فى طابور طويل، اصطف وفد شباب الثورة المصرية الذين يزورون تركيا حاليا، وانضم إليهم الكاتب الكبير فهمى هويدى، حتى وجدوا أنفسهم فوق مسرح ضخم، وأمامهم نحو مليون تركى، وما إن أعلنت مكبرات الصوت أن الواقفين على المسرح هم من شباب ميدان التحرير، إلا وتعالت صيحات الجماهير بشكل هستيرى، مصفقين وملوحين ومنهم من ألقى الورد والبالونات ومن أرسلوا قبلات هوائية.


كان ذلك جزءا من المشهد الذى عاشه وفد شباب الثورة أمس الأول قبل لقائهم برئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان.

أزمة كادت تتضخم تسبب فيها وفد شباب الثورة الذين حمل بعضهم أعلام حزب العدالة والتنمية التركى، وهو ما اعتبره أتراك دعاية لحزب فى مناسبة لا تخصه وحده، بل الشعب التركى بكامله، ورد آخرون أمام الحشود بأن الشباب لم يجبرهم أحد على حمل تلك الأعلام، وأن دافعهم كان الامتنان لما قابلوه من حفاوة بالغة.

احتكم الفريقان إلى فهمى هويدى، والذى قال إن المسألة لا تستحق كل هذه الضجة ولا داعى لأن «نضرب كرسى فى الكلوب».

وبعد أن أنهى أردوغان كلمته أمام جماهير حزبه، والتى استمرت ثلاث ساعات قضاها واقفا فوق مسرح مكشوف تحت شمس متوهجة، ذهب إلى الوفد المصرى برفقته زوجته وابنتاه المحجبتان وصافح الوفد المصرى وألقى عليهم التحية باللغة العربية قائلا «السلام عليكم كيف حالكم» وجلست زوجة أردوغان بجوار الوفد المصرى وبدأ هو كلمته بقوله: «نحن نؤمن أن الأنظمة التسلطية لا تتفق مع فطرة الانسان، والخضوع لشخص واحد أمر لا يتفق مع الخليقة والفطرة البشرية، ونحن وقفنا بجواركم وفى كفاحكم وفى ثورات العالم العربى التى بدأت من تونس وامتدت إلى مصر ومنها إلى باقى الدول العربية»، وأضاف: «فى الأنظمة التسلطية تكون العبادة للعبد، ونحن لسنا عبيدا إلا لله»
وواصل أردوغان حديثه مع شباب الثورة قائلا: «الديمقراطية الحقيقية هى التى تؤمن الحقوق الاساسية للمواطن وتمنح الحقوق للمرأة والأطفال وتمنح الحرية للمختلف فى العقيدة ان يمارس شعائره بحرية».

وأشار أردوغان إلى أنه شارك فى مؤتمر فى شرم الشيخ حضره أحمد نظيف رئيس وزراء مصر السابق المحبوس حاليا ورئيسا وزراء ماليزيا ولبنان وأن أحد الحاضرين سأله: «كم من الوقت تحتاجون لإعلان نتيجة الانتخابات عندكم؟، فقلت إنها تعلن فى نفس الليلة فقال السائل انها تحتاج فى مصر إلى أسابيع لإعلانها فقلت إن هذا يعنى أنه يتم التلاعب فيها».

وتابع: «جمال الديمقراطية يكمن فى إفساح المجال للجميع لخوض الانتخابات ومصر وتونس ينتظرهما مستقبل مشرق».

وأعلن أردوغان أنه سيقوم بجولة فى الدول العربية التى شهدت وتشهد ثورات بعد انتهاء الانتخابات فى بلاده، مضيفا: «نريد أن تنتهى الفترة الانتقالية فى بلادكم بسرعة».

وأعلن أردوغان رفضه التام لاحراق الكنائس فى مصر وقال: «يجب أن نحترم أصحاب المعتقدات الأخرى، ومحمد صلى الله عليه وسلم حصل على أصوات غير المسلمين فى المدينة بدون سلاح، وليس بوصفه رسولا ولكن لأنه محمد الأمين». وأضاف: «لا تسبوا آلهتهم فيبسوا إلهنا».

وطالب أردوغان بالاهتمام بالانسان من منطلق أنسنة السياسة وأن نبدأ التغيير من المحليات وان نختار للانتخابات الأمين والنزيه والشريف.

وأثنى أردوغان على قيام مصر بفتح معبر رفح بصفة دائمة واعتبر أن هذه الخطوة تعيد مصر إلى مكانتها الطبيعية ودعا المسئولين فى مصر إلى عدم الخضوع لأية تهديدات من أجل إغلاق المعبر».

  • Currently 24/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 224 مشاهدة
نشرت فى 8 يونيو 2011 بواسطة Ahmed200200

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,138