَّة .
في القرآن الكريم :
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (13) مرة بمشتقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى : ( يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقونَ )( البقرة : 183 ) .
في الاصطلاح الصوفي:
الإمام علي بن أبي طالب :
الصيام : زكاة البدن .
الشيخ الحكيم الترمذي :
يقول : الصيام : هو كف النفس عن الشهوات ساعات من عمرك ، بياض يومك ، ثم تعود إليها .
الشيخ فارس البغدادي:
يقول : الصوم : هو الغيبة عن رؤية الخلق برؤية الحق عز وجل .
الشيخ السراج الطوسي :
الصوم : هو التخلق بالصمدية .
الشيخ أبو طالب المكي :
يقول : الصوم : هو مفتاح الزهد في الدنيا ، وباب العبادة للمولى ، لأنه منع النفس عن ملاذها وشهواتها من الطعام والشراب .
ويقول : الصوم : هو ذكر الله جل جلاله وهو سر .
الشيخ أحمد الرفاعي الكبير :
يقول : الصوم : هو صون الجوارح وصون القلب عن كل مناف للحق .
الشيخ نجم الدين الكبرى :
يقول : الصيام : هو هو الإمساك عن ملاحظة الأغيار ، وطلب الاختيار ، والركون إلى غير الملك الجبار .
الشيخ الأكبر ابن عربي :
يقول : الصوم : هو مبدأ الصلاة والصواب ، وأصل في الانتصاب ، وحقيقة في الانتساب .
الشيخ عبد الكريم الجيلي :
يقول : الصوم : هو إشارة إلى الامتناع عن استعمال المقتضيات البشرية ، ليتصف بصفات الصمدية .
الشيخ عبد الوهاب الشعراني :
يقول : الصوم : هو صفة صمدانية مطهرة من الشوائب النفسانية والشيطانية .
الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي:
يقول : الصوم في شرع القوم : هو الإمساك عما سوى محبوبهم .
الباحث محمد غازي عرابي :
يقول : الصوم : هو فطم النفس عن شهواتها ، وهي حاجة ملحة لخروج النفس من قمقمها المادي بمعنى كسرها إياه لا بمعنى المفارقة . والصوم عماد الدين بعد الصلاة ، هو توأمها ورديفها الثاني . فمن دون الصوم لا يمكن للعبد أن يتفكر في ما اعتاده في حياته من عادات ثابتة .
في أنواع الصوم في الطريقة الصوفية :
للصوم في الطريقة أنواع عديدة ، منها : الصوم عن الذنوب ، الصوم عن الغيبة ، الصوم عن النفاق ، الصوم عن البهتان ، الصوم عن الحسد ، الصوم عن النظر الحرام ، الصوم عن التجسس ، الصوم عن تخريب البلد ، إلى غير ذلك من الأنواع ، وكلها تجعل حياة المريد في صوم روحي دائم . فليس الصيام أن تترك الطعام والشرب فقط وإنما الصيام أن تترك الذنوب والمعاصي ، فالصيام هو صيام الجوارح .
في سبب فرض الصيام :
يقول الإمام علي بن أبي طالب :
فرض الله ... الصيام ابتلاءً لإخلاص الخلق .
في أن الصوم باب العبادة :
يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
لكل شيء باب وباب العبادة : الصوم ، وإنما كان الصوم مخصوصاً بهذه الخواص لأمرين : أحدهما أنه يرجع إلى كف وهو عمل سري لا يطلع عليه غير الله تعالى …
والثاني : أنه قهر لعدو الله ، فإن الشيطان هو العدو ولن يقوى الشيطان إلا بواسطة الشهوات ، والجوع يكسر جميع الشهوات التي هي آلة الشيطان .
في غاية الصوم :
يقول الباحث محمد غازي عرابي :
غاية الصوم الجوهرية : إحداث شق كزلزلة في قلب العبد ليلتفت إلى خالقه ويتفكر في سماء الروح وأرض البدن .
في أنواع الصوم :
يقول الباحث محمد غازي عرابي :
الصوم صومان :
صوم جسدي : وهو الامتناع عن تناول الطعام والشراب والنكاح .
