<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->
على شاطىء النيل الساحر فى أقصى الجنوب من مدينة أبى أسمبل كنا على موعد مع متابعة الحدث الجليل فى معبد ابى سمبل الكبير
هنا فى أبى سمبل يقف شامخا جبلاً يحوى عجيبة تاريخية و تحفة معمارية تشتمل على معجزة فلكية هندسية تحدث على وجوه تماثيل أربعة ذات جلال و جمال و محاطة بهالة من القدسية و الهيبة والوقار .عند شروق الشمس تسقط أشعتها عمودياً على وجوه ثلاث من التماثيل الأربع القابعة فى قدس الاقداس وهم وأمون رع رب طيبة، ورمسيس الثانى فرعون المجد و الانتصار ثم رع حور أختي رب مدينة أون, بينما تستثنى وجه تمثال بتاح رب منفيس و أله الظلام. و لكى نرقب هذه الظاهرة بكرنا الى المعبد و دلفت داخله و دنوت من قدس الأقداس حتى أصبحت التماثيل الأربع منى فى مرمى البصر ووقفت فى حضرتها و قد أنتابنى شعور داخلى متوقد محفوف بالمهابه لهذه القطع الفنية الخالدة و سبحت فى الفكر و التصور حتى كدت أتخيل الملك العظيم رمسيس الثانى وقد وقف و رمقنى بنظرة ملكية و يشير بيديه ليشرح لى ما أستغلق على من أمر.... وهنا و فى تمام السادسة و الثامنه عشر دقيقة صباحاً مر من أمام عينى شعاع الشمس الأول فى صبيحة يوم الأربعاء 22 فبراير 2017 فسقطت على وجه تمثال الآله رع حور أختي فعم الدهليز الصمت الرهيب و لم أر لحظتها سوى ضوء الشمس الذى لامس وجوه التماثيل الثلاث فى مشهد عبقرى أستمر لمدة 22 دقيقية بالتمام و الكمال و رغم مرور مئات البشر أمام مقصورة قدس الأقداس و رغم جلبة حديثهم و حركتهم فقد كنت مشدوها بالموقف فلم يكن لدى احساس بهم أو بوجودهم ومرورهم ... . و فى الأصل كان التعامد يقع يوم 21 من شهرى فبراير و أكتوبر من كل عام. وهذان التاريخان يمثلا بداية فصل الزراعة و الحصاد في مصر الفرعونية . الا أن نقل المعبد لانقاذه من الغرق فى مياه بحيرة السد قد تسبب فى تأخير هذه الظاهرة لمدة 24 ساعة.
و قد سبق سبق صبيحة التعامد أمسية شاهدنا فيها عرض الصوت و الضوء الرائع الذى اذيع باللغة العربية كلغة رئيسية لحضور أغلبية كاسحة من المصريين بينما ترجم العرض بعدة لغات منها الصينية و الانجليزية و الروسية لعشرات من الضيوف الأجانب أغلبهم يمثل عدة فرق فنية تمت دعوتها لاحياء الحدث. و تلى العرض أحتفال تأخر كثيراً حتى بدأ بسبب الارتباك التنظيمى, وقد غادرت مع عدداً من السياح الاجانب الموقع قبيل بدء عرض الفرق الذى تأخر كثيراً للشعور بالأرهاق و التعب.
الحقيقة أننى أعترض على تنظيم أحتفالات صاخبة و راقصة أمام المعبدين فما كان يجب أن يحدث ذلك, لابد أن نحترم جلال و هيبة وقدسية الموقع الأثرى الفريد و لابد أن نحفظ للمكان تقديراً و أجلالاً و نكتفى بأن يتم ذلك بساحات و ميادين مدينة أبو سمبل السياحية للحفلات و الأحتفلات و الأستعراضات المحلية و العالمية.
و قد شعرت بالأسى لضعف حضور الأجانب كما أستأت كثيراً من الارتباك و عدم التنظيم فى ادخال و تحريك الزوار الى داخل المعبد سواء صباحاً أم مساءً, و التزاحم و التدافع الشديدين للدخول و قد أشفقت كثيرا على الجنود الذين كانوا يواجهون غضب و تدافع الزوار عند الدخول من البوابات أو التحرك فى محيط المعبد و كان أشد التدافع هو الذى حدث من أجل الدخول للمعبد لمتابعة ظاهرة تعامد الشمس عند قدس الاقداس.
فيما أسعدنى جدا و جود شاشة عملاقة على يسار المعبد تنقل نقلا حياً و مباشراً و قائع سقوط الاشعة عموديةعلى وجوه التماثيل, ليت المنظمون يزيدون من عدد هذه الشاشات ليرى الجميع ويتابع الحدث دون حركة او جلبة او تدافع.
كما شعرت بالأسى لاننا لم نستطع استخدام هذه الظاهرة فى الترويج للسياحة المصرية بالقدر المطلوب بسبب غياب التنظيم و صعوبة الحصول على التذاكر للدخول من موظف واحد يقف خلف شباك واحد و مطلوب منه استخراج التذاكر لمئات من الحضور فى وقت لايزيد عن 30 دقيقة.
و كلى أمل ان يتحسن الاداء و نتلافى هذه الامور البسيطة فى المرات القادمة و هذا ليس صعباً على احفاد من ابدعوا هذه الظاهرة الفلكية الف.
ساحة النقاش