ما هي الميزة النسبية للعناصر المخلبة بالأحماض الأمينية ؟

    إن المركبات المخلبة بواسطة الأحماض الأمينية تمتاز بأنها تعطي تأثيراً مزدوج نظراً لكفاءة نفاذية العناصر المخلبه بواسطة الأحماض الأمينية ذات الجزيئات الصغيرة الحجم مقارنة ببعض مواد التخليب الأخرى  مما يعطيها كفاءة عالية عند الاستخدام رشاً . علاوة على الأثر التنشيطي الذي تحدثه الأحماض الأمينية عند دخولها بالنباتات لما لها من فوائد عديدة مثل تنشيط الكفاءة التمثيلية للنباتات وحس المناعة الداخلية للنباتات وتحسين صفات النمو والمحصول الناتج .

·        شكل (1) لاحظ صغر حجم جزيء الحامض الأميني بالمقارنة بالمخلبيات الأخرى مما يسهل نفاذيتة خلال الرش الورقي أو   

                   التسميد الأرضي .

·        شكل (2)  يوضح كيفية تخليب العنصر ليحمل من الخارج شحنات سالبة ويصبح محايد ولا يثبت على سطح الأوراق أو التربة 

                  مما يسهل من نفاذه وامتصاصه عند استخدامه بهذه الصورة.

·        شكل (3) لاحظ سهولة وانسيابية نفاذ العناصر المخلبية خلال أسطح الورقة بالمقارنة بالغير مخلبة وذلك لاكتسابها شحنات    

                   سالبة من الأحماض الأمينية (المخلبية) مما يجعلها تنفذ خلال الطبقة الشمعية ذات الشحنات السالبة دون أن يحدث لها

                  تثبيت على أسطح الأوراق ، كما ويحدث ذلك أيضا عند إضافتها للتربة مع ماء الري حيث لا يحدث لها تثبيت على  

                  أسطح حبيبات التربة مما يسهل أمتصاصها بواسطة الجذور  

·    يحدث التخليب عندما تقوم ذرات معينة في المركب المخلبي الذي يسمى "Chelated" بأعطاء الكترون إلى الكاتيون وتنشأ عندئذ رابطة إشتراكية ويتكون تركيب حلقي يحتوي على الأقل على خمسة روابط إثنان منها تمتد إلى الكاتيون المعدني

شكل (5)  حيث يوضح مركب مخلبياً بواسطة الأحماض الأمينية حيث يرتبط الكاتيون بجزيئين من الحامض الأميني مما يزيد من كفاءة التخليب

-    ونلاحظ أن المركبات المخلبية تنفذ بصورة سهلة إلي سيتوبلازم الخلايا من خلال نفاذها خلال عدة طبقات خلوية لبشرة و أنسجة الورقة علاوة علي نفاذها داخل أنسجة الورقة من خلال الثغور ، وفي كلتا الحالتين يكون إمتصاص المغذيات بواسطة الإمتصاص الحيوي بمساعدة الأحماض الأمينية المخلبية (كمادة مخلبية) أسرع من المغذيات الغير مخلبة هذا علاوة علي الأثر التنشيطي الذي تحدثة الأحماض الأمينية للنباتات من زيادة الكفاءة التمثيلية للنباتات وتنشط تكوين الكلوروفيل وزيادة مقدرة تحمل النباتات للظروف المغايرة مثل الحرارة العالية والمنخفضة والملوحة والعطش وسوء التهوية بالتربة وايضاً تشجيع إنقسام الخلايا وتشجيع تكوين الجذور ......

ومن مزايا المركبات المخلبية للأحماض الأمينية أنها مواد متعادلة كيميائياً وبالتالي لا تدمص داخل الخلايا التي تنتقل من خلالها العناصر المرشوشة ولما كان جزيء الحمض الأميني أو البيبتيدات  Peptide له وزن جزيئي منخفض فنجد أن العناصر المخلبة بالأحماض الأمينية تمتص بسهولة .

وعليه فإن الرش الورقي أو التسميد الأرضي بالعناصر المخلبية له عديد من المميزات نظراً للأتي :

أولاً : تغذية النبات بالعناصر التي لم تكن ميسرة للنبات ، أي تعاني النباتات من نقص هذه العناصر بسبب عدد من العوامل كعدم ملاءمة (PH) التربة أو أدمصاص هذه العناصر على مسطح حبيبات التربة) أو أرتفاع نسبة الكالسيوم الغير ميسر بالتربة ......... إلخ.