وصوم نفسي : وهو الأصح ، وهو امتناع الصائم عن الغيبة ، وفحش القول ، وتكريم النظر بحفظه ، وإمساك الجوارح عن السير في غير طريق الله .
في فوائد الصوم :
يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين :
الصوم ... يجفف رطوبة ( الأسباب القاطعة عن وجه المطلوب ) ، ويلين يبوسة ( الأحوال المانعة من الشأن الموهوب ) ، وتركد الحواس ، وتستيقظ النفس و ( تعمل ما يجب على ما يجب في الوقت الذي يجب ) .
في ثمار الصوم :
يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
الصوم يميت مراد النفس وشهوة الطبع ، وفيه صفاء القلب وطهارة الجوارح وعمارة الظاهر والباطن ، والشكر على النعم والإحسان إلى الفقراء ، وزيادة التضرع والخشوع والبكاء وجل الإلتجاء إلى الله وسبب انكسار الهمة وتخفيف السيئات وتضعيف الحسنات ، وفيه من الفوائد ما لا يحصى .
ويقول الحكيم الترمذي :
الصوم : ثمرته تطهر النفس .
في فضيلة صوم يوم الاثنين :
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
صوم يوم الإثنين يجمع العبد ، بين خلق وحق في بساط مشاهدة وحضور ( أنس ) لتحصيل علم الأسماء الإلهية .
في الفرق بين الصوم لله والصوم بالله :
يقول الإمام القشيري :
من شهد الشهر صام لله ، ومن شهد خالق الشهر صام بالله .
فالصوم لله يوجب المثوبة ، والصوم بالله يوجب القربة .
الصوم لله تحقيق العبادة ، والصوم بالله تصحيح الإرادة .
الصوم لله صفة كل عابد ، والصوم بالله نعت كل قاصد .
الصوم لله قيام بالظواهر ، والصوم بالله قيام بالضمائر .
الصوم لله إمساك من حيث عبادات الشريعة ، والصوم بالله إمساك بإشارات
الحقيقة .
في أفضل الصوم عند الله تعالى :
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
قلت : [ يا رب ] أي صوم أفضل عندك ؟
قال : الصوم الذي ليس [ فيه ] سوائي والصائم عنه غائب .
[ من حكايات الصوفية ] :
لما احتضرت السيدة نفيسة وهي صائمة ألزموها الفطر .
فقالت : واعجباه لي منذ ثلاثين سنة أسأل الله أن ألقاه وأنا صائمة أفأفطر الآن ، هذا لا يكون . ثم أنشدت تقول :
اصرفوا عني طبيـبي ودعوني وحبيــــبي
زاد شوقـي إليـه وغرامي ونحيــــبي
ثم ابتدأت بسورة الأنعام فلما وصلت إلى قوله تعالى : ( لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ
رَبِّهِمْ )( الأنعام : 127 ) خرج السر الإلهي .
صيام الجوارح : هو خشوعها وكفها عن العبث ولا يكون ذلك إلا بخشوع القلب ، فالعارف لا يصلي إلا اذا صامت جوارح نفسه ، أي : كفت وأمسكت عن العبث .
صوم القلب : هو صوم القلب عن الهمم الدنيئة والأفكار المبعدة عن الله تعالى ، وكفه عما سوى الله تعالى بالكلية .
صوم القلب : صون القلب عن طلب عوض عما ترك للحق أو عن غرض من الحق سبحانه لاشتغال القلب به عما سواه من طلب الجزاء في الدنيا والآخرة .
صوم القلب : هو عن مشارب المعقولات .
صيام الجوارح : هو خشوعها وكفها عن العبث ولا يكون ذلك إلا بخشوع القلب ، فالعارف لا يصلي إلا اذا صامت جوارح نفسه ، أي : كفت وأمسكت عن العبث .
صوم القلب : هو صوم القلب عن الهمم الدنيئة والأفكار المبعدة عن الله تعالى ، وكفه عما سوى الله تعالى بالكلية .
صوم القلب : صون القلب عن طلب عوض عما ترك للحق أو عن غرض من الحق سبحانه لاشتغال القلب به عما سواه من طلب الجزاء في الدنيا والآخرة .
صوم القلب : هو عن مشارب المعقولات .