تعتبر عملية التقسيم و التصنيف من أهم العمليات العلمية التي تساعد الباحثين العلميين في اتخاذ القرارات و إيجاد مظاهر مشتركة للعينة محل الدراسة يمكن من خلالها إرساء قواعد مشتركة للتعامل مع هذه الفئة من خلالها .. و يقابل المهتمون بظاهرة الإعاقة العقلية مشكلة في تصنيف المعاقين عقليا إلي فئات ذلك لانطباق تعريف الإعاقة الذهنية علي عينة كبيرة متفاوتة في الصفات و الخصائص و مما يجعلها عملية صعبة نظرا لعدم تجانس العينة محل الدراسة بشكل كبير .. كما يواجه المختصون مشكلة كبيرة في إيجاد الأساس الفعلي الذي يمكن أن يتم إرساء تصنيفهم عليه .. و لذلك فقد تعددت أنواع التصنيفات التي تحاول التعامل مع فئة المعاقين عقليا و التي أقامها كل متخصص من خلال وجهة نظره المهنية ..

أولا : التصنيف الطبي :

    اعتبر الأطباء أن الإعاقة العقلية قد تكون عرضا أو نتيجة لمرض عضوي معين ، و اعتبروا أن الأسباب المرضية المتشابهة التي تؤدي إلي الإصابة بإعاقة عقلية تنتج معاقين عقليا يتشابهون بشكل كبير في الخصائص الجسمية و النفسية بحيث تميزهم هذه الخصائص عن غيرهم من حالات الإعاقة الذهنية .. و من أهم هذه التصنيفات الطبية تصنيف الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي ، تصنيف ترد جولد ، تصنيف ستراوس ..و نعرض فيما يلي للتصنيف الطبي الخاص بالجمعية الأمريكية للتخلف العقلي الأمريكية فقد صنفت المعاقين عقليا طبقا للسبب الطبي للإعاقة إلي :

     1)   إعاقة عقلية مرتبطة بأمراض معدية مثل الحصبة الألماني ، الزهري ، خاصة في حالة الإصابة في الشهور الأولي من الحمل .

     2)  إعاقة ذهنية مرتبطة بأمراض التسمم .. مثل إصابة المخ الناتجة من تسمم الأم بالرصاص أو الكربون أو الزرنيخ و غيرها .

             3)    إعاقة ذهنية ناتجة عن إصابة جسيمة .. مثل الإصابة في الدماغ أثناء الولادة أو بعدها .

             4)    إعاقة عقلية ناتجة عن خلل في الهرمونات .. مثل القزامة .

             5)    إعاقة عقلية مرتبطة بأمراض التمثيل الغذائي .. مثل الفينيل كيتون يوريا  أو الجلاكتوسيميا .

             6)    إعاقة ذهنية وراثية مرتبطة بخلل في الكروموسومات .. مثل عرض داون أو تيرنر أو كلاينفلتر .

             7)    إعاقة ذهنية ناتجة عن أورام غريبة .. مثل الدرن .

             8)    إعاقة  ذهنية مرتبطة بأسباب غير عضوية .. مثل العوامل الأسرية أو الثقافية أو ما يسمي بالحرمان الثقافي .

             9)    إعاقة ذهنية مرتبطة باضطرابات عقلية .. مثل التوحد .

           10) إعاقة ذهنية مرتبطة بأمراض غير معروفة الأسباب تحدث قبل الولادة  ..

    11)      إعاقة ذهنية مرتبطة بأمراض غير معروفة الأسباب تحدث بعد الولادة  ..

    و مما يؤخذ علي مثل هذا التصنيف أنه لا يقدم لنا معلومات كافية تفيد في التعرف علي البرامج التربوي أو التأهيلية اللازمة للأشخاص المعاقين ذهنيا .. فالتصنيف يغفل جوانب أخري مثل درجة الإعاقة مما لا يعطي فكرة واضحة للمتخصصين عن درجة التدخل التي تحتاجها الحالة .. و إن كان مازال يقدم فكرة مناسبة عن سمات و خصائص كل مجموعة من مجموعات التصنيف ..  حيث يعتبر دال من الناحية الطبية من ناحية السمات و الخصائص لكل فئة من فئات التصنيف ..

ثانيا : التصنيف التربوي :

يستخدم هذا التصنيف من الناحية التربوية للحكم علي مدي الصلاحية التربوية للفرد ..

ووفقا لهذا التصنيف يتم توزيع المعاقين عقليا إلي ثلاثة فئات

    (1)       فئة القابلين للتعليم :

و تتضمن هذه الفئة الأطفال القابلين لاكتساب المهارات الأكاديمية الأساسية كالقراءة ، الكتابة ، الحساب .. و_ر2 تتراوح درجة ذكائهم منا بين 50 و 70 درجة .

    (2)       فئة القابلين للتدريب :

و تتضمن هذه الفئة المعوقين ذهنيا الذين يعتقد وأنهم غير قادرين علي تعلم المهارات الأكاديمية بالرغم من قدتهم علي اكتساب المهارات الاستقلالية بالإضافة إلي قابليتهم للتدريب و اكتساب مهارات التأهيل المهني عند التدريب عليها .. و تتراوح درجات ذكاء هذه الفئة ما بين 25 و 50 درجة .

    (3)       فئة الإعتماديين :

و تتضمن هذه الفئة المعوقين ذهنيا ممن تقل درجات ذكائهم عن 25 درجة .. و ممن لا يستطيعون أداء المهارات الأساسية للحياة اليومية لذلك فهم في حاجة دائما للاعتماد علي غيرهم للوفاء بمتطلباتهم الأساسية.

    و يعتبر التصنيف التربوي تصنيفا جيدا و إن لم يقصر الآخذ به بالحدود التي وضعها التصنيف علي أنه حدود فاصلة غير قابلة للحركة .. فالطفل القابل للتدريب مثلا لا يجب أن يحرم من بعض المواد الأكاديمية فقد يكون قادرا علي إكساب بعض الكلمات المهمة و التي بالرغم من أنها كلمات فقط إلا أنه قد  تفيده في حياته الشخصية ( مثل كلمة " رجال " أو " سيدات " ) للتمكن من اختيار دورة المياه الصحيحة له لاستخدامها .. أو بعض مهارات الحساب أو حتى الأرقام فقط للتمكن من اختيار الأتوبيس المناسب له أو لمعرفة رقم تليفون المنزل .. و بذلك لا يجب أن يحرم الآخذ بالتصنيف التربوي الحدود التي وضعها التصنيف كحدود فاصلة لتقييم الأطفال ..