فى مقال سابق تحدثنا عن الامطار التى سقطت فى مصر خلال الاسبوعين الماضيين و النتائج التى ترتبت عليها , سواء اضرار مادية او بشرية و ما تكشف من هشاشة نظم مواجهة مثل هذه الظروف الغير مواتية , والتى تتراكم اضرارها بسرعة ومضية و يتطلب الامر لمواجهتها استعدادات سابقة للتعامل مع تطوراتها .
ومعروف للجميع فى كافة بلاد العالم ان الأمطار مصدر متجدد للمياه التي يمكن أن تستخدم في الزراعة والصناعة والاستخدامات الحياتية المتعدده , كما ان مياه الامطار التى تتسلل الى باطن الارض ,حيث تصل إلى طبقة المياه الجوفية فتؤدى دورًا مهمًّا في إعادة شحن الخزان الجوفي و بالتالى يمكن تحقيق الإدارة السليمة والمستدامة للمياه في البيئات المختلفة و هناك العديد من الطرق و الوسائل التى يمكننا فى مصر استخدامها لتطويع مياه الامطار و الاستفادة بها و تحويلها من مصدر ازعاج دورى الى نعمة ننتظرها باريحية و يمكن ذكر بعضها على النحو التالى:
استغلال مياه الأمطار و السيول و تخزينها فى اماكن مناسبة لامكانية استخدامهافى رى الاراضى الزراعية في وقت الجفاف ، وكذلك يمكن معالجتها لتصبح صالحة للشرب .
فى شمال غرب مصر يمكن استخدامها فى زراعات منخفضة فى احتياجاتها المائية مثل الشعير ,النخيل ,الزيتون والتين الشوكى بالاضافة الى استغلال مياه الأمطار الاستغلال الجيد عن طريق إنشاء القنوات التى تصفى فيها المياه تنتهى بخزانات لحفظ مياه الأمطار والسيول (الابار الرومانية).
فى المناطق الصحراوية،يتم انشاء خزانات ضخمة تساق اليها المياه من خلال قنوات او مخرات مع امكانية تحويلها لمياه شرب بعد تنقيتها, كما يمكن تنفيذ عمليات حصاد امطار بسيطة على مستوى المنازل حيث يتم شفط مياه الأمطار من على السطح ونقلها الى خزان، مخصص مع امكانية تنقيتها لتحويلها لمياه شرب.
يمكن استعمال مياه السيول فى حقن الآبار الجوفية وتجديد و تحسين مخزوناتها ، لأنها تختلط بالمياه الجوفية وهو أمر يترتب عليه تقليل نسبة الملوحة التى تعانى منها مناطق عدة فى البلاد، بجانب أن تداخل مياه الأمطار بالمياه الجوفية يحد من التلوث.
فى جميع المدن التى تقع على نهر النيل او المجارى المائية كالرياحات والترع الكبرى يتم تصميم نظام خاص لتوصيل مياه الامطار من الشوارع الى النيل او المجارى المائية. وبذلك نقى شوارع المدن من تجمعات المياه و المجهود الذى يبذل بشفطها و القاءها فى مجارى الصرف الصحى و نستفيد بالمياه العزبة التى تصل للنيل او المجارى المائية..
و ما يهمنى هو أن ندرك أن:
مياه الأمطار التى تسقط لدينا سنويا مصدر اً متجدداً للمياه النظيفة التي يمكن أن تستخدم في كافة المجالات المعتادة كما انه بالنسبة لطبيعة المدن الجديدة فى مصر و التى تتميز بمساحات خضراء كبيرة يمكن حصادالامطار و استخدامها في ري هذه المساحات الخضراء وتنظيف الشوارع،. كما ان هذه المياه يمكن استخدامها فى عادة تجديد مياه الخزانات الجوفية، خصوصًا في المناطق خارج الوادى.
تطبيق تقنيات حصاد الامطار عملية هامة جدا وتمثل اداة ناجزة لتلبية جزء من احتياجاتنا المائية و هناك نظم متعددة لحصاد الامطار منها البيسط السهل الذى يمكن ان ينفذه الاهالى او منظمات المجتمع المدنى الطوعية و هناك المعقد الكبير الذى تنفذه الدولة لتجميع كميات كبيرة جداً.
ان شبه جزيرة سينا وساحل البحر الاحمر و الساحل الشمالى الغربى فى اشد الحاجة الى اجراءات حصاد الامطار لاستخدامها فى الزراعة و الصناعة وبقية الاستخدامات.
و لكى نقول اننا نجحنا فى مسعانا لكبح جماح الامطار وربيبتها السيول يتوجب علينا ان نمتلك بنية تحتية كافية لالتقاط وتحويل وتخزين مياه الأمطار واعادة الاستفادة بها,, علماً بانه يتحتم ايجاد هذه البنية التحتية حتى وإن لم تتمتع المنطقة بانهمار مطري سنوى كثيف، ولكن ما يتساقط لدينا من أمطار يمكن أن تهطل بشكل شبه سنوى كما يحدث فى بعض المناطق قد تتحول الى سيول شديدة. وإنه من الأهمية بمكان دراسة إمكانيات الحصاد المائي للاستفادة به.
و فى النهاية اناشد الحكومة المصرية بالعمل على التوسع فى اجراءات حصاد الامطار و الاستفادة بكل قطرة مياه تسقط من السماء بدلا من التخلص منها فى مجارى الصرف الصحى او فى البحر كما يحدث حالياً, واتصور اننا يمكن ان نستخدم تقنيات بسيطة غير مكلفة لحصاد الامطار.
المصدر: داحمد زكى ابو كنيز
موقع الزراعة الالكترونى
نشرت فى 27 نوفمبر 2021
بواسطة Ahmedazarc
د أحمد زكى
يحتوى الموقع على مجموعة من المقالات الخاصة بالزراعة و المياه و البيئة و التنمية المستدامة. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
227,405
ساحة النقاش