قمة  عالمية  يحضرهها  زعماء  دول العالم  و مئات الناشطين و منظمات المجتمع المدنى المهتمة بالقضية من أجل مناقشة تغير المناخ، وما الذي تفعله هذه البلدان، والعالم أجمع، من أجل مواجهة  و كبح جماح هذه المشكلة ومعالجة تأثيراتها السلبية على مختلف مناحى حياتنا.

لم تعد قضية  التغير المناخي  قضية نخبوية  أو مشكلة عابرة أو أزمة يمكن التغافل عنها كما تحاول ان تفعل بعض الدول ذات الاقتصادات الضخمة وتحديدا امريكا فى فترات حكم  الجمهوريين  و الصين، لكنها اضحت مشكلة تؤرق دول العالم اجمع و يتضررمنها الجميع سواء الدول المتقدمة أو النامية. اذن لن ينجو  من تبعات التغير المناخي أحد ، فالكوارث  الناجمه عنه لن تفرق بين شمال العالم وجنوبه، وهو ما يفرض على البشرية ن تتكاتف ي مواجهة هذا الخطر الداهم.

ويشار الى ان المحرك الاساسى للتغيرات المناخية هو التزايد المضطرد فى انبعاثات غازات الدفيئة الناجمه على التوسع فى الصناعة و الزراعة, فالصناعة المعتمده على الوقود الاحفورى تتولد عنها غازات الاحتباس الحرارى كما ان الزراعة مسؤلة عن ربع كمية الغازات من حيث حرائق الغابات التلقائية او الحرائق المتعمدة لتغيير استخدامات الاراضى بالاضافة الى انتاج اكسيد النيتروز اثناء صناعة الاسمدة النيتروجينية و زراعة ملايين الهكتارات من الارز و انبعاثات غاز الميثان من الماشية .

وفى الوقت الراهن تساهم كلاً من الصين والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، كندا ، اليابان ، إندونيسيا، روسيا الهند، إيران و البرازيل  و السعودية  باكثر من 66% من الانبعاثات العالمية.  و اشير هنا الى ان   الصين وامريكا ودول الاتحاد الاوربى يساهموا بنسبة من 46% من انبعاثات الكربون العالمية العالمية  فى حين ان المائة  دولة الاقل ابعاثات كربونية فى العالم  تساهم بنسبة 3% من الانبعاثات. اذن المشكة تخلقها نيران مصانع اغنياء  الشمال و يكتوى بها فقراء الجنوب. ولهذا درجت الامم المتحدة على عقد مؤتمرا و ملتقيات للوصول الى اتفاق حول كيفية الحد من الانبعاثات الكربونية وفى هذا الصدد,

أنطلق  فى مدينة جلاسكو  الاسكتلندية أول امس الاحد مؤتمر الامم المتحدة للتغير المناخى و المعروف بالمؤتمر السادس والعشرين للتغير المناخي (كوب26)  و الذى يضم المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الامم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي و ايضا والاجتماع السادس عشر للأطراف في اتفاقية كيوتو كما يضم    الاجتماع الثالث لأطراف اتفاقية باريس . و فى رأييى الشخصى آراه بمثابة الأمل الأخير والأفضل  لخفض معدل الاحترار الكونى عند حاجز 1,5 درجة مئوية وهذا هو الهدف الأكثرأهمية  لاتفاق باريس عام  2015. ولكن هذا لن يكون  إلا  بالقيام بخطوات ملموسة في السنوات العشر المقبلة.  وربما تكون عودة الولايات المتحدة، صاحبة  الاقتصاد  الاضخم عالمياً، إلى محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ ذات فائدة كبيرة للمؤتمر، بعد تغيب لأربع سنوات ترامبية.

و تنعقد هذه القمة وقد زادت حدة الظواهر الجوية الخطرة المرتبطة بتغير المناخ، بما في ذلك موجات الحر والفيضانات وحرائق الغابات. علماً بأن  العقد الماضي هو الأكثر دفئًا على الإطلاق، وعلى الرغم من ان حكومات العالم و خصوصاً حكومات  الدول الاكثر فى اطلاق الكربون للجو على  علم تام بأن هناك حاجة إلى عمل جماعي عاجل, الا اننا فى النهاية لانجد عمل جماعى و لا عاجل, فخفض الانبعاثات معناه تباطىء اقتصاد هذه الدول لذا تترد كثيرا فى تنفيذ التزاماتها.

و لكنى غير متفائل بالحصول على نتائجة ذات قيمة فلا تبدو الأمور واعدة خلال هذا المؤتمر   لسبب بسيط فقد فشلت المؤتمرات الـ 25 السابقة في إيقاف أو حتى خفض غازات الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية.  وبالرغم من مضى  ثلاثة عقود من تكرار الحديث حول خطورة الأمر و التحذيرمنه ،  الا ان كوكبنا أصبح  الآن أسخن بمقدار 1.1 درجة مئوية على الأقل من مستوى ما قبل الصناعة، كما انه آخذ في الارتفاع.و بالرغم من ذلك يحدونا الامل ان تستفيق ضمائر هذه الدول لتكفر عما جنته بيئياً على العالم و خاصة الدول الفقيره, و فى هذا الصدد  نطلب من الاغنياء المتسببين فى الاحترار العالمى:

ان تعترف   بالأضرار والخسائر التي تعرضت لها الدول الفقيرة من آثار ترتبت على ارتفاع منسوب مياه البحر أو الفيضانات المتكررة و تدفع لها التعويض الملائم.

ان تتعهد و تفى الدول الغنية  بتقديم 200 مليار دولار  سنوياً لمساعدة الدول الفقيرة  في التأقلم مع التغير المناخي.

تتعهد و تلتزم بوقف تام للانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2050و أن تكون هناك علامات تقدم  محددة للدول المسئولة عن النسبة الأكبر من الانبعاثات، كالولايات المتحدة  و الصين و الاتحاد الأوروبي.

 تمتنع كلا من استراليا والبرازيل عن  حرق الغابات للتوسع فى زراعة المحاصيل او تتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع او تقليل الحرائق التلقائية

كما نطالب  قادة و ممثلى دول  العالم الحاضرين للقمه بالعمل من اجل:

ان يكون توليد الكهرباء في كل دول العالم  من مصادر نظيفة

أن تقلل انبعاث غازات الاحتباس الحراري إلى صافي صفر خلال العقود الاربع القادمه

وضع صيغة نهائية للقواعد التي تنظم كيفية تطبيق الدول للاتفاقات الموقعة في السابق مع تطبيق آلية عقوبات لحالات عدم الوفاء بالالتزامات.

وضع آلية عقابية للدول التى تمتنع عن التوقيع او تخرج من الاتفاقية مستقبلاً.

و بالرغم من ذلك لا اتوقع من الدول الغنية اية نتائج ايجابية لن تتعهد ولن تلتزم و لن تدفع للدول الفقيرة, و سنرى ذلك جلياً خلال متابعتنا لجلسات المؤتمر و فعاليته خلال الاسبوعين الحاليين, و ادعو الله ان يخيب ظنى فيهم.

المصدر: د احمد زكى ابو كنيز موقع الزراعة الالكترونى

ساحة النقاش

د أحمد زكى

Ahmedazarc
يحتوى الموقع على مجموعة من المقالات الخاصة بالزراعة و المياه و البيئة و التنمية المستدامة. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

227,454