طرق الرى الضغطى سواء بالرش Sprinkler irrigation او التنقيط Drip irrigation والتى تتبع فى الاراضى الصحراوية ماهى الا السبيل الوحيد لرى هذه الاراضى .
والرى بالتنقيط هو الاكثر شيوعا وينفرد عن غيره بانه يقوم بترطيب جزء من التربة فقط وتبقى الاجزاء الاخرى جافة طوال الموسم وينتج عن هذا الترطيب الجزئى فوائد عديدة ومشاكل قليلة لذا يمكن تعريفه بانه ذلك النظام الذى يتم فيه اضافة الماء للتربة مباشرة برطوبة تقترب من السعة الحقلية وهو المدى المناسب تماما لنمو النبات فى صورق قطرات صغيرة الى منطقة الجذور كما يطلق عليه ايضا الرى الشحيح ويمثل نظام الرى بالتنقيط احدث ما وصلت اليه تكنولوجيا الرى الحديث
وفى الحقيقة بدات فكرته من ملاحظة الحياه البدوية فى الصحراء حيث يحتفظ البدوى بماء الشرب القليل والميسر لديه فى درجة حرارة منخفضة نوعا ما عن الحرارة فى الصحراء المحيطة به وذلك عن طريق وسيلته البدائية وهى (الزير الفخارى) والذى يساعد على خفض درجة حرارة الماء بداخله نتيجة لتبخر بعض المياه التى تترشح من مسام الفخار وتتجمع المياه المتبقية من الرشح لتسقط اسفل الزير على صورة قطرات تسمح بزراعة بعض نباتات الخروع التى يستظل بها البدوى من شمس الصحراء الملتهبة.
وقد تم تطوير هذه الفكرة عند استخدامها فى الرى داخل الصوب الزراعية فى انجلترا عام 1940 ثم استخدمت فى الحقل المكشوف فى كثير من البلدان مثل استراليا والولايات المتحدة والمكسيك وبعض دول حوض البحر المتوسط زمنها مصر .
ومن مميزات الرى الضغطى وخاصة الرى بالتنقيط انه يمكن حقن الكيماويات فى انظمته فيما يسمى بالرى الكيماوى Chemigation او الرى التسميدى Fertigation وقد يطلق عليه (الرسمدة) ولكن فى النهاية المعنى واحد ..
وهو عبارة عن اضافة الكيماويات الزراعية لماء الرى عموما او من خلال ما نسميه الرى تحت ضغط
والكيماويات التى تضاف من خلال هذه الانظمة اما ان تكون لمعالجة المياه مثل الكلورين والاحماض . او لتحسين المياه كالاسمدة والمغذيات الصغرى وكذلك المبيدات المختلفة كمبيدات النيماتودا والفطر وغيرها .
وتساعد اضافة هذه الكيماويات للمزارع من خلال انظمة الرى الضغطى عموما فى تحسين المحصول وزيادة انتاجيته بدون الحاجة الى عمالة خاصة وبالتالى تقليل تكاليف الانتاج وتقليل التلوث البيئى .
ولكن كيف يمكن ان نستفيد من هذه الوسيلة فى تسميد المزرعة لدينا ؟
نفترض هنا وجود مزرعة بها اشجار. كاشجار موالح او زيتون اوأعناب او اشجار اى فاكهة اخرى.
لابد اولا ان يكون عندنا خلفية ولو بسيطة عن الاحتياجات السمادية للمحصول بالمزرعة
والامر ليس صعبا بالنسبة لاى مزارع يحاول تعظيم الاستفادة من مدخلات الانتاج والتى منها الاسمدة وقد ارتفعت اسعارها بشكل كبير فى الفترة الاخيرة لان التسميد اصبح ضرورة ملحة بالنسبة للزراعة عموما نظرا لان الاسمدة تستكمل احتياجات النبات من العناصر الغذائية الموجودة بالارض مما يوائم النمو الكامل للمحصول المنزرع فى البيئة المحيطة به بكل عواملها . والواجب على القائم بالزراعة فى الصحراء ان يقوم بتقدير الاحتياجات السمادية بدقة تامة سواء من حيث اختيار العناصر السمادية المختلفة او من حيث اختياركمياتها اوموعد وطريقة اضافتها لانها كما ذكر احد اعمدة الانتاج الزراعى وبالتالى الربح العائد منه ..
والطرق المتبعة لتحقيق ذلك هى باختصار شديد
1-تحليل التربة Soil analysis
وتعتبر من اكثر الطرق لتقدير محتوى الارض من الصورة الصالحة للعناصر كما تعتبر ايضا الاساس لتقدير الاحتياجات السمادية للمحصول المنزرع وتوضح لنا درجة الكفاية او النقص للعنصر فى الارض بالنسبة للمحصول الذى سيزرع
كما يفيد اختبار التربة فى تقدير الاحتياجات الفعلية لمحصول منزرع مع وضع بعض النقاط فى الاعتبار ..