ثانياً : في حالة الرش تمتص العناصر داخل النبات مباشرة عن طريق الأوراق دون أن تمر خلال غرويات التربة والتي تثبت جزءاً كبيراً منها أو تفقد كميات كبيرة منها بالغسيل نتيجة تسرب الماء إلي باطن الأرض خاصة في الأراضي الرملية وفي حالة إتباع طرق الري السطحية التقليدية ( الري بالغمر ) .

ثالثاً : يعتبر التسميد الورقي من أسرع السبل لعلاج أسباب نقص العناصر.

رابعاً : لسد حاجة النباتات من المغذيات المعدنية أثناء فترات النمو النشطة ، إذ يوفر التسميد الورقي معدلات امتصاص قد لا يمكن توافرها إذا استعملت الطريقة التقليدية في التسميد .

خامسا : بالتسميد الورقي تضاف المغذيات اللازمة في الفترات التي يحتاج فيها النبات إلي هذه العناصر خاصة في المراحل الحرجة خلال أطوار نموه مثل فترات ما بعد الإخصاب ونمو وتطور الثمار .

إذاً فالتسميد الورقي يمكن أن يزيد المحصول ، علاوة علي تحسين صفات الثمار لنموها وتطورها تحت ظروف متوافرة فيها احتياجاتها الغذائية بالكميات المناسبة وفي التوقيت المناسب ، ويمكن إضافة المغذيات علي الصورة المعدنية وإضافة العنصر بهذه الصورة ربما يخلق مشاكل جانبية للمجموع الخضري علاوة علي إنخفاض معدل إمتصاصة مقارنة بالمواد المخلبية .

لذا يفضل التسميد الورقي بإستخدام المركبات المخلبية ( Chelated ) حيث يدخل فيها العنصر ضمن مركب عضوي ، ويتم ذلك من خلال ارتباط العنصر بروابط اشتراكية في صورة مركب مخلبي , أهم المركبات العضوية التي تلعب هذا الدور الأحماض الأمينية أو أي أحماض عضوية أخرى والتي تحتوي خلايا النبات علي مثل هذه المركبات العضوية الحاملة أو المرتبطة بالعناصر الغذائية والتي بواسطتها نتجنب ترسيب العناصر المعدنية خلال أوعية الخشب والفجوات السيتوبلازمية في الخلايا الحية . وعلي سبيل المثال نجد أن ومعظم الحديد في خلايا خشب بعض النباتات مرتبط بطريقة الخلب مع حمض الماليك والمالونيك .

  قد ذكر أرثرولس (Arthroles) أن هناك بعض المركبات المخلبية الطبيعية مثل                            (Humic acid & Amino acid & Tartaric acid & Ascorbic acid & Citric acid ) لها دور كبير في تيسير العناصر الغذائية للنبات , ولقد ذكر أن أفضل إستخدام لها رشاً على أوراق النبات , إذ أن هذه المخلبيات الطبيعية ذات تأثير كبير في زيادة مدى الإستفادة بالعناصر المرتبطة بها وخاصة إذا إضيفت كمغذيات ورقية , وهذة المركبات الطبيعية لها طاقة كبيرة على الارتباط أو خلب الحديد بصورة فعالة أكثر من المركبات المخلبية الصناعية . من هنا جاءت الأهمية العظمى في الاتجاه إلى اكتشاف مركبات مخلبية طبيعية تحاكى ما يحدث داخل النبات وبدون أثار جانبية مضرة للنبات أو الإنسان . تمتاز المخلبيات الطبيعية عن مثيلتها من المركبات المعدنية بأن العنصر الغذائي المخلب بواسطتها محاط تماماً ومغلف بالأحماض الأمينية الطبيعية مما يمنع العنصر المخلوب من الإزالة عن طريق الغسيل قبل أن يمتص بواسطة النبات , وعند دخوله النبات فهناك سهولة في انفصاله ودخوله إلى الخلية لتنشيط العمليات الخاصة به . ومن مميزات المواد المخلبية الأخرى هي الاستفادة من الأحماض الأمينية التي تخلب هذا العنصر , وهذه الأحماض الأمينية تدخل الخلية في العمليات الحيوية الخاصة بتكوين البروتين , فتتحول إلى بيبتيدات – بولي بيبتيد – بروتين , دون أن يبذل النبات كميات هائلة من الطاقة ATP وكميات كبيرة من جزيئات الجلوكوز مما ينعكس أثر المركبات المخلبية على زيادة المحتوي البروتيني في النبات والثمار مع زيادة في المحصول وتحسين في صفات جودة الثمار.