أن تأت متأخراً خيراً من  أن لا تات أخيرا تحركت الاجهزة المعنية فى محافظة اسوان للقبض على  المستريحين الجدد  بعد طول انتظار لهذه الخطوة الهامة.  و المستريحون الجدد يختلفون عن الذين عرفناهم فيما مضى و الذين كانوا ياخذون الاموال و يعطون عليها فوائد كبيرة  أكبر من فوائد البنوك  ماطلق عليه  حينها (كشوف البركة) فتقبل الناس عليهم , ثم بعد ان يجمعوا قدرا كبيرة من الاموال يختفون فى ظروف غامضة , ولا يظهرون الا مكرهين عند القبض عليهم بمعرفة الاجهزة المعنية لمحاسبتهم,  وقد تكررت هذه المأسى مرات عدة وفى آماكن مختلفة من مصر المحروسة ,اما المستريحون الجدد موضوع مقالنا اليوم  يعملوا بآليه مختلفة أقرب ما تكون الى التجارة  لكن تجارتهم الشراء بالغالى و البيع بالرخيص فكيف ذلك, لنبدأ الحكاية من اولها.

منذ عدة  اشهر ليست بالكثيرة و لا يمكن وصفها بالقليلة طفت  على السطح فى اسوان ظاهرة غير صحية اقتصادياً وهى وجود اشخاص لايعلم احد عنهم الثراء ولم يكونوا يوماً من اهل اليسار يتجارون فى اشياء عدة ابتداء من السيارات المستخدمة مروا بحديد التسليح و وصولاً الى المواشى ثم السيارات الحديثة  انتهاءً بالاموال نفسها. وفى كل هذه السلع كانوا يشترون باعلى من القيمة الحقيقة و يبيعون باقل من القيمة الفعلية ايضاً, و انتشرت حولهم الحكايات و الاساطير و الاهازيج و المستغربات بل و الاكاذيب.

هو أمر شديد الغرابة على المجتمع الاسوانى البسيط وقد تبدت هذه الظاهرة و كأنما تتسرب وتنتشر  تحت الارض, ثم طفت فجأة, وانتشرت انتشار النار فى الهشيم حتى ان الكثيرين من خارج اسوان جاؤو ليغروفوا من مغارات المسترحين .

اعترف فى البدء لم ألق للامر اهتماماً باعتبار انهم يعملوا فى مجال السيارات و هى مربطة بشريحة ليست بالكبيرة فى المجتمع , ولكن بوصولهم الى المواشى (الانتاج الحيوانى) و استحوازهم على نسبة كبيرة جداً بمجرد البدء وخلال اسابيع قليلة تحولت الغالبية العظمى و الكاسحة اليهم لدرجة انهم اثروا على الاسواق الرئيسية  للمواشى بمحافظتى اسوان و الاقصر  و عندها استيقظ داخلى المزارع المصرى الذى يهتم بالثروة الحيوانية فى اسوان فبدأت اتسأل عن السوق الرئيسى للمواشى بادفو فعلمت انه يكاد يكون قد توقف وعلمت ان  هذه الظاهرة انتقلت لكافة اسواق اسوان ثم الاقصر و قيل ان المواشى تاتى اليهم من كل حدب وصوب و ان المواشى فى مزارعهم تنفق بسبب الجوع والعطش لتضخم اعدادها لديهم ولعدم وجود بنية تحية كافية لرعايتها  و بالتالى كنت اخشى ان يات يوم  تنهار فيه الثروة الحيوانية فى محافظة اسوان و المحافظات المجاورة ولا نجد فيه كوب لبن او ترتفع اسعار اللحوم ارتفاعاً ضخماً و استغربت لعدم اكتراث الاجهزة الرسمية المختلفة بالمحافظة.

لكن منذ قرابة شهر بدأت الاجهزة المعنية تتحرك بعد تصريح السيد محافظ  أسوان بان المحافظة ستواجه هذه الظاهرة و بالفعل تمت ازالة مبانى اقامها هؤلاء المستريحون الجدد على الاراضى الزراعية لايواء ما يشترونه من مواش, فاسعدنى التحرك رغم  تاخره و قلة اثره فقد اكتفى بازالة المبانى فقط و لكن استمر الحال, بل وظهر اخرين فى ذات المجال فى قرى مجاورة, وهناك من قام يتبوير مساحة  ارض زراعية لاقامة صالة بيع سيارات لا ادرى كيف واتته الجرأة على التبوير و اقامة الهياكل الحديدة و الخرسانية التى تلزم لهذا الغرض, وكيف واتت المسؤلين عن الاراضى الزراعية اللامبلاة بهذا الامر الجلل.

أخيرا  قامت الاجهزة المعنية بالقبض على هؤلاء و تابعيهم و بدأ التحقيق معهم يأخذ مجراه . وسرت حكايات و روايات ما انزل الله بها من سلطان. ثم توالت الآثار السلبية على هذا الحدث الجلل اجتماعياً و اقتصادياً . وهنا يهمنى الحديث او الاجابة عن السؤال وماذا سنفعل بالبهائم وهما هنا شقين لايهمنى الشق الاول منهم لكن الشق الثانى من البهائم وهو الحيوانات التى تمكنت الجهات المسؤولة من التحفظ عليها وهى حية و ظروفها الصحية جيدة و قابلة للحياة.

ان الثروة الحيوانية فى اسوان رافد اقتصادى هام وهى تنتج الالبان و اللحوم وهذه المنتجات اما  تتم التتغذية عليها مباشرة او يتم تصنيعها و بالتالى لها دور اقتصادى هام. و اتصور ان عدداً ليس بالقليل قد تم ذبحه خلال فترة البيع و الشراء الى و من المسترحيين الجدد وعدد لاباس به قد نفق نتيجة  الازدحام وعدم الرعاية الجيدة فى الاماكن التى اعدت لائيوائها على عجل لدى المسترحين ناهيك عن صعوبة التغذية و الارواء   بل و انتقال الامراض فيما بينهم و التدافع و التناطح.    

لذا اناشد الجهات المسئولة   توقيع الكشف البيطرى عليها و علاجها مما يمكن ان يكون قد الم بها من امراض مع سرعة التصرف فى هذه البهائم و بيعها لمزارعين بغرض رعايتها والحفاظ عليها. و ان يكون الهدف الرئيس هنا هو الحفاظ عليها و دخولها مرة اخرى الى منظومة النشاط الزراعى, و ليس الحصول منها على اعلى قيمة مالية لتعويض البهائم الاخرى   .

هذا من اجل الزراعة و الانتاج الحيوانى  الاقتصاد الزراعى فى مصر.... حفظ الله مصر و نجاها من شر الاشرار و كيد الكائدين.

المصدر: د احمد زكى ابو كنيز موقع بوابة الزراعة الالكترونى

ساحة النقاش

د أحمد زكى

Ahmedazarc
يحتوى الموقع على مجموعة من المقالات الخاصة بالزراعة و المياه و البيئة و التنمية المستدامة. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

227,246