هل نحن بصدد اشباع نقص الارض من عنصر معين ؟
ام هل نحن بصدد اشباع احتاجات المحصول الذى سيزرع ؟
بالتالى نحن نحتاج الى ادخال النبات كعامل هام فى تقدير الاحتياجات السمادية.
2- استخدام النبات كمؤشر (تحليل النبات) Plant analysis
وتعتبر ايضا وسيلة هامة ويمكن تحقيقها من خلال الاتى
1-التحليل الكيميائى لانسجة النبات
وذلك باخذ عينة من اوراق النبات فى عمر معين ....من مكان محدد من النبات ..
وتحليلها والوقوف على حالة العنصرمن حيث مستوى كفايته او نقصه .
2-المظاهر العينية
والتى تشمل الملاحظة الحقلية للنبات
كبطىء النموعن المعدل الطبيعى او تقزمه او تورد فى التفريع او تغير فى لون الاوراق او فى شكلها او جفاف اطرافها او سقوطها بنسبة كبيرة.
ونستطيع ان نلخص هذه الاعراض بشكل عام وباختصار شديدة
المجموعة الاولى
اعراض نقص النتروجين (N) والفوسفور(P) تظهر على... النبات باكمله ...بما فى ذلك الاوراق .
اعراض نقص البوتاسيوم (K) والماغنسيوم (Mg) تظهر على ..الاوراق المسنة فقط ...اما باقى النبات فيكون طبيعا.
المجموعة الثانية
تظهر على الاوراق الصغيرة فقط (عندئذ يفحص البرعم الطرفى)
اعراض نقص الحديد (Fe) والمنجنيز (Mn) والكبريت (S).......... (لايموت البرعم الطرفى)
اعراض نقص الكالسيوم (Ca) والزنك (Zn) والبورون (Bo)........ (يموت البرعم الطرفى)
وبالطبع فى هذا الموضوع كلام كثير ويمكن ان ياخذ وقت كبير وعدة صفحات ولكنى احاول اختصاره وتبسيطه الى اقصى حد ممكن .
وناتى الى تصحيح هذا النقص عن طريق كيفية اضافة السماد لنظام الرى بالتنقيط
سوف ناخذ مثالا ولله المثل الاعلى سبحانه وتعالى
سوف نفترض ان الاشجار الموجودة بالمزرعة هى اشجار موالح متوسطة العمر (4-6 سنوات)
ونقوم بعمل الاتى :
اولا : تقدير الاحتياجات السمادية
الاحتياجات السمادية للاشجار متوسطة العمر (4-6سنوات)
تحتاج هذه الاشجار الى كميات العناصر كالتالى
350 جرام نتروجين(N)
40 جرام خامس اكسيد الفوسفور (P2O5)
325جم من البوتاسيوم (K2O)
ثانيا : تحويل كميات العناصر الى مايقابلها من اسمدة
اى سماد نقوم بضرب كمية العنصر المطلوبة منه × 100 على نسبة هذا العنصرفى السماد التجارى
النتروجين
اشجار الموالح متوسطة العمرتحتاج الى 350 جرام نتروجين
لوان السماد الموجود هو نترات النشادر مثلا ونسبة النتروجين به هى 33%
= 350× (100/33) = 1060 جرام تقريبا من سماد نترات النشادر.
كذلك الفوسفور
الموجود عندنا هو سماد سوبر فوسفات الكالسيوم ونسبة خامس اكسيد الفوسفور به 15%
= 40× (100/15) = 266 جرام تقريبا من سماد سوبر فوسفات الكالسيوم .
وكذلك للبوتاسيوم
الموجود عندنا هو سماد سلفات البوتاسيوم ونسبة اكسيد البوتاسيوم 48%
= 325× (100/48) = 677 جرام تقريبا من سماد سلفات البوتاسيوم .
اعتقد ان العملية الحسابية ليست صعبة ويستطيع اى مزارع ان يحسبها.
ولنا ان نلاحظ
1-السماد الفوسفاتى عادة يتم خلطه مع المادة العضوية فى شهر نوفمبر او ديسمبر .
وبالتالى تكون الاضافة لمياه الرى لاسمدة النتروجين والبوتاسيوم .
2-عملية التسميد تبدا فى الفترة من فبراير حتى سبتمبر ولكن عادة يتوقف التسميد خلال شهرى يوليوواغسطس .. بالتالى الفترة التى يتم فيها التسميد هى 6 شهور
(ابتدأ من فبراير حتى سبتمبر باستثناء يوليو واغسطس)
وبالتالى فان المقنن اليومى من السماد النتروجينى =
كمية سماد N/ فترة التسميد (التى هى 6 شهور اى 180يوم)
اذن مقنن سماد N اليومى فى ماء الرى =1060 /180= 5.9 جرام N تقريبا يوميا فى مياه الرى
مقنن سماد K اليومى فى ماء الرى =677 /180= 3.8 جرام K تقريبا يوميا فى مياه الرى .
اذن مقنن الاسمدة اليومى فى ماء الرى = 5.9 + 3.8
= 9.7 جرام يوميا من الاسمدة فى مياه الرى

