بعد الحديث السابق عن مياه الرى وطرق تقيمها ومحاولة التغلب على مشاكلها ناتى للحديث عن الرى وطرقه المتبعة فى اراضينا وما لنا وما علينا تجاه هذه الطرق ...
والرى بصفة عامة هو وصول الماء للارض الزراعية اما طبيعا عن طريق الامطار (الزراعة المطرية) او بطريقة صناعية بالكمية المطلوبة وفى الميعاد المناسب (الزراعة المروية) .
والزراعة المطرية غير معروفة فى مصر الا فى المناطق الساحلية نظرا لندرة المطر. وتقع مصر ضمن الصحراء الكبرى ولولا نهرالنيل لما قامت الزراعة والحضارة ومن هنا كان الرى الحقلى اساس الزراعة المصرية.
ولاتزرع كثير من المناطق الصالحة للزراعة بالعالم وذلك لنقص معدلات المطر بما لايكفى نمو الحاصلات الزراعية او لفقد الماء الميسر بالتسرب السريع بالارض كما يحدث فى الاراضى الصحراوية رغم ان هذه الاراضى تتميز بجودة تهويتها وسهولة خدمتها ولكن يعيبها انخفاض سعتها المائية الامر الذى يقتضى بتقارب فترات الرى كما سنوضحه . ايضا العمل على زيادة احتفاظ الارض بالماء ويتاتى ذلك بالتحكم فى سبل امداد الارض بالرطوبة اللازمة لنمو النبات وتامين الاحتياجات المائية ضد فترات الجفاف المتوالية .
وطريقة الرى المثلى هى التى تمد الارض بالرطوبة اللازمة لنمو النبات دون فاقد فى المياه او التربة وتؤمن المحصول ضد فترات الجفاف القصيرة وتغسل الاملاح الموجودة فى القطاع الارضى لتصبح دون الحد الحرج للحصول على اعلى واجود انتاجية مع اعلى كفاءة لاستخدام الوحدة من المياه .
ومن طرق الرى المعروفة الرى بالغمر بانواعه (احواض- بواكى- مصاطب او خطوط) ويسود فى اراضى الوادى والدلتا والرى الضغطى (الرش والتنقيط) بانواعه يسود فى المناطق الصحراوية
والسؤال لماذا يستخدم الرى الغمر فى الدلتا والرى الضغطى فى الاراضى الصحراوية ؟
من المعروف ان ثالوث الانتاج الزراعى هو الارض والماء والنبات وتربطهم كثير من العلاقات ولاداعى للدخول فيها الان. لكن من اهم العوامل المؤثرة على طريقة الرى هو قوام التربة الذى هو ببساطة عبارة عن التوزيع النسبى لحبيبات التربة
فعندنا اراضى الدلتا اراضى ثقيلة اى يسود فيها الحبيبات الدقيقة التى تشمل الطين والسلت بالتالى لها قدرة عالية على مسك الماء بها وتتعمق بها جذور النبات بها . والسعة الحقلية Filed capacity (اقصى قدرة للتربة على مسك الماء او الاحتفاظ بالماء) لها عالية حوالى 30%
فلو افترضنا مساحة الفدان 4000 م2 تسهيلا للحساب ، وعمق جذور النبات 1 م والسعة الحقلية لها 30% كما ذكر
بالتالى فان ..كمية المياه بالفدان عند السعة الحقلية فى منطقة الجذور =
مساحة الفدان× عمق اجذور× السعة الحقلية
=4000× 1م × 30% =1200م3
لكن فى الحقيقة ان النبات لايستطيع ان يمتص سوى نصف هذه الكمية وهى مايعرف .. بالماء الميسر Available water وهو باختصار عبارة عن نصف السعة الحقلية .
وبالتالى يصبح 1200/2=600م3
ولكن الادارة الجيدة لاتترك النبات حتى يعانى من نقص الماء الميسر.. لذلك يتم الرى عند استهلال 50% من الماء الميسر ..
اى600× 50%= 300م3
(وتسمى هذه الكمية بالماء سهل التيسر وهو يساوى نصف كمية الماء الميسر)
ويمتص منها النبات ما يتساوى مع استهلاكه المائى اليومى . فاذا كان هذا الاستهلاك مثلا 7.5 مم/يوم .. اى 30م3 فى اليوم
فتصبح الفترة بين الريات = الماء سهل التيسر/اقصى استهلاك مائى للنبات
=300/30= 10ايام (عشرة ايام)
هذا مايحدث فى اراضى الوادى والدلتا
لكن فى الاراضى الصحراوية يختلف الامر تماما فهى اراضى خفيفة اى يسود فيها الحبيبات الخشنة بالتالى لها قدرة ضعيفة على مسك الماء بها ولاتنتشربها جذور النبات لعمق اكثر من 60سم .. والسعة الحقلية لها ضعيفة ايضا حوالى 10% ولاتصل اليها الابصعوبة
كمية المياه بالفدان عند السعة الحقلية فى منطقة الجذور =
مساحة الفدان× عمق اجذور× السعة الحقلية
=4000× 6,م × 10% =240م3
وذلك بدلا من 1200م3 فى حالة اراضى الوادى والدلتا
ويصبح الماء الميسر الذى هو نصف السعة الحقلية
= 240/2=120م3
ويصبح الماء سهل التيسر الذى هو نصف الماء الميسر
= 120/2=60م3
فتصبح الفترة بين الريات = الماء سهل التيسر/اقصى استهلاك مائى للنبات
=60/30= 2ايام
اى عندمايتم الرى بهذا المقدار من الماء المكافىء للماء سهل التيسر فان الفترة بين الريات سوف تكون فى حدود يومان وتقل عن ذلك اذا انخفضت كمية ماء الرى المضاف .
بالتالى يتحتم علينا اتباع طرق الرى الضغطى سواء بالرش او التنقيط فى المناطق الصحراوية والتى تختلف الاجراءات الزراعية عن اجراءات اراضى الوادى والدلتا .. ولذلك لاسبيل سوى هذا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: د/إبراهيم أبوعامر مركز بحوث الصحراء بالقاهرة
Abou-Amer

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ د/إبراهيم أبوعامر

  • Currently 118/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
41 تصويتات / 1246 مشاهدة
نشرت فى 16 سبتمبر 2010 بواسطة Abou-Amer

ساحة النقاش

د/إبراهيم عبد العاطى أبوعامر

Abou-Amer
دكتور باحث بمركز بحوث الصحراء بالقاهرة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

113,129