عيش الغراب.. لحم الفقراء وغذاءالنبلاء

السعودية تستهلك 100 طن منه سنويا.. والأوروبيون يعتمدونه كثيرا في أطباقهم

جدة: أمل قبضايا
يطلقون عليه اسم «عش الغراب» أو «عيش الغراب»، وسواء كان عشا أو عيشا، فالفطر من أشهر ما يتناوله الانسان من طعام، وعيش الغراب يسمى بلحم الفقير لرخص ثمنه عن اللحم، كما يسمى باللحم النباتي، لأنه يسد الفجوة الغذائية من نقص اللحوم، ويسمى أيضا بغذاء الرشاقة والصحة والجمال، لأنه يفيد في علاج السمنة وعلاج الأنيميا.

وقد كان «عش الغراب» غذاء الآلهة والنبلاء وكبار القوم، وأطلق عليه في الحضارات الأوروبية القديمة، غذاء المناسبات، وبالنسبة للحضارات الشرقية القديمة وحكماء الصين القدامى واليابانيين، فيسمونه «أكسير الحياة»، ويطلق عليه باللغة الفرنسية الـ«شامبنيون» والـ«ماشروم» باللغة الإنجليزية.

ويقول الباحث الزراعي الدكتور فوزي حنفي «اسمه الصحيح عيش الغراب، وترجع تسميته بعيش الغراب لأنه ينمو طبيعيا (بريا) على المصارف بالمناطق الزراعية على شكل قرص بني فاتح اللون، يشبه فى لونه العيش أو الخبز، لذلك كانت الغربان تخلط بينه وبين العيش بسبب التشابه الشديد بين الفطر والعيش، ومن هنا جاءت تسميته بعيش الغراب».

وهو عبارة عن فطر جسمه الثمري ذو أشكال مختلفة، تشبه المظلة (الشمسية) أو القرص، وله عدة ألوان، ولكن الشائع منه اللون الفاتح والأبيض والرمادي والأصفر، ومذاقه يشبه فى الطعم الكلاوي والكبدة، كما توجد 14 ألف سلالة ونوع من عيش الغراب فى العالم، منها 5 أنواع فقط مقبولة كغذاء للإنسان، وباقي الأنواع سامة غير صالحة كغذاء.

ومن أهم الأنواع هي الأجارريكس، والبلوروتس، والفلفاريلا، والكنزلا، والشيتاكى، وأن الأجاريكس هو الذي يطلق عليه الشامبيون الفرنسي، وينتشر في جميع أنحاء العالم، حيث يمثل 75% من إنتاج عيش الغراب في العالم، وهذا النوع يكون على شكل قرص لونه أبيض، وقد يميل للون الأصفر.

ويقول الدكتور حنفي «إن حجم الإنتاج العالمي من هذا الفطر، يصل إلى ما يقرب من 7 ملايين طن سنويا، وتعتبر الولايات المتحدة أكثر الدول إنتاجا له، تليها فرنسا وهولندا، كما وجد في العالم 117 دولة تنتج عيش الغراب، منها المملكة العربية السعودية، وتستهلك 100 طن سنويا من عيش الغراب، بما يوازى 3 ملايين ريال سعودي. وحول كيفية زراعة عيش الغراب، يقول الدكتور فوزي حنفي، إن طريقة إنتاج عيش الغراب طريقة سهلة، ويمكن لربة البيت إنتاجه داخل المطبخ، وذلك باستخدم أكياس بلاستكية، يوضع فيها جبس زراعي، وينقع بداخله قش لمدة 12 ساعة داخل ماء ساخن لدرجة الغليان، وبعد ذلك نغلق الكيس بإحكام لمدة 30 يوما، حتى ينتشر النمو وبعد ذلك نفتح الكيس من أعلى، ونعمل على زيادة التهوية والإضاءة غير المباشرة، وفي خلال 10 أيام يبدأ ظهور النمو الثمري، التي تقطف بلطف، ثم يثقب الكيس للحصول على قطفات عديدة أخرى. وتتعدد فوائد عيش الغراب، فهو ليس مجرد فطر يضاف إلى الطعام فيكسبه نكهة ومذاقا جميلا، كما يقول الدكتور أحمد عليان رئيس قسم الصناعات الغذائية بجامعة القاهرة «أكدت الأبحاث انه من الأغذية عالية القيمة الغذائية، بسبب محتواه البروتيني العالي، وأن كمية البروتين به تفوق مثيلتها فى الخضار، وكمية البروتين في عيش الغراب تعتبر مساوية تقريبا لمثيلتها فى اللبن والبقوليات، كما أنه يفوق ضعف كمية البروتين الموجودة في البطاطس والقلقاس والفاكهة، ويحتوي عيش الغراب على 4% بروتين، في حين تحتوي الدواجن على 2% من البروتين، كما يشير الدكتور عليان إلى أن الأبحاث التى أجريت بالمعهد، أكدت أنه يعتبر غنيا بمحتواه من الفيتامينات وأشهرها فيتامين ج، كما يعتبر مصدرا عاليا للأملاح المعدنية الضرورية للإنسان كالكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والحديد والنحاس، بالإضافة إلى انه مصدر للألياف، التي تساعد في عملية الهضم، كما يسبب في خفض الكوليستول في الدم، ويحتوي على سعرات منخفضة تكسبه ميزة أخرى، عند أصحاب السمنة، الذين يمارسون الرجيم، كما أنه مفيد في علاج أمراض السكر وتصلب الشرايين والأنيميا، وعلاج الأورام السرطانية

المصدر: http://www.aawsat.com
AishELghorab

سارة السيد

  • Currently 261/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
75 تصويتات / 1482 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

284,828