 

3-يجب الايزيد تركيز المحلول النهائى عن ½ جم /لتر من المصادر السمادية المختلفة
اذن هذه المقننات اليومية من الاسمدة يجب ان تضاف الى كمية ماء قدرها
= 9.7× (½) = 19.4 لتر ماء
4- يوصى بان لاتزيد كمية ما يضاف من المصادر السمادية المذابة عن 25 جم/يوم بالنسبة للاشجار اقل من 7 سنوات وعن 50 جم/يوم للاشجار اكبر من 7 سنوات .
لذا نجد الاضافات السابقة من الاسمدة فى الحدود الآمنة .
5- فى حالة ظهور اى من علامات نقص للعناصر الصغرى يعالج هذا النقص بمركبات تحتوى على هذه العناصر رشا على الاشجار.
وهذا ينطبق على اى اشجار طالما نعرف الاحتياجات السمادية لها والتى يمكن بها الحصول على اعلى انتاجية مع افضل جودة .
والله الموفق .....
والسلام علتكم ورحمة الله وبركاته .
المصدر: د/إبراهيم أبوعامر مركز بحوث الصحراء بالقاهرة
Abou-Amer

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ د/إبراهيم أبوعامر

  • Currently 82/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 1412 مشاهدة
نشرت فى 16 سبتمبر 2010 بواسطة Abou-Amer

ساحة النقاش

د/إبراهيم عبد العاطى أبوعامر

Abou-Amer
دكتور باحث بمركز بحوث الصحراء بالقاهرة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

118,198